أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عماد عبد اللطيف سالم - العراق والجغرافيا .. وما وراء الأفق














المزيد.....

العراق والجغرافيا .. وما وراء الأفق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 20:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


العراق والجغرافيا .. وما وراء الأفق


العراق هِبَةُ الجغرافيا ، قبلَ أنْ يكون هِبَة التاريخ.
ومع ذلك فإنّ "محطّاتنا" تُصارِعُ عُزلتها ، وتتطلّعُ إلى جيلٍ جديدٍ.
جيلٌ لا يغفِر الأخطاء ، ويتفَحّصُ مصادرَ التطوّر والرُقيّ، وينكئها من الجذور ، ويصبوا إلى وضعٍ أفضل في كُلّ شيء.
في هذا السياق يعرِضُ علينا كاظم فنجان الحمامي(وزير النقل السابق، والنائب في البرلمان العراقي حاليّاً) كتابهُ : ماوراء الأفق (قراءة فاحصة في نوافذ العراق على العالم ، وسبل الخروج من العزلة).
وكما عوّدنا الحمامي في كتاباته الثرّة والغزيرة( قبلَ أنْ تأخذه "الوزارة" إلى دهاليزها ، ومتاهاتها العميقة) ، فإنّهُ يبتكرُ في هذا الكتاب لغةً للتواصلِ معنا. لغة تليقُ بذلكَ الفراقُ "الجنوبيّ" العذب ، والحزين ، والواخز ، بين الآباءِ والأبناء ، وبين ذرّات التراب العالقةِ في المُخيّلة . لغة تحاولُ أنْ تُضيء بيقينٍ كامل ، وغير زائف، روحَ الرجاءِ بغدٍ أفضلَ لهذا العراق ، ولأهلهِ النبيلونَ .. الفقراء .. الطيّبون.
كتبَ الحماميّ الكثير من المقالاتِ والنصوص والدراسات ، حول الكثير من الموضوعات والقضايا الهامّة ، قبل أنْ يصبحَ زيراً في النصف الثاني من عمر الحكومة العراقية السابقة.
كتبَ ما لم يكتبهُ أحدٌ غيره (على حدّ علمي) ، دفاعاً عن كلّ ذرّةِ رملِ وقطرة ماءٍ على امتداد العراق . كتبِ ذلكَ يومَ لم يكُنْ أحدٌ يجرؤُ أن يكتبَ عن صلةَ ذلك كلّه بدول الجوار، وبالقوى النافذة المرتبطِة بها ، بشجاعةٍ لا تتوفرُ للكثيرين ، و بغيرةٍ على خيراتهِ ومواردهِ المهدورةِ والمُستباحة ، من زاخو إلى الفاو ، قلّ نظيرها في هذا الزمن الصعب.
ولا أدري عدد الناس الذين كانوا يعرفونهُ ، ويقرأونَ لهُ (أو يُتابعونَ كتاباته) طيلةَ خمسين عاماً كان يقراُ فيها، ويكتبُ، وما يزال.
وعندما جاء من "الجنوب" المُلتَبِس ، والمخذول ، والمُستَلَب ، كانَ في نيّتهِ أن يصبحَ "وزيراً للفقراء" في بغداد(هكذا قال لي يومها) . تُرى ما الذي حدث لهُ بعد ذلك ؟ سأتركُ الأجابةَ لهُ وحده ، فهو الأكثرُ قدرة على سرد تلكَ التفاصيل "العجيبة" من أيّ مصدرٍ آخر.
وبعدَ حديثه المثير للجدل عن مطار الناصرية ، وعن أحلامِ السومريين بالوصول إلى أبعدِ نجمةٍ على حدود المجرّات ، وبعد "أحلامهِ" المستحيلةِ عن "الأنفاق" التي يمكن ان تربط العراق بأقصى نقطةٍ في شمال كوكب الأرض .. بعد هذا كُلّه .. وفي تلك اللحظات فقط ، اكتشفَ العراقيّون (لأسبابَ شتّى) كاظم فنجان الحمامي .. هذا "البصريّ" الفقير الذي أصبحَ وزيراً ، وبدأ يهذي . نعم . ألَمْ نقل لكم أنّ "الجنوبيّين" لا يصلحون لـ "للوزارة" ، وعندما يتمّ استيزارهم يبدأون بالهذيان ( من هول الصدمة ، أو هول المفاجأةِ .. لا فرق) ، خلافاً لوزراء بغداد ، و "حواضر" العراق الأخرى !!!!!.
حسنٌ أيّها "السادة" . كان هذا هو كاظم فنجان الذي تريدونَ أنْ تعرفونه (كما تشتهونَ أن تعرفونه) . أمّا الآن فهاهو كاظم فنجان الذي ترفضون أن تعرفونه(كما هو ، وكما ينبغي أن يكون ، وكما أرادَ أنْ يكون) : "نائبٌ" في برلمانكم "العجائبيّ" .. جاءكم من أرضِ النخلِ الميّتِ ، والماءِ المالحِ ، و سَخامِ النفطِ ، والسَبَخ العظيم . جاءَ ليعرضَ عليكم في كتابهِ هذا قراءةً فاحصةً لنوافذ العراق على العالم ، ويعرضُ عليكم برصانةٍ علميةٍ ومهنيّةٍ تستحقُ التنويه ، سبل الخروج من العزلة ، واقتناصِ فُرَصٍ ليست مُتاحةً لبلدان أخرى . فًرَصٌ لا يعوّضها ريعُ "الأحفوريّات" البائدة ، ولا سرديّاتُ التاريخ البائس، التي جعلت العراق والعراقيين ، أسرى لهذه "المزبلة" الشاسعة ، التي نعيشُ في "ربوعها" الآن.
تُرى كم نائباً ، الآن ، بوسعهِ فعلُ ذلك ؟
كمَ"قائد" .. وكم "سياسي" .. وكم "زعيم" ؟
ربما يكون كاظم فنجان الحمامي ، هو النائب الوحيد (في مجلس النواب العراقي) ، الذي يبحثُ من خلال الجغرافيا إمكانيّة أنْ يُمارسَ العراق دورهُ التاريخي كوسيطٍ قويّ وفاعل في تسهيل حركة التجارة العالمية.
هذا الحَماميّ ذو العقل الجميل ، لم يعُدْ وزيراً ينصُبُ قنطرةً ساذجةً فوق نهرٍ صغير.
وعندما فعلَ ذلك(وكان سعيداً به جدّاً) .. ذهبنا جميعاً الى الصين ، وقمنا بمقارنة جسورها الهائلة ، بقنطرة الحمامي البدائيّة ، للتنكيل به ، والشماتةِ بـ"إنجازه" المتواضع البسيط.
هذا الحَماميّ "نائبٌ" عنكم الآن .. وهو يكتبُ في "اقتصاديات النقل" ، ما لايستطيع الكثير من "أساتذة" الاقتصاد كتابته في هذا الحقل بالذات .
يكتبُ عن "الحزام الآسيويّ - العراقي" ، وعن محطّاتنا في "طريق الحرير" ، و عن "الربط السككيّ" مع دول الجوار ، و عن"القناة الجافّة" .. والأهمّ من كلّ ذلك أنّهُ يكتبُ عن الموارد المهدورة نتيجة تجاهلنا لتجارة الترانزيت ، وعن اقتناص الفرص الضائعة في مجالات النقل المختلفة ، والاستثمار فيها دونَ أنْ نُنفِقَ فِلْساً واحدا .. فنكونُ نحنُ "الجسرُ" ، ونحنُ "الناقلُ" ، ونحنُ "المُوَزِّعُ المحوريّ".
كما تتندّرونَ ، وتعجبكم النكتة .. إقرأوا .
كاظم الحمامي يستفّزكم الآن .. ليس بالميثولوجيا والفنطازيا وقصص الجنيّات .. بل بما لا تستطيعونَ ردّهُ (حُجّةً بحُجّة) ، وبالأرقام ، والخرائط ، والبيانات.
كاظم الحمامي يحثّكم الآن ، ليسَ على السُخرية ، بل بما يستدعي أن نحزنَ كثيراً من أجله ، مادامت هناك فُرَصٌ للعيش الرغيد ، تُهدَرُ برعونةٍ قلّ نظيرها في هذا الكون .. وما دام هناك "كَشْفٌ" كهذا الذي يقدّمهُ لنا الآن .. يضيعُ وسط حماقاتنا التي لا توصف .. وهراءنا الذي لا ينتهي .. ولغونا الذي لا ينفد.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلكَ التي لا تُحِبُّك
- إلى أينَ نُوَلّي وجوهنا.. إلى أينَ نذهب؟
- ملوكُ الفيسبوك وكُتّابهِ الكبار
- موازنتنا في عام 2019، وموازنتنا في عام 2020
- أحفادٌ و دِيَكَةٌ وإحتلِال ، وكوابيسُ عميقة
- مَنْ تُحِبُّكَ..سوفَ تأتي إليك
- البحرُ أزرقُ .. والمرأةُ جميلةٌ عندما تبتَسِم
- حجرُ الصَبر
- أنا أكرهُ الجميع .. في درجة 51 مئوي
- عندما تُقَبّلُكَ السيّدة ، و تتذَكّرُ غيركَ ، وتنسى أنّكَ أن ...
- عيد وقبور وفنطازيا
- هذا الليل .. ذلكَ الليل
- بينَ الحرب .. وضُحاها
- خطة التنمية الوطنية في العراق 2018 – 2022
- أثيوبيا .. من المجاعة ، إلى الإزدهار
- السَخام .. السَخام
- شَتْلات أثيوبيا الباسقات .. وشَتْلاتنا اليابسة
- في قديمِ الزمان
- إنَّها الكوابيسُ ياعزيزتي .. إنَّها الكوابيس
- دَعِ النملةَ تَصْعَدْ .. فلا شيءَ هُناك


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عماد عبد اللطيف سالم - العراق والجغرافيا .. وما وراء الأفق