مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحقد والقتل والتشويه سيطرت عليها وهي تعيث فساداً في شوارعها وأزقتها حيث خيم كابوس العقلية المتخلفة وطغى بالاغتيالات لعلمائها ونسائها ورجالها وأطفالها والسعي الحثيث من اجل جعلها مدينة تعيش ما قبل العصور الوسطية الظلامية أو حتى قبلها والحجة نفسها حماية الدين الإسلامي والتقاليد التي أوجدوها من اجل خدمة العقلية المتخلفة ولهذا لم تعد المدينة في منجي من عمليات الإرهاب وفرق الموت مما جعل المئات من النازحين يهربون منها متوجهين إلى العاصمة أو مدن أخرى بسبب الانهيار الأمني، أما الشرطة التي قتل من العديد أفرادها فهي تقف مكتوفة اليدين أمام المسلحين المستهترين والعائدين لبعض المليشيات المسلحة أو لبعض العشائر وهم ينصبون حواجزهم المسلحة المؤقتة في اغلب شوارع البصرة لترويع اهلها والضغط عليهم وإرهابهم.
أن قدر البصرة وأكثرية أهلها الطيبين قدر يشابه تلك الأقدار التي مروا بها أثناء 35 عاماً من الحروب والاضطهاد وإرهاب الدولة الشمولية وقد يبدو أيضا للعيان أن هذا الانحدار والخراب ليس له صلة بالغيب إنما هو وليد تلك العقول الظلامية من مختلف الجهات أضيف إليها التدخل الإيراني الحاقد على الاستقرار وتخليص العراق وليس البصرة وحدها من براثن الإرهاب المختلف الأشكال والأساليب ومن القوات الأجنبية لكي يأخذ طريقه في البناء والعلاقات الايجابية مع دول العالم وفي مقدمتها الشعوب العربية وشعوب دول الجوار، في زمن ضاع الحابل والنابل تصاعدت على قيادة البلاد عمائم الفتنة الطائفية والعشائرية والمافيا اللصوصية تحت يافطات دينية طائفية وكان نصيب البصرة القدر الكبير من هؤلاء بدلاً عن المناضلين الحقيقيين الذين ضحوا من أجل الشعب العراقي واخلصوا له دون أية مصلحة أو سعي للكراسي والمناصب الحكومية.
لقد حذر الكثيرون من الشرفاء من أبناء العراق من مغبة استهتار المليشيات المسلحة الطائفية والعشائرية وطالبوا الحكومة بالعمل على فرض سيادة القانون والنظام لحماية أرواح المواطنين إلا أن العجب العجيب فقد تصرف البعض من المهيمنين على مقاليد الحكومة بشكل مغاير وحاولوا تشويه الحقائق وشجعوا سيطرت المليشيات المسلحة على الأوضاع في المدينة لا بل المحافظة كلها . والآن من الذي يدفع الثمن؟ بالتأكيد ليس المسؤولين ولا المليشيات ولا الإرهابيين بل المواطنين الأبرياء الذين كانوا يتطلعون إلى حياة أمنة مستقرة إلى الحريات والديمقراطية بعد عذاب السنين الطويلة التي عاشوها سابقاً.
بعد خراب البصرة الجزئي في السابق ألم تخرب البصرة بعد؟ لماذا السكوت على غيلان الحقد والعمائم الجديدة التي ارتدوها بحجة الدين والطائفة؟ امن المعقول أن دعوة إقامة إقليم الجنوب يهدف إلى جعله كما هي البصرة الآن؟ لم أتعجب عندما اخبرني صديق عاد قبل شهر إلى محافظته في الوسط " العجيب إننا محكومين من قبل أصحاب العمائم الذين تضاعف عددهم حسب ما أخبرت به عشرات المرات وكذلك حكم العشائر الذين أصبحوا هم القانون ".
لن نزيد أكثر فقط نقول.. آه يا أهل البصرة الطيبين وألف آه يا عراق.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟