بيشوى مكرم ذكى
الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 20:57
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لقد راود خيالى كثيراً ان اكتب هذه الأطروحة , كان هذا بعد مروري بتجارب حياتية تعلمت منها الكثير بالاضافة إلي ما قرأت في النظريات السياسية والتاريخ ما يحتم علي أن اكتب هذه الأطروحة , لم يكن فقط الأمر يراود الخيالي الشغوف بتنفيذ هذه الأفكار بل كان الامر يستولى على كل كياني , الفكرى والعملى والحسي...
لهذا دعوني ان اسمي هذه الصفحات اوراق ثورية , وأعدكم أنكم لن تجدوا فيها ما هو شبيه بالاحاديث المتكررة والتى تمتلىء بكلمات مثل المستقبل والوطن والجيل القادم مثل هذه الكلمات التى كادت ان تفقد معناها من كثر تكرارها بالطريقة النمطية ذاتها , فهذه الرسالة هي أطروحة أقدمها كتجديد لحلم قديم وامل في بلد كانت لها حضارة وكانت دولة عظمي يوماً , وبرغم ان الحلم شوهته موجات الجهل فمازلت ثوريتي تطاردني , تلك التى هى مغروسة في كل حالم بوطن أفضل وحياة فضلي .
ولأنني حلمت بهذا الوطن والعالم الجديد, الحلم بعالم ينشيء ابنائه علي ثقافة الانتاج ومصادقة الطبيعة التي حولنا وصقل المهارة بالعلم والخبرة بالمعرفة , اما كلمة وطن تعني في مخيلتي الاحتواء , واظن هنا ان هذا الوطن الذي يحتوينا يجب ان يدرك شخصية مصر المستقلة والمتفردة ويصنع من هذه الشخصية دولة حديثة بمقاييسها نفسها , والعالم الجديد هو حلم ثورة تقضي علي كل ما هو قديم وتخلق حضارة جديدة للعالم فيها ما قد يصلح من الماضي وما يقدمه العلم الحديث وما وصل اليه الفكر الانساني ككل من ثوابت وقيم جديدة.
ولأنني قد قرأت الكثير من تجارب الدول المتقدمة في العلوم البيئية واستثمار الطبيعة وحركات الخضر التقدمية الخ فقد بدأ وعيي يميل اكثر إلي التعرف علي المجالات الهندسية والنظم الاجتماعية البديلة لاعتقادي ان هذه الحلول هي الحلول المثالية للنهوض بوطني مصر في عصر التقدم الذي نعيشه وما كان يثير إهتمامي هنا هو الاساليب الهندسية البديلة.
كما ان اهتمامي بمجال السياسة كأى شاب يريد ان يعرف عن النظريات السياسية والانظمة ما دفعني لأقرأ عن الكوميونات الزراعية والصناعية في الانظمة الشيوعية , وقرأت أيضاً عن الحلم الأمريكي الذي كان يغري الاوروبيين بإمتلاك أرضاً صالحة للزراعة في الدولة الجديدة واقامة منزل عليه وهذا كان ما دفع فعلاً كثر من الاوروبيين واغراهم ان يتركوا بلادهم ويذهبوا إلي هذه الأرض الجديدة ..أمريكا..
قرأت عن كل هذا ودعوني لا أنسي أننى قرأت عن قائد عظيم كانت له الريادة بالنهوض بمصر ,وكانت نهضته هذه هي ما صنعت مصر الحديثة .. هذا الرجل بالطبع هو محمد على باشا الكبير هذا الرجل الذى قام فعلاً بنهضة عظيمة في كافة المجالات واعاد مصر إلي عظمة كانت قد تركتها وان كان طالت به الايام (ولكل أجل كتاب) لكان صنع مصر أخري..
مثل هذه الاشياء الهمتني , صنعت ثورة في أعماقي كنت أتمنى ولو كانت ثورة يناير التى قامت من أجل العيش والحرية والعدالة الإجتماعية قد صنعت من مثل هذه الألهامات العالمية في حقل المجتمعات البديلة وهذا التاريخ القومي الذى يستطيع اي شاب في عصرنا ان يلم بهذا كله فقط من خلال بحث وقراءة تاريخية علي الانترنت , ان يتعرف علي هذا الفكر البديل في اقامة المجتمعات وهو قد قام بثورة عظيمة بكل المقاييس اسقطت فقط بإراداة الشباب وثباتهم نظام فاسد عتيق لم يكن يتخيل احد ولو في الاحلام ان يترك مكانه..
ببساطة اكثر ان كان الشباب قد استلهم من تاريخ العالم وتاريخ وطنه هذه التجارب النهضوية, فاننا نجد حتي الفراعنة الذين علموا العالم الحضارة كانت حضارتهم مبنية علي اكتشاف وتطوير علم الزراعة الذي للاسف بعدما ابتكروا فيه استمر ابنائهم علي نفس النظم التقليدية فيه حتي يومنا هذا ولم يقوموا بتطويره ابداً , واصبحت دول استعمارية ولا تاريخ لها مثل إسرائيل هى من تقوم بتطوير هذه العلوم ذات الفائدة, لسنا هنا في صدد فتح جروح قومية , فقط للتذكير والمقارنة..
فعندما كان فلاسفة الأغريق يقومون بصنع نظرية تلو الأخري في الفلسفات التي لا نهاية لها , كان المصريين يقومون بصنع حضارة ومعمار وإقامة مدن جديدة وزراعة الغذاء والطعام , حتي في وقت إستعمارها من قبل الرومان كانت مصر سلة غذاء الأمبراطورية الرومانية , كل هذا توقف عندما انحصرنا في وادي النيل الضيق ولم نتوسع أكثر وتركنا الصحراء , واستسلمنا للتصحر , دعونا نعود قليلاً لواقعنا لقد جرفنا الأراضي في عصرنا الحديث والفلاح ترك زراعته وأرضه , والعامل أصبح غير ماهر , واصبحت مصر دولة مستوردة ومديونة ولست مصدرة ومنتجة ودائنة , كما كان في عهود العظماء الذين فهموا واستوعبوا جيداً اهمية هذه البلد وقدرة شعبها وأكثر من هذا قد فهموا أن التطور والتوسع هو الحل الوحيد للنهوض بالبلد وليس تجديد ما هو موجود وجعل البلد غير منتجة واصبحت مصر ليست أكثر من بلد مستورد دخلها الأكبر من السياحة وليس الانتاج.
الصين قامت نهضتها علي الصناعة كما نعلم , المانيا قامت علي الصناعات الثقيلة , روسيا ..علي الانتاج ..اما السياحة هى فقط ان يكون لديك مقصد سياحي فتنتفع من الدولارات القادمة من الوافدين علي البلد, بدون عمل بدون مهارات بدون علم ..اجيبوني ماذا قدمت مصر للعالم؟
هناك اسئلة كثيرة ومن السبب في تراجع الصناعة والزراعة في مصر..الخ لكن دعونا لا نفكر من زواية المسائلة والشعور بالندم والتحسر , المستقبل هو ما يهم ..في هذا البحث وهو باذن الله سيكون سلسلة من المقالات سأحاول طرح أطروحتى وانتم كقراء الذين ستقيمونها واتمني مشاركتكم ايضاً بأفكاركم معي , واتمني ان تصل اطروحتي لكل النخبة من المفكرين والثوريين في مصر , أطروحتي باختصار هي عن مجتمع منتج بأمكانيات بسيطة ان نصنع المستقبل بالعمل والعلم , وعن اتاحة الفرص لنجاح الفرد وتأمين الظروف المعيشية الجيدة للجماعة ككل , ان نكون ولو لمرة دولة فرعونية جديدة تصادق الطبيعة وتستثمرها وتصنع وطن ودولة عظمي , بالطبع ان لم يحارب الحلم وحوش الدول العظمي التي لا تقبل المنافسة وترضي ببقاء دول العالم الثالث كما هي لكي تبقي مصالجها هي الاعلي ونظل نحن الاصغرون..
هذا مقال افتتاحي للأطروحة اتمني ان اكون صغت افكار الاطروحة اولياً امام القارىء , واتمني متابعتكم لباقي السلسلة.
#بيشوى_مكرم_ذكى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟