مقترحات حول دور اقليم كردستان في تحقيق الامن الغذائي العراقي

رحيم حميد عبدالكريم

الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 12:29
المحور: الصناعة والزراعة
    

مقترحات حول دور اقليم كردستان في تحقيق الامن الغذائي العراقي
رحيم حميد عبدالكريم

لعل من ابرز مرتكزات الامن الغذائي والامن الوطني هو التكامل الاقتصادي وربط اقتصاديات المناطق الجغرافية مع بعضها البعض ، والعمل على تطوير اقتصادها وايجاد الخصخصة المناطقية والاعتماد على تكامل القوى الذاتية للاجزاء المختلفة للبلد الواحد.
لاشك ان محافظات اقليم كردستان كانت سلة العراق الغذائية منذ ان كانت ضمن ولاية الموصل ابان العهد العثماني مرورا بالعهد الملكي ، والعديد من المصادر التاريخية تؤكد ذلك والتي لا مجال هنا لسردها ، لكن الاحداث المأساوية التي مرت على العراق ولاسيما الحرب العراقية الايرانية وعمليات الانفال السيئة الصيت والتي دمرت خلالها 5000قرية كردية وانفلت مايقارب 182000شخصا ودمرت ممتلكاتهم ونهبت مواشيهم و...الخ ، كل هذا ادت الى تدمير البنى التحتية في كردستان ونكوص الانتاج الزراعي بشقيها النباتي والحيواني.
بعد الانتفاضة المجيدة لشعب كردستان عام 1991 وصولا الى تحرير العراق عام 2003 ، بدأ الاقتصاد الزراعي باالتعافي والانتعاش شيئا فشيئا حتى بلغ انتاج القمح على سبيل المثال يتعدى 800 الف طن سنويا وتطور انتاج الخضراوات والفاكهة بنسب اقل ، وبدأ الانتاج الحيواني ولاسيما في مجال الدواجن تفوقا ملحوظا ، وانشأت الاف البيوت البلاستيكية والعشرات من معامل العلف والمئات من مشاريع تربية الاسماك وتربية النحل و...الخ ، حتى بات الانتاج يفوق حاجة الاقليم وبدأ يتوارد الى مناطق العراق الاخرى وذلك منذ عام 2003 وحتى نهاية عام 2013 بصورة طبيعية متزامنة مع تسليم الفلاحين لغلالهم الى سايلوات وزارة التجارة الفدرالي واستلام مستحقاتهم بصورة طبيعية ، وتجهيز حكومة الاقليم بالميزانية الملائمة لتطوير القطاعات المختلفة ومن ضمنها الميزانية الاستثمارية والنفقات الحاكمة مما شجع التطور الحاصل كثيرا وامدت مدن العراق المختلفة من المنتجات الزراعية المختلفة . لكن ومع الاسف فان هذا الوضع لم يدم طويلا وبدأ الخلاف يدب بين حكومتي الاقليم والمركز حول واردات النفط والميزانية السنوية وذلك منذ عام 2014 وحتى العام الماضي ، اذ لم تدفع مستحقات الفلاحين من جراء تسليمهم لمحصول الحنطة للاعوام 2014 و2015 و2016 ومنع دخول الحاصلات الزراعية والدواجن والاعلاف و...الخ بصورة حرة الى محافظات العراق الاخرى ، ،فضلا عن توقف الميزانية السنوية والنفقات الحاكمة ، مما اثر سلبا على تطور الانتاج الزراعي في كردستان .
اليوم وبعد التحسن الحاصل في العلاقات بين الاقليم والمركز وبالاخص حول توارد الحاصلات والمنتجات الزراعية الى داخل المحافظات العراقية المختلفة ، ومن اجل تشجيع الانتاج الزراعي وتحقيق التكامل الاقتصادي لكى يكون سندا وعونا للاقتصاد العراقي وتحقيق الامن الغذائي العراقي نقترح ما يأتي :
1.انصاف اقليم كردستان في عملية استلام القمح سنويا ، اذ ان ماتستلمه وزارة التجارة الفدرالي من القمح المنتج من قبل فلاحي محافظات اقليم كردستان كافة لا تعادل نصف ما تستلمه من محافظة عراقية واحدة ، وهذا بلا شك اجحاف كبير وعامل سلبي يؤدي الى نكوص انتاج القمح في السنين القادمة.
2. التنسيق بين وزارتي الزراعة في المركز والاقليم في كافة المجالات ولاسيما في اطار تبادل المعلومات والابحاث العلمية واقامة المعارض المشتركة ووضع البرامج والخطط الزراعية وبالاخص في مجالات الخصخصة والتكامل الاقتصادي ، وادخال محافظات الاقليم ضمن الخطة الزراعية السنوية اسوة بباقي محافظات العراق الاخرى.
3. تجهيز فلاحي الاقليم بالاسمدة الكيمياوية المنتجة من الشركات العراقية .

4. حيث ان مناطق الاقليم ملائمة جدا لحصاد المياه لذلك من الضروري التنسيق الكامل مع وزارة الموارد المائية الفدرالي لغرض انشاء السدود المائية بانواعها المختلفة ، وعدم ترك المياه ان تهدر وجمع اكبر كمية منها اذ انها ستسعف مناطق الوسط والجنوب وبالاخص في سنوات الجفاف ، اذ ان ما هدرت من واردات مائية هذا العام لا تقدر بثمن .
5.التنسيق مع الهيئة العامة لفحص وتصديق البذور والاستفادة من خبراتهم المتراكمة وتجهيز الاقليم بالبذور المصدقة اسوة بمناطق العراق الاخرى.
6.تسديد مستحقات فلاحي كردستان للاعوام 2014 – 2016 الذين سلموا حاصلاتهم من القمح الى وزارة التجارة العراقية .
7.تشجيع القطاع الخاص لغرض الاستثمار في القطاع الزراعي وايجاد الارضية الملائمة لعملهم وذلك باختيار الملائمة المناخية والمكانية لتلك المشاريع وبما يؤمن النهوض بالواقع الزراعي وتشجيع التصنيع الزراعي .
7. تجهيز كافة انحاء العراق بالميزانية الاستثمارية والنفقات الحاكمة والقروض الزراعية بشكل منصف ودون تمييز ، تشجيعا للفلاحين لاجل انشاء المشاريع الاستراتيجية ودفع عجلة الاقتصاد الزراعي الى الامام لكي يكون سندا لتحقيق الامن الغذائي في عموم العراق.

#رحيم_حميد_عبدالكريم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات