|
لهاث الحكم و المثقف الجزائري: و فتنهم الإفتراض فتونا!
لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 6372 - 2019 / 10 / 7 - 15:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ كتب: لخضر خلفاوي*ـ باريس
يقول المثل الشعبي الجزائري " تعلْموا الحْجامه في روس اليتامه!" أي أن "الحجامة" سُمح بمزاولتها من طرف من لا يفقهون شيئا في تقنياتها و شروطها على رؤوس الضعفاء من لا حول و لا قوة لهم و هو اليتيم الذي فقد أهله و كل من يدافع عنه و حياته و مصلحته.. الاستفراد باليتامي في غياب تام لذويه لإخضاعه و رأسه لكل التجارب في امتصاص دمه و اكتساب خبرة استخراج الدم " الفاسد" من الجسم و لا تهمهم النتائج في المضاعفات الجانبية أو الكارثية التي قد تصحب تلك العملية الجراحية، فالعينة البشرية المجرّب عليها هذه التمرينات هي أقل قدرا و جاها و شأنا من أولئك الذين لديهم أهل و قبيلة تدافع عليهم. هكذا اعتقدت بعض الأسماء من مثقفين الجزائر الذين حسبهم و حصرهم نظام " التواصل الإجتماعي الإفتراضي بكل تطبيقاته " في خانة النخبة بأنه يمكن تجريب طلب الحكم من خلال الظفر برئاسة الدولة ظنا منهم بأن هذه المؤسسة الأولى و الحساسة و العليا في أعلى هرم السلطة ليس مستحيلا طلبها ما دام قد تداول عليها اللصوص و الخونة، آخر مثل هو " بوتفليقة" الذي نهب خزانة الدولة و فرّ إلى الخارج ( سويسرا ) و 1981استقر بالإمارات في منفاه مشتغلا كمستشار لدول أستحدثها في قلب الصحراء الخليجية الاستعمار البريطاني ، ثم أعيد استيراد و استرداد نفس اللص ـ أي بوتفليقة ـ الذي ثبتت إدانته و تورطه في نهب خزينة الدولة "وصلت إلى 6 ملايير سنتيم آنذاك حيث صدر أمر قضائي بتوقيفه حسب (جريدة المجاهد 09 أوت 1983)، وقد أثيرت حينها قضية ارتباطه بالفساد ثم أسدل الستار على تلك القضية." كما عفى عنه الرئىيس الطيب حد السذاجة الشاذلي بن جديد ليتم تكريمه من قبل العسكر ما ـ بعد محو البومدينية ـ و سحق " الشاذلية" و إغتيال " البوضيافية" أي منحه أعلى منصب في هرم السلطة تكريما لخيانته للأمانة و إعطائه كل مفاتيح دواليب الحكم ليمكّن " جماعة وجدة" أخيرا و ليس آخرا في أدلجة نهب الجزائر مجددا و بسط نفوذ عصابته و مقربيه و في ذات الوقت للإنتقام من بعض أولئك الذين فضحوه بعد رحيل بومدين ، و تحييد " الشاذلي " و يريدون عزله و محاكمته لو لا فراره إلى الخارج في الوقت المناسب. في الجزائر من أهم شروط انتزاع أعلى مناصب الحكم في الدولة من رئاسة و وزارات سيادية كالطاقة و وزارة المجاهدين ـ المفروضة فرضا بالشرّ ـ عيّة التاري ـ خيّة ، العقيمة ـ و وزارة الدفاع مثلا؛ يجب أن تكون منتسبا لرحم أولاد القحاب ـ سياسيا ـ السياسة مومس و أمهاتهم السياسة ، لا أتحدث عن أمهاتهم البيولوجية طبعا.. أو أن تكون عميلا للمستعمر القديم الجديد! ـ أبو الطاقة و النهب الوزير السابق " شكيب خليل" الذي ثبت تورطه في إحدى قضايا الفساد و تبديد أموال الدولة و قطاع المحروقات و اختلاس المئات الملايين من الدولارات أودعت في حسابات بنوك أجنبية سنغافورة و هونغ كونغ باسم المدعو "فريد بجاوي" حامل جواز سفر فرنسي مقيم بدبي. هذه القضية كلفت كل من منصب وزير العدل أنذاك السيد " محمد شرفي " و منصب النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر بلقاسم زغماتي .. و بعدها تم شن حملة مضادة إعلامية و سياسية من مقربي بوتفليقة لتبييض سيرة صديقهم اللص المجرم في حق خزينة الشعب و تم نسف ملف " شكيب و تبييض سيرته الزفت " و تلفيق الموضوع للمخابرات أو إغراق " السمكة" كما يقال بالفرنسي .. بل بدأ الترويج لاحتمالية تزكيته لتولي عرش الحكم بعد بوتفليقة المريض عندما كانت العصابة تفكر في الوريث الشرعي لها! ـ أذكر أني كتبت قراءة في الأوضاع في مارس 2016 أين تطرقت للوضع العام العربي و الجزائري معنون بـ" معركة الجهل التي خسرناها و " البعث" الحقيقي !" في هذه القراءة حاولت التعقيب على مقال كتب في 2006 اكتشفته على النيت بالصدفة متأخرا و تم ذكر اسمي فيه بشكل اتهامي ضمن قائمة من الكتاب العرب كنا نكتب في مؤسسة " الزمان" الدولية بلندن من بينهم " إلياس فركوح، عادل الأسطة، نصر حامد أبو زيد، جان زيغلر، ابراهيم أحمد ماجد عزيزة، الطاهر وطار، مؤنس الرزاز، عدنان الظاهر، أحمد الكاتب، رسول محمد رسول، (راجع الرابط أدنى نهاية المقال*) و أتهمت بأني و زملائي الكتاب المذكورين أعلاه ( رحم الله كل من وافته المنية مع دوام الصحة للأحياء منهم ) بالعمالة لحزب " البعث" العراقي و " سعد الباز" مالك المؤسسة و مديرها العام هو الذي كان يدفع لنا مقابل ترويج الفكر البعثي .. كانت ـ و لو متأخرة ـ فرصة في الرد أنذاك في محاولة معرفة معضلتنا نحن العرب فيما نحن فيه من " كارثية وجودية".. بعدها بشهر أي أفريل 2016 ، قمت بنشر قراءة أخرى متأثرا بالشللية و الكساح الثقافي و الفكري الذي بدا واضحا و جليا على الساحة العربية الجزائرية و ناقشت في قراءتي المائلة إلى السخرية كالعادة "الحالة المرضية" الخطيرة التي يعاني منها المثقف و منه " النخبة" بشكل عام عنونته بـ: Mégalomanie générale: !الرئيس على كرسي متحرّك .. و نُخب مريضة و لا تتحرّك (راجع تفاصيل المحتوى من خلال الرابط أدنى نهاية هذه القراءة). ـ كأن نبوءاتي في المقال الأول و خصوصا الثاني قد تحققت عندما نرى هذه " النخبة" أو التي تعتقد نفسها لها سلطة و شرعية تمثيل النخبة المثقفة بالبلد بحكم حجمها " الإفتراضي " على صفحات الإفتراض و بعض المنابر. بل ترى نفسها أكثر مشروعية و قادرة على تسيير االبلاد و تولي الحكم .. هذا الإعتقاد لديها نتج عن قراءتهم ـ الإحباطية ـ لتاريخ الأمثلة في تقاليد " السطو و الإستيلاء " على سدة الحكم و سيادة القرار التي ذكرنا بعض منها في بداية القراءة ،فيرى هذا الذي ـ يعتبر نفسه ـ من جيل الإستقلال و من أهل الكفاءة و الثقافة و الإبداع و الإعلام و من زمرة المثقفين الذين يحصدون " اللايكات " و " الجيم " على صفحاتهم الخاصة الإفتراضية بالآلاف أو بمئات الآلاف أن الأمر سيان بين عالم" العم مارك" و عالم القصور الرئاسية و الوزارية " في الجزائر و يرون أنهم أولى من هؤلاء بالحكم . بناءا على ما ذكرناه هل صار ينظر للجزائر كدولة من قبل مثقفين و نخب على أنها "رأس ذلك اليتيم" الذي لا حول و لا قوة له الذي أحل لهم لممارسة كل تجارب " الحجامة" و التمرّن على كل المباضع لإسالة دمها بحجة إيجاد العلاج للضغط الفوضوي الذي تعاني منه في دورتها الشهرية ؟ هل هو استهتار بالشعب أو بمقدرات البلد البشرية و طاقاته و أن الجزائر صارت عقيما لإفراز رجل سياسي شاب محنك نزيه و وطني مخلص لا يمت الصلة إلى عهود الوصاية التاريخية و الممارسات الريعية بإمكانه إخراج البلاد من عنق الزجاجة الفاسدة إلى برّ الأمان و الإزدهار و أنها ليست بحاجة إلى " جمهوريات فاضلة" موجودة في " سرياليات تعبيرية" و أحلام شاعر أو إعلامي أو كتاب مغرورين، مغمورين ؟ لماذا نخب دول الديمقراطيات العظيمة التي تتغني بها و تقلدها حرفيا نخبنا الفصامية لم تفكّر في التقدم لتولي الحكم في أعلى هرم السلطة لبلدانهم، و فضلوا الترفع عنها بل رفضوها و فضلوا البقاء بشكل طبيعي كلٌّ من منصبه يمارس بحرية فعله التفكيري الثقافي النقدي لقضايا المجتمع بكل حرية دون وجود تلك الرغبات اللهاثية المحمومة لطلب الاستوزار و الإسترءاس؟ أليس كافيا فشل نخبنا ـ عربيا و ليس جزائريا فحسب ـ في القطاعات التي سلمت لهم من قبل أنظمة ما بين الشمولية و الشبه شمولية و الدكتاتورية و الشبه ديكتاتورية و خانوا رسالة قطاعاتهم على التوالي و صارت وزارات الثقافة و اتحادات الكتاب شبيهة لأوكار الدعارة الفكرية الثقافية و الحفلات الموسمية الصيفية المناسباتية، فإذا ثبت فشلهم بالأرقام ( من خلال قطاع اختصاصهم، من مديريات للثقافة و وزارات ) في بناء أرضيات صلبة يقتات منها وعي شعوبها و رعيتهم فكيف لهم بربكم أن تُسلم لهم مقاليد " الحكم المطلق " للبلاد ؟ لماذا هذا الكبت المرضي و تلك العلاقة المرضية السيكولوجية التي تقيد فكر و تصور و وعي المثقف العربي و تحديدا المثقف النخبوي الجزائري و لا يرى التغيير شيئا واردا ممكنا إلا إذا تم استوزاره أو استرءاسه هو ؟! ـ مثقفونا من كتاب و إعلاميين و فنانين في الجزائري أغلبهم أكلوا من كل موائد النظام " العصابية" الذي مجدوه لعشريات على حساب بؤس الشعب و اليوم بعضهم التزم الصمت و البعض الآخر حاول غرابة و وقاحة ركب " الحراك" مخترقا مسيرات الشباب المليونية عند كل جمعة محتذيا أحزاب الإئتلاف ـ التآمر ـ الرئاسي لعهدة ثالثة و رابعة و خامسة . رجل قبائلي حر خاطب أمين الزاوي قائلا: "أحب اللغة العربية لأنها لغة سامية (ولا عزاء للمفرنسين أعداء اللغة العربية) . اللامستقر على رأي فكري واحد، المتقلب "الحاج الزاوي" الذي ملّ انتظار استوزاره من طرف النظام البوتفليقي يطلق رصاصاته في كل الإتجاهات لكن أغلبها مصوبة مقنصة بإحكام في خدش الدين و التشكيك في سيرته فجعل من " الترمذي " و " أبي هريرة" في فوهات مدافعه الهجومية لإثارة اللغط الإعلامي و شد الإنتباه إليه مقابل ذلك يكتب بكل حرية و ينتج روايات أغلبها تتحدث عن " الإثارة الجنسية" و " زنا المحارم" و يراسل بوتفليقة من شهر مارس 2019 في محاولة أخيرة يطلب منه الخروج بشرف من الحكم أو ممن يستعملون " هيكل بوتفليقة" أن ينقذوا شرف الجزائر و رواد الحداثة مثله و استدراك الأمور قبل الإنزلاق الخطيرو قطع الطريق أمام فكر أبي هريرة و الترمذي و عدم السماح بعودة الفاشية الإسلامية من خلال العناصر القديمة للحزب المحل! فالإسلاميون حسب الأكاديمي الكاتب المشهور الذي ذاع صيته في أوروبا و فرنسا يرى أن حرية التعبير و المشاركة السياسية لرهطه حق دستوري و طبيعي بينما يطالب بحجبه و حظره على غيره، يريد أن يحارب الفاشية الدينية بإقصاء الآخر من خلال التعتيم و التشويه و الترهيب الفكري أو من خلال الفاشية اللادينية النضالية التي يتمتع بها و يناضل من أجلها ! و يتساءل بوقاحة كيف كتبه ممنوعة أو غير مرغوب فيها في بلاد الوهابية أو أرض نزول الوحي و مسرح السيرة النبوية، أرض مختبرات أبي هريرة و الترمذي و غيرهم من رواة و موثقي الحديث؟! هل يصلح " الحاخام الزاوي " رضي الغرب عنه المتفتح على الآخر أن يكون كرجل توافقيا إجماعيا كوزير أو رئيس في دولة الجزائر أو سيرسل كل من يشتبه في " إسلامويته " إلى المعتقلات و السجون ؟!. كتب: "…السيد الرئيس، لقد جئت و أنت تتغنى بجمع المتفرق في الجزائريين، كنت تقول لقد لاقيت بين الجزائريين ذوي اللحى (تعني الإسلاميين) و ذوات الميني-جيب (تعني الحداثيين). لكن ها أنت في ساعة الرحيل طوعا أو قسرا، و الجميع يشعر بعودة إسلاميي الحزب الفاشي المحل، فهم يمرحون و يصرحون و يهددون، و أصبح مشروع الجزائر المعاصرة المدنية، جزائر المواطنة، عبارة عن وهم أو سحابة صيفك السياسي الذي دام عشرين سنة." أسفا أن ضمير "الزاوي" أو المتزاوي استيقظ أخيرا و أراد أن يأمر بالمعروف الرئيس الشبه ميت بكل ـ شجاعة أدبية ـ التي يستخدمها في تحقير الدين و تسخين الفروج عندما فاض كوب الشعب و الشارع الجزائري ، لم يفعلها و لم يستيقظ ضميره و يدلي برأيه و لا حسه المدني لما كان الشعب يستعبد من قبل العصابة المال ـ سياسية، ربما كان يفضل بقاءها خير له من قدوم أصحاب اللحي و التضييق علي كتاباته و كتبه و يجد صعوبة في الإستمناء بفكره المكبوت من خلال مؤلفاته " الصفراء" باسم " الحداثة" ! باختصار شديد شخصية كأمين الزاوي ليس لديه شيئ يخسره أو يخاف عليه فنتوقع منه كل شيء إلا شيء واحد الاستقرار على رأي فكري معين حتى نعرف توجهه الرئيسي، كل ما يهمه أن تباع أفكاره المتضادة مع بيئته و محيطه بالوراثة في بيئة و محيط ـ تغريبيان ـ يصدِّرُ لهما إسمه ربما يحصد إعترافا و جوائزا إضافية باسم الحداثة و حرية التعبير في الجزائر. ـ "غاني مهدي" "عز الدين ميهوبي" ، "سليمان بخليلي" و "أسامة وحيد" القواسم المشتركة بين هذه الأسماء الإعلامية الثقافية هي جزائريتهم و ترشحهم لرئاسيات الـ 2019 النسخة الملغاة في أفريل الفارط بالنسبة لمهدي غاني الذي انسحب ـ و هذا خبر مفرح ـ لعدم توفر شروط ترشحه و نسخة ما بعد الحراك المزمع إجراؤها في الـ 12-12 من هذه السنة. ـ غاني مهدي: هو إعلامي و كاتب جزائري مقيم في لندن و يعد من خيرة أبناء الجزائر المعاصرة و المثقفين من الإعلاميين الشباب إن صح القول ، اشتغل بقناة " المغاربية" و نشط حصصا ذات الطابع الناقد و الفاضح لسوء التسيير منذ بدايات بعث قناة " المغاربية" خصوصا حصته ""واش قالوا في الجرنان؟" في فترة 2013- 2016 نفس البرنامج كان يقدمه في قناة " العصر" بـ جنيف بين 2007-2012 و لقي هذا البرنامج " الساخر " التهكمي الاستنهاضي رواجا و استحسانا لدى المشاهد الجزائري بالداخل و الخارج، فقد ساهم " غاني مهدي" من موقعه كإعلامي متطوع و متعاقد فيما بعد في إثراء النقاش السياسي من خلال فضح رموز الفساد في الجزائر. ثم تعددت حصصه و منتجاته الإعلامية التلفزيونية على قناة" المغاربية" كحصة " البروفيسور" أو قناته "الخاصة" اليوتيوبية" " غاني شو " Ghani Show حيث يعتبر نشاطه هذا الإضافي من خلال استعمال التطبيقات التواصلية بـ " المعارضة الإفتراضية على شبكات التواصل للسلطة الحاكمة و الأقلية المفسدة داخل الجزائر".. السؤال المطروح:كيف خطرت فكرة الترشح لديه و بناءا على أي قناعة تجرأ الإعلامي المتميز على الإعلان عن ترشحه و خوض غمار السياسة و إبداء رغبته في حكم ( الجزائر)؟ هل هي شعبيته التي حصدها من خلال حصصه و تجربته المتميزة في المغاربية و قناة اليوتيب الخاصة به أو من خلال الكم الهائل من متتبعيه في " الشبكات الإفتراضية" ؟ شخصيا كنت أرى ترشحه بالخطأ الفادع و بالتسرع و إنقاص من قدره ، طاقة إعلامية مثل " غاني مهدي" لا يمكن أن تزج بنفسها في مسؤوليات قد تذهبه رحيق جهده و رسالته و تحرف مساره و رؤاه ! فالرغبة في التغيير لا تشترط على نشطائنا من النخبة الإعلامية المثقفة المتميزين خوض غمار السباق الرئاسي أو طلب الإستوزار، يستطيعون المساهمة في التغيير و البناء من مواقعهم دون اللهاث وراء كرسي الحكم ، بالرغم أن الدستور يسمح لأي مواطن ـ نظريا طبعا ـ بالترشح إذا توفرت فيه الشروط، لأن في الجزائر كل شيء ممكن حيث تطبق مواد ( الدستور حسب الأهواء الظرفية، فالدستور في حد ذاته بحاجة إلى تطهير و تصحيح و تنقيح تشريعي و ضبط النسخة النهائية التي تعتمد عليها الجمهورية الجزائرية الجديدة) ! ـ التساؤلات نفسها نطرحها باستغراب شديد على كل من " سليمان بخليلي " و " أسامة وحيد" ، إلا أن "بخليلي" لم يكن بصحيح العبارة مفاجأة مكتملة بحيث طبيعة الرجل و طموحاته كانت معروفة في السنوات الأخيرة، حيث هو أيضا وقع تحت تأثير ـ فتنة ـ الإعجاب الجماهيري به في عوالم الإفتراض من خلال الشبكات الإجتماعية و يرى نفسه معارضا في "وكالة مارك" بكل شرعية " اللايكات و الإعجاب" و أنه أحق بترشحه للرئاسيات المقبلة من " عز الدين ميهوبي" النسخة البوتفليقية، السعيدية ، العصاباتية، الأرندية ! بل الكارثة أنه برر ترشحه بترشح " ميهوبي" يعني المسألة ليست وطنية و ضميرية بقدر ما هي مسألة شخصية" بين الرجلين! ـ لا ندري إن كانت الصدمة أو المفاجأة بإعلان المبدع و الإعلامي المشهور وطنيا " أسامة وحيد"برغبته في ارتداء بدلة " رئيس الجمهورية" المقبل، فطالما هذه البدلة أرتديت من قبل المفسدين و الإنقلابيين و الأغبياء فهان الأمر على صاحبنا و استصغره و استهان به ربما و اعتبره متاحا. النظام البائد الفاسد ـ و لو أنه مازال قائما متجذرا بقوة في أواصل الدولة ـ اعتمد في كل مواعيد رئاسياته على التزوير، على أجهزة فساد العدالة و القضاء و مؤسسات الدولة من إدارة و هيئات صورية و على أحزاب الموالاة و التدليس من أجل اقتسام خيرات البلد و حرمان الشعب . و الجيل المثقف الواعي الإعلامي المفكرّ يعتمد على الوصول إلى الحكم من خلال انطباعات شخصية بعد حصد و كسب أكبر عدد من "الإعجاب "و الإنتشار من خلال " المعارضة الإفتراضية" باستعمال الشبكات الإجتماعية بأزرقها و أخضرها و أحمرها و أصفرها و "يوتيوبها " ، ثم سحب الإستمارات و ملفات الترشح ! و ما هو المشروع الإنتحابي الرئاسي لكل واحد من هؤلاء . شهران فقط يفصلان عن موعد الإنتخابات التي أرادت لها سلطة الأمر الواقع أن تجرى في ـ أسرع وقت ـ فهل لدى كل واحد من " إعلاميينا و مثقفينا المعلنين لترشحهم " مشروع إنتخابي رئاسي مدروس و مقنع و متطابق مع حاجيات الجزائر في هذا الظرف بالذات؟! معضلتنا في الجزائر و الوطن العربي: أننا نستطيع ـ لتعودنا على الإستبداد ـ التنبؤ بسهولة بما يدور في رأس جنرال لكن كل المحاولات تبوء بالفشل في معرفة ما تفكر به نخبنا! الحمد لله على عدم ترشح " حفيظ دراجي" و " خديجة بن قنة" لرئاسيات ديسمبر 2019، فقائمة " الإعلاميين و المثقفين الكتاب طويلة .. و هكذا وفروا علي جهد التعليق و التساؤل على ترشحهم مع هذه القائمة المذكورة! ـ لكم أشعر اليتم و أخاف على رأسي من تلميذ جديد يريد أن يسطو على رأسي و يمارس تعلما حجامته قسرا عليّ .. إنها الطامة الكبرى !!!! * مفكر، أديب و إعلامي مؤسس و مدير عام صحيفة " الفيصل" الدولية المزدوجة اللغة ، الشاملة الساخرة ـ باريس ـ روابط لها صلة بالموضوع:
)http://www.elwatandz.com/journal/23629.html http://www.elwatandz.com/mobile/politique/23700.html
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤية في -الحراك الجزائري- : الإنتخابات و خاتم - سليمان-!
-
أخي (من السرد الواقعي ):
-
ضيافة الملك ( من أفكار السرد الواقعي ) !
-
المثوى
-
غريق الفنجان ..حلاوة قاتلة!
-
على النواهد…
-
عسكرية ، حراكية، مدنية، سلمية إلى غاية إثبات حسن النية!
-
من نكح من؟!
-
طُزْ!
-
كفنان !
-
القبائل - الجزائرية- الراية و لعبة الإنفصال.. من المستفيد؟!
-
من السرد الأدبي الواقعي: حيث الورد كان الإنسان...
-
-و العاضَّات نَبْحاً (سرد واقعي)!-
-
رسالة مفتوحة إلى قائد أركان الجيش الجزائري: يا - صالح- ..ال
...
-
يا -صالح- أينك ؟
-
الجدار ..
-
الجدار ..
-
المومس !
-
- قابيل و سرّ الشجرة!
-
-محمّد مرسي- مُتهم بالتخابر مع - عزرائيل و إسرافيل- ضد مصلح
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|