كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6373 - 2019 / 10 / 8 - 07:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعيش الشعب العربي حالة من الإحباط والغضب العارم بسبب تفشّي الفساد والفقر والظلم السياسي والتدخل الأجنبي في شؤونه، ولهذا يمكن النظر إلى حراكه في أكثر من قطر عربي على أنه بداية للتغيير، وإشارة حقيقية إلى أنه يتأهّب لنقطة تحوّل غير مسبوقة في تاريخه الحديث، حيث إنه كسر حاجز الخوف، واكتشف ان الحراك الجماهيري هو الخيار الوحيد الذي يمكّنه من مواصلة النضال لتحقيق الديموقراطية والقضاء على الأنظمة الاستبدادية العربية التي تستخدم القمع والعنف ضده، وتستعين بدول وقواعد عسكرية أجنبية لحمايتها؛ لكن ذلك لن ينقذها ويضمن استمرارها لأنها قائمة على أسس هشّة تجعلها عرضة للسقوط تحت وطأة حركات الشعب وإرادته.
التطورات الأخيرة المتلاحقة ومن أهمّها نجاح الحراك الشعبي في السودان والجزائر في القضاء على النظامين التسلطيين الفاسدين، والتغييرات الديموقراطية في تونس، ونجاح حراك المعلمين في الأردن، والحراك الشعبي ضد الفساد والاستبداد في مصر والعراق تدل دلالة واضحة على فشل محاولات التخويف ووسائل العنف التي تمارسها السلطات العربية لقمع المواطنين ومنعهم من المطالبة بحقوقهم.
كذلك فإن صمود المقاومة الفلسطينية، وتعاظم قوة حزب الله وتهديده بالرد على أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وفشل دول "عاصفة الحزم" في انهاء الحرب في اليمن لمصلحتها بعد 5 سنوات من القتل والدمار، ونجاح الحوثيين في مهاجمة المؤسسات النفطية السعودية والمناطق الحدودية الجنوبية، وارغامهم السعودية والإمارات على إعادة النظر في تورّطهما في الحرب اليمنية والخروج منها بخفي حنين، والانتصارات التي حقّقها الجيش السوري، وصمود إيران في وجه الهجمة الأمريكية الصهيونية العربية، كل هذا يشير إلى أن المنطقة على وشك الدخول في مرحلة مقاومة جديدة قد تمهّد الطريق للشعب العربي المقهور لرفض واقعه المأساوي، والانقضاض على الأنظمة القمعيّة الفاسدة العميلة التي تأتمر بأمر واشنطن وتستسلم للدولة الصهيونية.
إن ما يرعب إسرائيل وأمريكا هو استيقاظ الشعب العربي من سباته وتخلّصه من أنظمة الحكم الفاسدة الخاضعة لإرادتهما، ومشاركته في مقاومة الاحتلال الصهيوني والتصدي للوجود الأمريكي والمصالح الأمريكية في المنطقة؛ لقد انتصرت إسرائيل علينا أكثر من مرّة لأن الدول العربية فشلت في تطوير نفسها وجرّدت الشعب من السلاح ومنعته من شرف المشاركة في الدفاع عن وطنه وأمته ومقدّساته، وسجنت وأحيانا قتلت كل فدائي يقترب من " حدود إسرائيل "، وكانت وما زالت الحارس الأمين الذي يحمي الدولة الصهيونية من غضب الشعب العربي.
الأنظمة العربية العميلة لأمريكا وإسرائيل تترنّح، والخلاص منها ومن حكّامها قادم لا محالة، بل إنه يقترب يوما بعد يوم لأن الشعب العربي الأصيل أدرك أن واقعه المأساوي لن يتغيّر إلا بتخلّصه من عقدة الخوف، ومن جلاّديه وأنظمتهم الفاسدة! وصدق المرحوم الدكتور المناضل جورج حبش بقولة " إن تحرير القدس يمرّ عبر تحرير العواصم العربية."
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟