حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 6373 - 2019 / 10 / 8 - 16:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل اعطى الرئيس دونالد ترانب الضوء الأخضر لأنقرة بغزو شرقي الفرات ؟
أعتقد ان الجواب هو نعم وبدون ادنى شك ، وهذا مايؤكده البيان الصادر عن البيت الابيض يوم امس والذي جاء فيه بوضوح ان القوات الامريكية لن تشارك تركيا في هجومها كما انها لن تشارك قوات قسد في التصدي للقوات التركية .
وبالتزامن مع البيان اخلت الولايات المتحدة العديد من مواقعها الموجودة بالقرب من الحدود التركية .
اما قول الرئبس ترامب ان الولايات المتحدة ستدمر اقتصاد تركيا ان تصرفت تركيا في شرقي الفرات بصورة غير مألوفة ، فهذا القول لايقدم ولا يؤخر .
الاتفاق على اجتياح القوات التركية لمناطق شرقي الفرات تم في ٧/ ٨ من هذا العام ، لكن الادارة الامريكية لم تشأ أن تخرجه للعلن إلا يوم أمس .
كان واضحا الى حد كبير - وهذا ماكان يؤكده الكثيرون من المحللين والدبلوماسيين الأمريكيين وفي طليعتهم السفير الامريكي السابق في دمشق روبرت فورد - أن الولايات المتحدة الأمريكية لم ترسل الفي عسكري الى شرقي الفرات ليؤسس فيه وضعا يشبه الوضع في إقليم كردستان ، وان تحالفها مع قوات قسد التي تشكل قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي عمودها الغقري ، هو فقط لمحاربة داعش وليس له أي امتداد آخر او وظيفة أخرى ، واستطرادا : فالولايات المتحدة الامريكية لم تهتم بالمسألة السورية إلا بعد ظهور تنظيم داعش كقوة ارهابية وسيطرته على مساحات واسعة في سوريا والعراق ومايشكل هذا الأمر خطرا على الوضع في المنطقة بالنسبة للمصالح الأمريكية ، لأن سوريا في المعادلة الاستراتيجية لاتشكل شيئا هاما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية .
وفي الحقيقة فإن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد اتخذ خطة انسحاب القوات الامريكية من شرقي الفرات منذ حوالي سنة بعد ان بدا له انهيار تنظيم داعش ، لكن تم تأجيلها بناء على توصية البنتاغون بالدرجة الأولى .
فالانسحاب الامريكي من شرقي الفرات إذن ليس أمرا مفاجئا او اخلالا بالالتزامات كما يقول البعض ، فهي جاءت لمحاربة داعش ثم العودة الى الولايات المتحدة بعد القضاء على داعش . وكما قلت ، الرئيس ترامب اعطى الضوء الأخضر بالانسحاب منذ اكثر من سنة ولكن تم تأجيله ، فأين المفاجأة ؟
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟