أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - نظام الوكالة الدينية عند الشيعة البدايات














المزيد.....

نظام الوكالة الدينية عند الشيعة البدايات


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 01:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البدايات

لعب نظام الوكالة دورا كبيرا في تنظيم الطائفة الشيعية على مر التاريخ , ونظم صلة الإمام بالناس في المناطق المختلفة من العالم الإسلامي , وكان مقر الإمامة التاريخي في المدينة المنورة حيث يسكن الامام , ويختار الإمام أفضل علماء الشيعة لتمثيله في الكوفة والبصرة والأهواز وبغداد ومناطق ايران المختلفة , وينتهز الإمام موسم الحج للإلتقاء بوكلائه لمعرفة أخبارهم ومناقشتهم في شتى الامور الطارئه ويوجههم ويزودهم بالأجوبة المناسبة , ونظراً لتوسع رقعة الشيعة في العراق واليمن وايران أصبحت أهمية الوكلاء كبيره ، فقد طرأت مسائل فلسفية وشرعية لم تكن مطروحة من قبل ، فكان على الوكلاء إعطاء الأجوبة التي سمعوها من الإمام , فإهتم الأئمة بمستوى الوكلاء العلمي وتنظيم توزيعهم في المناطق المختلفة .
لقد أولى الإمام جعفر الصادق(ع) أهمية فائقة لتنظيم الوكلاء , فكان أول من حدد وكلاء فى مناطق مختلفة , وإختارهم من المحبين من شيعته ممن حمل لواء التشيع في الكوفة التي أصبحت مركز الخلافة العباسية وفي البصرة والأهواز ومدينة قم التي إزدهرت بعد إنتقال عوائل شيعية اليها بسبب إضطهاد الحجاج لها , وفي مناطق ايران الٱخرى , ونظم الصلات بينه وبينهم , وكان من أبرز وكلائه زرارة بن اعين , ومؤمن الطاق محمد بن النعمان الأحول , وهشام بن الحكم , وهشام بن سالم الجواليقي , وكانوا من المع العلماء ممن برز في حقل الكتابة والتأليف , وكان لبعد المسافة بين الحواضر الشيعية دوراً في تسرب أفكار الغلو والتفويض لأفكار وأقوال الوكلاء , فلم يكن لديهم وسيلة للإتصال السريع بالأئمة لتسديد إجاباتهم وتصحيحها , وليس من المعقول تأجيل الإجابة على أسئلة الناس لما بعد موسم الحج .
كان الإمام الصادق(ع) يلاحظ تسرب الأفكار الغريبة عن آراء اهل البيت لأفكار هؤلاء الوكلاء , فيصحح الأخطاء ويقوّم الأحكام بعد أن يلتقي بهم . وكان وكلاء الإمام الصادق فضلا عن مقدرتهم العلمية والفقهية من أصحاب المهن التي شجع الإمام الصادق على ممارستها والعيش منها , كي لا تتحول الوكالة الى مهنة يعيش منها الوكيل , فهي تكليف شرعي تطوعي يقوم به مرضاة لله , ولا يتم التكسب منها كي تبقى بمنأى عن تحريف الدين حسب مقتضيات المال . لكن نظام الوكالة قد تغير خلال إمامة الإمام الصادق , وبدأت ترد للإمام أموال كانت في البداية هدايا شخصية تحمل اليه في موسم الحج , وتحولت بعد فترة الى حقوق شرعية , وقام أحد أصحابه ( المعلى بن خنيس) بعملية جمع الهدايا الشخصية والحقوق الشرعية وأصبح أول وكيل حسبي ( مالي) للإمام , وكانت تلك البداية الحقيقية لنظام الوكالة المالية .
إن الدعوة لتوجيه الحقوق الشرعية بوجهه غير وجهة السلطة بدأت مع ثورة زيد بن علي (122 هـ) ورافق هذه العملية إعتبار السلطة الحاكمة سلطة غير شرعية , وأصبح جمع الحقوق الشرعية بالتالي عملية لتشكيل مركز آخر ليس له علاقة بالسلطة , وتعتبر السلطة ذلك تآمرا عليها أو شروعا بالثورة , فكانت السلطة العباسية حساسة من تكوين أي مركز مالي , لأن ذلك سيؤدي الى سحب الشرعية الدينية منها , فبادر السفاح بواسطة عمه الى قتل المعلي بن خنيس , وإستدعى المنصور الإمام الصادق عام 147هـ للتحقيق معه على نفس التهمة التي سيسجن الإمام الكاظم بسببها بعد حين .
لقد ظلت مبادرة جمع الحقوق الشرعية للإمام تعمل عملها في نفوس الناس , وشيدت الأرضية التي سينطلق بعدها جمع الحقوق الشرعية على نحو أوسع , فتحولت تلك الأموال بعد فترة من الأباحة الى الوجوب , ومن هدايا شخصية غير مفروضة الى أموال واجبة الدفع على شكل زكاة وخراج ومظالم وكفارات وخمس , وأصبحت العبادات لا تقبل بدون إعطاء الحقوق الشرعية للإمام أو لمن ينوب عنه , فظهر المتطوعون في المناطق الشيعية المختلفة لجمع الحقوق وإيصالها للإمام في موسم الحج . ولقت تلك المبادرات قبولا من الإمام الشاب(موسى الكاظم) الذي تولى الإمامة في نهاية العقد الثاني من العمر , وهي فترة تشهد ضعف في التقية وإندفاع يتناسب مع مطالب جمهور واسع من الشيعة كي يتجاوز الإمام موقعه الديني ويلعب دورا سياسيا, وقيل انه إشترك حسب بعض الروايات في ثورة محمد ذي النفس الزكية عام 145 هـ , وبالرغم من محاولته بعد ذلك الأبتعاد عن السياسة , جرت مراقبته بسبب إنتشار التشيع المعارض ، وأصبح هرون الرشيد يحسب للإمام الف حساب حيث إنتشر خبر مفاده ( إن السابع من الأئمة هو القائم من آل محمد ) ( القائم بالسيف) . وهو إتجاه يعبر عن المزاج الشعبي العام للشيعة في ذلك الوقت .
وعلى مدى أكثر من ربع قرن من بداية إمامته توسع تنظيم الوكلاء في الحواضر الشيعية . ونستطيع القول أن نظام الوكالة بدا ينمو ويتوسع ويثبت نفسه بالأرض دون أن يتدخل الإمام في تفاصيل تحديد وتعيين الوكلاء , بل كانوا يظهرون من نفس أبناء المناطق الشيعية , ويجري الإعتراف بمؤهلاتهم في مناطقهم أولا , ثم يرسل هؤلاء كمبعوثين من مناطقهم الى الإمام في موسم الحج . وبمجرد حصول هذا الإعتراف فإنهم يبدأون بالدفاع عن مناطقهم , وتثبيت وجودهم ثم توريث الوكالة لإبنائهم كأية سلطة . وكثيرا ما كان الوكلاء خارج سلطة الإمام , لكنهم يحسبون حسابا لإرضائه خوفا من لعنهم حيث يسحب الغطاء الروحي عنهم فيطيرون خارج السرب



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجتهاد والتجديد في الفكر العلماني
- عبد الحسين ابو شبع راية حسينية حمراء في سماء النجف
- امستردام تحتفي بالمفكر الدكتور عبد الحسين شعبان
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء / الاستيلاء على التركة
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء/ التحول
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء
- نحو جبهة ثقافية علمانية
- القوى المدنية وانتخاب مجالس المحافظات
- مستجدات الانتخابات العراقية
- زواج القاصرات الاصل الديني العقلي
- زواج القاصرات الاصل الديني الروائي
- زواج القاصرات الاصل الديني القراني
- زواج القاصرات الاصل السياسي
- السيد كمال الحيدري بين الربوبية واللاأدرية
- الصدام السلفي الاخواني قضية قطر
- فيلم مولانا والصمت المطبق
- أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية
- آلية عمل البنوك الاسلامية
- بنوك الاخوان
- البنك اللاربوي في الاسلام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - نظام الوكالة الدينية عند الشيعة البدايات