أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الفساد والوطنية لايلتقيان















المزيد.....

الفساد والوطنية لايلتقيان


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6370 - 2019 / 10 / 5 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما يجري في العراق،يكشف حجم المحنة التي تعيشها الشعوب العربية،نتيجة الفساد المستشري في كل دوائر ومؤسسات وقطاعات الحكم العربي،اياً كان شكله ونوعه ديني علماني رئاسي ملكي اميري،فأغلب إن لم يكن جميع البلدان العربية،تحولت الى اقطاعيات ومزارع خاصة للحكام وأبناء عائلاتهم وعشائرهم وقبائلهم،ينهبون خيراتها وثرواتها،ويبقون على الشعب في حالة من الجوع والفقر والجهل والتخلف،ولا يعملون على إحداث أي تغيير جدي وحقيقي،ينتشل اوضاعه من الفقر والجوع،فلا نشهد في بلداننا العربية،ثورات اقتصادية ولا اجتماعية ولا تنمية ولا نمو اقتصادي،بل وكأن سياسات الحكومات العربية،تقوم على "تخليد" الجهل والتخلف والجوع والفقر،وتعظيم سياسات النهب والسرقة للثروات والمساعدات والمتاجرة بها وبيعها.
وخطر الفساد على الشعب أكثر بكثير من خطر الاحتلال،ولا يمكن للفساد والوطنية ان يلتقيان،ونظرة سريعة على ما يحدث في العراق،نجد ان ثورة الجياع والفقراء المندلعة في العراق الآن،تؤشر الى ان المواطن العراقي بلغ درجة عالية من " الطحن" والجوع والفقر والعوز،بحيث لم يعد قادراً على تلبية احتياجاته الأساسية،وبما يبقيه على قيد الحياة،العراق الذي يدخله ستة مليارات دولار عائدات من النفط لوحده شهرياً،يعاني من أزمات كبيرة ونقص حاد في الكهرباء والماء والسكن وخدمات الصحة والبنى التحتية ...ومن جاءوا على ظهر الدبابات الأمريكية ووعدوا العراق بالديمقراطية والحرية والتخلص من الديكتاتورية الصدامية،تذوق العراق طعم شعاراتهم هذه على شكل نهبهم وفسادهم ولصوصيتهم وسرقاتهم لثروات وخيرات العراق من نفط ومساعدات وغيره...والكل مشارك في عمليات النهب والفساد والإفساد قيادات حزبية وعمائم دينية بإختلاف اشكال عمائمها وقادة الحكم...ترليون دولار جرى نهبها من خيرات وثروات العراق..والمواطن العراقي يعاني من الجوع والفقر وانعدام فرص العمل،وتدني مستوى الخدمات في مختلف المجالات.من جاؤوا لإنقاذ العراق على ظهر الدبابات الأمريكية...هم نفسهم من نقلوا العراق من المرتبة العاشرة صحياً في عهد صدام الى المرتبة 147 عالمياً،هم من ينهبون ثروات العراق،هم من سهلوا إحتلاله من قبل أمريكا واغتيال علمائه وقادته،وهم من يسهلون اختراقه من قوى خارجية،وهم أيضا من حولوه الى طوائف متصارعة وعبثوا بنسيجه وفسيفساءه المجتمعية...ثورة الجياع في العراق تقول بشكل واضح بأن الفساد والوطنية لا يلتقيان،وبأن حرية العراق ونموه وتطوره واستقراره وحماية امنه الوطني ووحدته الجغرافية لا يمكن ان تكون إلا عبر اجتثاث الفساد والفاسدين ...ترليون دولار حجم المسروقات من ثورة العراق، ولا يمكن لنا القول بعدم مشروعية ثورة الجياع العراقية،وبأنها نتاج لمؤامرات وتدخلات خارجية...فنحن ندرك بان هناك قوى دولية وإقليمية وعربية،لا تريد للعراق أن تستقر أوضاعه،وان يكون قوياً وله هويته العروبية الجامعة والموحدة،وأن يكون جزءاً من معادلة مؤثرة ولها ثقلها في الوضع العربي والإقليمي،وان لا يحسم امره نحو التخندق والتموضع في والى جانب محور المقاومة،ضد المشروع الأمري صهيوني في المنطقة،وإحتلال العراق جاء من اجل أن يفقده هويته العربية الجامعة،وان يضعف جيشه ويفكك مؤسسات الدولة،ويحول العراق الى دولة هشة تتصارع فيها المليشيات بمختلف أنواعها،،ولعل إنطلاق ثورة الجياع في هذا الظرف الذي أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي عن أن إسرائيل هي من تتحمل العدوان على قوات الحشد الشعبي في العراق ،وكذلك إنطلاق تلك الثورة في موعد موسم الأعياد والتدفق على العتبات والأماكن الدينية المقدسة،و والتي تدر دخلاً جيداً على الفقراء والفئات المهمشة،يوحي بان قيام تلك الثورة في هذا الظرف بالذات،مبرمج او موقت من أجل حرمان هؤلاء الفقراء من عائد مادي يقتاتون به ويسدون به حاجاتهم الأساسية.
نقول صحيح بأن هناك قوى خارجية،تريد ان توظف ثورة الجياع لخدمة أهدافها ومشاريعها في المنطقة،فأمريكا التي فشلت في " تطويع" ايران لا تريد للعراق أن يصبح محسوباً على طهران،وأن يعمل على تفريغ العقوبات الأمريكية عليها من محتواها ومضمونها،ولذلك هي ترى بان تحدي الحكومة العراقية للإدارة الأمريكية والإقدام على فتح معبر البوكمال البري من سوريا،يعمل على تفريغ تلك العقوبات من محتواها،وإفشال مخططها ومشروعها لحصار ايران وتركيعها،وكذلك هناك من العرب المستعدُون لإيران،والذين يرون بها الداعم الأول لحركات المقاومة العربية والفلسطينية،وما يسمونه بدعم " الإرهاب" ليس من المريح لهم ان يكون العراق جزءاً من محور طهران،صحيح بأن هناك من يدفع بثورة الجياع العراقية من أجل أن تتحول الى حرب أهليه،وصراعات محتدمة بين ميليشيات ومافيات،من خلال الإندساس بين المتظاهرين وإطلاق النار عليهم وعلى قوى الأمن،لكي تفشل تلك الثورة ويتحول الغضب الشعبي ضد الحكومة الى شغب وفوضى عارمة،يتم فيها الإعتداء على المؤسسات العامة وممتلكات المواطنين حرقاً ونهباً،وبالتالي ينجح المخطط في دفع العراق نحو الإستمرار في الحروب الأهلية والمذهبية والطائفية.
ما حدث ويحدث في ليبيا،ليس بعيداً عن ما يحدث في العراق،حيث بعد إستقادم القوات الأطلسية وبمباركة عربية لإحتلال ليبيا،من أجل تحريرها من " الطاغية " و "الديكتاتور" معمر القذافي،تحولت ليبيا الى غابة من السلاح والصراعات والحروب بين مليشيات ومافيات عسكرية وقبلية وجهوية،ولم يعد هناك حكومة مركزية ولا جيشاً موحداً،بل نشاهد إمراء الحروب الذين ينهبون ثروات وخيرات ليبيا،ويحولون شعبها الى شعب جائع فقير مرهق بالديون،ويعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية كهرباء والبنى التحتية والخدمات والمياه والتعليم وغيرها ...وهذا السيناريو حاولوا سحبه على سوريا،حيث في بداية ما يسمى بالثورة السورية،التي إنطلقت بشكل سلمي من مدينة درعا السورية،وجدنا من اندس بين المتظاهرين واطلق النار على الجيش والمتظاهرين،في هدف واضح لجر سوريا نحو حروب أهلية ومذهبية،وعندما تمكنت سوريا بعد ثمان سنوات من دحر القوى الإرهابية،وإستعادة السيطرة على معظم الجغرافيا السورية،وجدنا بأن الحرب الاقتصادية عليها من قبل أمريكا والقوى الإستعمارية الغربية لم تتوقف،حيث العقوبات والحصار الاقتصادي،والهدف تركيع سوريا،ويترافق ذلك مع مشاركة قوى سورية محلية نافذة في تدمير الاقتصاد السوري،ولذلك الحرب على الفساد في سوريا و"حيتانه" يجب ان تكون شاملة وبلا هوادة،لأن خطرها اكبر من خطر قوى العدوان والجماعات الإرهابية والتكفيرية.
وفي الختام نقول بان الشعوب والدول التي تخلصت من الفساد والفاسدين مثل ماليزيا وسنغافورة وكرواتيا،تحقق نجاحات غير مسبوقة في النمو والتنمية الاقتصادية والتطور في كل المجالات والميادين،ولذلك لا بد من ثورة شاملة على الفساد والفاسدين ومراكز احتضانها وبيئتها في عالمنا العربي،المغرق في الفساد والفاسدين الوطنية والفساد لا يلتقيان.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
- الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ.... ...
- نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن
- في ذكرى اوسلو المشؤوم
- أما آن الاوان لهذا السجن ان يقذف هؤلاء الأسرى..؟؟
- قراءة كان الإنتظار نصف الرد ... وجاء الرد
- لإنتظار نصف الرد
- هل نحن امام فرصة تاريخية لإستعادة الكرامة العربية...؟؟
- ما الهدف من منع دوري العائلات المقدسية..؟؟
- ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
- ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟
- قراءة اولية لما حدث في الأقصى اليوم
- -توليد- النخب السياسية والفكرية
- واكتمل ثالوث اللصوص
- من واد الحمص الى العراقيب وبيروت الهدف التهجير والتطهير العر ...
- هل سيصلي نصر الله في القدس..؟؟؟؟
- الحرب على القدس متواصلة
- ضرب الصمود والحالة المعنوية المقدسية
- قر اءة أولية في هبة اليهود - الفلاشا-
- المتصهين فريدمان رئيسا لمجلس المستوطنات


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الفساد والوطنية لايلتقيان