|
الى جميع الحائرين والمتشككين بالثورة العراقية: ايران ؟! .. ام امريكا والسعودية.. ومصر والاردن؟!
سليم مطر
الحوار المتمدن-العدد: 6372 - 2019 / 10 / 7 - 19:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم انه تساؤل وتشكك مشروع. ولكي نعرفه ونحدد موقفنا منه، علينا استذكار الحقيقة التالية: ـ ان ايران وامريكا رغم عدائهما التاريخي المعلن منذ قيام الجمهورية 1979، إلاّ إنهما قبل عام 2003 وقرار احتلال العراق، قد اتفقتا على التفاهم التالي: نتعاون على اسقاط (نظام صدام) ونتقاسم النفوذ (فيفتي فيفتي ـ نصف بنصف). المهم جدا في الامر، ان الطرفين قد اجتمعا على هدف واحد: احتلال العراق واضعافه وإبقائه مريضا تابعا بلا أي تأثير في المنطقة.
نعم قد حققت امريكا هدفها المباشر: ان قواعدها العسكرية في انحاء العراق، وسفارتها العالمية تسيطر على المنطقة الخضراء وشبكة مخابرات الشرق الاوسط، وسلّمت الدولة للعملاء والفاسدين، ودعمت الارهابين، ونشرت الخراب المادي والروحي. المجال الوحيد الذي ابقته سالما ومتطورا، لم يمسه تخلف الفساد ولا تخريب الارهاب: منابع وشركات النفط! بالاضافة الى الفضائيات الطائفية والعنصرية التي تنخر بالعقل العراقي.
اما الايرانيون، بتفاهمهم مع الامريكان، قد نجحوا بتحقيق اهدافهم التالية: 1ـ سيطرة الاحزاب الايرانية الفاسدة المعدومة الضمير والوطنية، التي اتت مع الدبابات الامريكية! 2ـ ضمنت إبعاد اي خطر عراقي يهدد ديمومة احتلال ايران للاحواز العراقية العربية، التي تمد ايران بنفطها وثرواتها الزراعية بالاضافة الى موانئها. 3ـ إنتقمت من سنوات (حرب صدام) التي أذلتها وجعلت (الخميني) يموت حسرة. وقد نجحت بالتصفية الجسدية لغالبية العسكريين والسياسيين العراقيين الذين ساهموا بالحرب، شيعة وسنّة. 4ـ الانتقام المباشر من سنّة العراق وبالذات اهل (الموصل) لانهم ساهموا بفعالية بـ(حرب صدام). وقد تم تسليم(الموصل) الى (داعش) عام 2014 بتواطئ عميلهم(المالكي ـ رئيس الوزراء)، ثم تدميرها عن بكرة ابيها بحجة تحريرها!؟ 5ـ بنفس الوقت تم استغلال (خطرداعش) وبالتنسيق مع (المرجعية الفارسية) المسيطرة على شيعة العراق، لتكوين(الحشود الشعبية) والتضحية بالآلاف من شباب الشيعة في هذه الحرب (الداعشية الايرانية)، ثم تحويل هذه (الحشود) الى (ميليشيات) مرتزقة تحت سيطرة ايران! 6ـ فرض ايران نفوذها التام على شيعة العراق وعتباتهم المقدسة، عسكريا وسياسيا من خلال الاحزاب والميليشيات، ودينيا من خلال المراجع الايرانية، لتصبح سيدة النفوذ على شيعة العالم. 7ـ نشر المخدرات المهرّبة من ايران، والفساد الاخلاقي(زواج المتعة)، وتشويه سمعة الشيعة والتشيع من خلال سلوكيات التذلل وتقبيل الارجل وتقديس الخرافات وخلق المناسبات الدينية الوهمية، وتشجيع(التطبير ـ شج الرأس) رغم انهم يمنعونه في ايران نفسها!!؟؟ 8ـ سلب ثروات العراق، اما مباشرة من خلال مليارات النفط التي تنقلها لها احزابها المسيطرة على الدولة، او بصورة غيرة مباشرة من خلال التسهيلات الاقتصادية وتدمير الزراعة والصناعة العراقية لاستيراد المنتوجات الايرانية. الخلاف الايراني ـ الامريكي! حتى سنوات مجيء الرئيس الامريكي(ترامب ـ 2016) بقي ماشيا هذا التفاهم على تقاسم النفوذ في العراق. ولكن مع تغييرات (ترامب) في السياسة الامريكية، وما صاحبها من تنامي للنفوذ الايراني بدرجة تجاوزت المسموح به، في سوريا ولبنان واليمن بالاضافة الى العراق، حدث التمزق في هذا التفاهم التاريخي. بنفس الوقت فأن شعب العراق، وبالذات اجيال الشباب من الشيعة، بعد كل هذه الكوارث والحروب الارهابية المصحوبة بالفقر والاذلال وفقدان الكرامة الوطنية والانسانية، قد بدأوا يدركون مدى خطورة وقسوة الاحتلال الايراني المباشر المستند على الفاسدين والقتلة. وبلغت التأزم ذروته، بعد انتخابات العراق (تشرين2018 )، بتراجع النفوذ الامريكي في الدولة، وسيطرة انصار ايران بصورة شبه مطلقة، عسكريا وسياسيا ودينيا، بل حتى ممثلي السنّة صاروا من اتباع ايران! كذلك ترافق هذا مع تأزم وضع (السعودية) وتنامي حاجتها لمواجهة (النفوذ الايراني) في العراق، للتعويض عن مصاعبها في اليمن وسوريا ولبنان.
هنا نكون قد بلغنا تقريبا خلاصة موضوعنا: في هذه العام 2019 ، تبلور بصورة واضحة في الواقع العراقي، توافق مصالح جديد وطني ـ خارجي: ـ من ناحية مصالح غالبية الشعب العراقي، وخصوصا اجيال الشيعة الشابة، مع مصالح السعودية وامريكا، للتخلص من النفوذ الايراني في العراق! نعم هذه حقيقة مهمة وخطيرة على جميع المعنين التوقف عندها ودراستها.
نحن شخصيا، لسنا ضد اي تحالفات مبنية على تلاقي مصالح. ان تاريخ جميع الدول والثورات عبر تاريخ البشرية اجمعه يؤكد هذه الحقيقة: جميع المشاريع الوطنية والثورات الشعبية، مثل الثورتين الفرنسية والروسية، لم تنجح الا بتلاقي مصلحة القوى الوطنية مع مصالح القوى الاقليمية والدولية. والسؤال الاخطر والاهم في هذا الموضوع: مدى ذكاء وحكمة وقدرة قادة الثورة والمشروع الوطني، في الموائمة بين مصلحة الوطن والثورة، ومصالح القوى الخارجية الداعمة والمستفيدة من التغيير؟!
لدينا مثال سلبي قريب ومباشر: ن قادة المعارضة العراقية ضد نظام صدام، قبل عام 2003، قد ضحوا بمصالح الوطن وباعوا ضمائرهم، من اجل ارضاء مصالح ايران وامريكا ودول الخليج، التي قررت تدمير العراق دولة ووطنا وشعبا! إذن، كل الذي يتمناه ويصرخ به العراقيون الى قادة ثورتهم : نحن معكم بكل ما نستطيع، ونطالبكم بترتيب تحالفاتكم، سواء مع امريكا والسعودية، او مع غيرها، ولكن بالله عليكم لا تكرروا خطيئة وخيانة المعارضة العراقية التي دمرت وطننا. تحلّوا بالحكمة والذكاء واعتمدوا على الوطنيين من المثقفين وذوي الاختصاص، لتديروا بمهارة تحلفاتكم بما يخدم الثورة والمشروع الوطني.
بهذه المناسبة، انتبهوا الى الحقيقة المطلقة التالية: ان اخطر واكبر صفة تميز (امريكا) عبر تاريخها، منذ سياسة ابادتها لـ (الهنود الحمر) وحتى الوقت الحالي: الغدر وخيانة حلفائها والتضحية بهم عند اول مصلحة لها. وان أخطر اسلحة امريكا في هذا السياق، انها دائما تحرص بشيطانية عبقرية على شقّ حلفائها: (لاحظوا كيف غذّت الصراع بين السعودية وقطر وتركيا)، كي يبقوا ضعفاء تابعين لها. اخوتي املنا بكم، فكونوا قدّها، تفاهموا مع (السعودية) ولا تنسوا(مصر والاردن)، رغم كل شيء فهم أشقائنا، ولن يبلغوا قسوة وحقد الايرانيين. اما (امريكا) فعليكم الحذر والوعي الكامل باساليبها الشيطانية. وان افضل اسلوب هو ان تكونوا صريحين في تعاملكم معها، دون خنوع وعمالة على طريقة المعارضة، ولا تصلّب وتهديد على طريقة صدام. ولتكن مصلحة الوطن والشعب ومكاشفته، هي المقياس لكل علاقاتكم وتحالفاتكم..
#سليم_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من المسؤول عن تخلفنا.. الراعي ام الذئب؟!
-
الشخصية العراقية والشخصية الايرانية، العُشق الدامي!
-
أشكرك يا صديقي المسلم، لقد صالحتني مع المسيح!
-
(شبه القارة العربية)، لم يخلقها الفتح العربي الاسلامي، بل ال
...
-
تحذير الى انصار ايران في العراق!
-
من اجل تجمع عالمي اسلامي مسيحي، لتجريم الافلام الاباحية!
-
التاريخ التاريخ، علينا بالتاريخ، فدونه تبقى الثقافة سطحية بل
...
-
وزير خارجية ايران يهين التاريخ العراقي، بالاعتماد على التورا
...
-
(نيروز) عيد الربيع العراقي!
-
الحداثيون و(عصاب العنصرية الذاتية) ضد تاريخنا العربي الاسلام
...
-
الميديون، وإكذوبة الحضارة الايرانية (الكردية؟!)!
-
الحضارات المهيمنة، مقدّساتها ومدنّساتها المهيمنة!
-
الحضارة الغربية، ملاك وشيطان: (عقدة تفوقهم) و(عقدة نقصنا)!
-
ايها العراقيون خلاصكم الوحيد الوحيد الوحيد في: (إحياء الهوية
...
-
س (مريم العذراء)! سيدة الامومة والخصوبة، وعلاقتها ب: (عشتار
...
-
ما معني(الهوية).. وماهو سوء الفهم السائد حولها؟
-
تخيلوا لو كان العالم بالمقلوب: الحضارة في العالم العربي، وال
...
-
اخوتي مسيحيّ الشرق، اخاطبكم بكل محبة وحرص، ليس دفاعا عن الاس
...
-
الله ، الدين، الشريعة، الحج، نبي، حواء، آدم، المسيح ،عيسى، م
...
-
الجوائز الثقافية الخليجية السعودية والسيطرة على مثقفي العالم
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|