أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد فواز - (مرض الخوف)














المزيد.....

(مرض الخوف)


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تحول الخوف فينا إلي مرض يلتهمنا ، مرض حولنا من آدميتنا إلي منطقة وسط ما بين الآدمية وغيرها، جعلنا نرتعد من كلب صغير أو قطة سمراء في الليل، و من ضابط شرطة يحتمي في قانون طوارئ ،و سلطانا يحمل في يده الكرباج.
ذلك الخوف الذي لا يتمكن إلا من الجهلاء وضعاف الشخصية فيحولهم إلى أشباه حيوانات،يهابون كل شيء ويرتعدون من أي شيء ،وقد يحولهم هذا الخوف إلي وحوش كاسرة تلتهم كل شيء لكي تعيش، فالمواطن من خوفه يسير جوار الحائط ،إن لم يكن بداخلها!.والضابط تحول إلي جلاد خوفا من السلطان،والسلطان من خوفه علي الكرسي ومن الشعب يأمر بجلد كل الشعب.
الخوف تمكن من كل شيء، تمكن من الكلب فنبح، وتمكن منا فخفنا من نفس الكلب الذي نبح خوفا..!.الخوف تمكن منا فأمنا بقانون الطوارئ برغم قبحة، وبايعنا حكومات كرهها الزمان والمكان والوطن،علمنا أن نعلم أبناءنا الخوف من كل شيء.
الخوف حيوان أليف يعيش معنا ونحمله على صدورنا ونملس علية، حول الوطن إلي سجن ..ولكن أصحاب العقول عندما يتملكهم الخوف يفيقون له سريعا، فما يهابون شيئا،الشيخ ابن تميميه عندما هدده رجال السلطان قال: لن ينال مني أعدائي أبدا.. فإن قتلوني فموتي شهادة،وإن سجنوني ففي سجني خلوه، وإن نفوني ففي منفاي رحلة.. كذلك الشاعر الرقيق صلاح عبد الله وفي موقف مماثل لذلك الذي تعرض له شيخ الإسلام قال:
طول عمري أشرف من السلطان
مهما الرياح عنده بترسي...
يجبرني إني أعبد إنسان؟
طب هووه ليه يعبد كرسي..!
أما نحن فخفنها من السلطان ومن أحكامه واتهاماته، قلب نظام الحكم جريمة عقوبتها الموت ، والموت مخيف والخف لغي العقل سنوات حتى نسينا أن نسأل.. كيف يصبح قلب نظام الحكم جريمة ؟في الوقت الذي تولي النظام نفسة الحكم عن طريق قلب نظام الحكم!!.
خفنا أن نحاكمهم أو حني أن نطالب بذلك لأنهم خرجوا عن القانون ، وهم خرجوا عن القانون لأنهم خافوا من أن لا يحميهم.
ليبقي الخوف حيوانا يعيش معنا ومع الحاكم،فيكون أليفا في منازلنا ووحش مفترس في قصر السلطان ، يوسوس فينا بأن نحترس ويوسوس فيه بأن يفترس..وعندما يتخلص الفكر من الخوف وينفض المفكر خوفه تخرج من ضميرة الكلمات المعبرة الصادقة التي اختبأت خوفا كالسياط علي الأجساد العارية.
فقد وجه الشاعر نزار قباني في لحظة صدق رسالة إلي كل سلاطين الأرض قال فيها:
مولاي:
لا أريد منك ياقوتا ..ولا ذهب
ولا أريد منك أن تلبسني
الديباج والقصب........
كل الذي أرجوه أن تسمعني
لأنني أنقل في قصائدي إليك
جميع أصوات العرب...
جميع لعنات العرب.....
إن كنت ــ يا مولاي ـــ
لا تحب الشعر والصداح
فقل لسيافك أن يمنحني حرية النباح!!.
هذا هو الخوف (الحيوان) الذي حولنا إلى قطيع حيوانات نعلف في زريبة السلطان وحشرات لا تري بالعين المجردة تدهسها أحذية الحكام ، لم يثور قلم كاتب ولم يهتز جفن قاضي ولم يثور لكرامتة ثائر، وأصبح الفكر في وطننا العربي جريمة ، والعلم جريمة ، يمنعها السلطان تماما كما كان يمنعها المحتل!.
حين يصير الحرف في مدينة
حشيشة يمنعها القانون
ويصبح التفكير كالبغاء، كاللواط، كالأفيون
جريمة يطالها القانون
حين يصير الناس في مدينة
ضفادعها مفقوءة العيون
فلا يثورون ولا يشكون
ولا يغنون ولا يبكون
ولا يموتون ولا يحيون
تحترق الغابات ، والأطفال، والأزهار
تحترق الثمار
ويصبح الإنسان في موطنة
أذل من صرصار
حين تصير خوذة..كالرب في السماء
تصنع بالعباد ما تشاء
تمسهم..تهرسهم
نميتهم.. تبعثهم
تصنع بالعباد ما تشاء
حين يصير الحكم في مدينة نوعا من البغاء
ويصبح التاريخ في مدينة..
ممسحة والفكر كالحذاء
حين تصير أمة بأسرها
ماشية تعلف في زريبة السلطان
يختنق الأطفال في أرحامهم
وتجهض النساء..
وتسقط الشمس علي ساحاتنا..
مشنقة سوداء.
أشفى الله أمتنا العربية من الخوف الذي أذلنا وانتهك أدميتنا وحولنا إلى أشباه رجال نحكم بالكرباج ونأكل ما نؤمر بأكلة ونشرب ما يجود به السلطان علينا ونقرأ ما يكتبه خدامة لنعيش في أمان ..ولا أعلم كيف يكون هذا الأمان ؟.



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلد عوالم بصحيح...!!
- تنظيم جديد يعلن مسؤليتة عن التفجيرات القادمة!!
- أثار الدلتا منهوبة..وبالأدله
- جمال مبارك ينفي التوريث ولكن بطمع الإثبات!!
- عندما يتبنى الجاهل أفكارا هدامه!!
- الوجه الآخر للخلافة الاسلامية..أراجوزات الحكم
- ذكريات ابن معتقل مصري
- قراءة في دفتر وزارة الداخلية والمختلين عقليا!
- أمن الدولة اعتقلت باحثاً رفض قتل المزيد
- الموت يعشش داخل معتقل وادي النطرون :
- قلب نظام الحكم
- أمن الدولة تقتل المعتقلين بالأمراض داخل السجون !
- عزرائيل الطريق الوحيد لتداول السلطة في تاريخ الوطن العربي
- قراءة فى دفتر وزارة الداخلية ومختليها العقليين
- كل شبر في أرض مصر صالح للزراعة .
- قراءة في احتجاجات عمال مصر
- التعذيب والموت والانتحار في سجون وادي النطرون
- مؤامرات النظام المصري لتدمير المجالس القومية المتخصصة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد فواز - (مرض الخوف)