أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - نحو التغيير والاصلاح














المزيد.....

نحو التغيير والاصلاح


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    


المشهد الثقافي العربي مليء بحالات التكلس الذي يمنع تدفق "الدماء الثقافية" ويجعل ثقافتنا تعاني من التوقف والانقطاع عن التواصل مع جمهورها المفترض.
لا يمكن فصل هذه الظاهرة عن فساد الانظمة وعن غياب المساحة الحرة الضرورية لجعل المشهد الثقافي مؤثرًا على مجمل المشاهد السياسية والاجتماعية والتربوية.
حتى في ثقافة بعيدة عن تسلط انظمة الفساد, مثل الثقافة العربية في اسرائيل, نجد انها لم تقع بعيدًا عن شجرتها الام، والاجواء السائدة في ثقافتنا لا تختلف عن الاجواء المرضية للثقافة العربية. ماتطلبه الانظمة من مثقفيها لا يختلف عنما تطلبه القيادات العربية المحلية من "مثقفيها".
من ظواهر هذه الحالة ظهور فئة المثقفين "الوصاة" الذي يتصدرون المشهد الثقافي, دون ان يواجهوا بحقيقتهم, انهم اهانة للثقافة والمثقفين ,وانهم مجرد مهرجين في المشهد الثقافي.
امام هذه الحالة نرى ان ثقافتنا اصبحت منقسمة على ذاتها, بين "ثقافة رسمية" تدافع عن "المصلحة العامة" وثقافة متمردة على هذه الوصاية, تواجه ليس الرفض الثقافي الرسمي من الاوصياء الثقافيين. وانما القمع الرسمي ايضًا.
صحيح انه في حالة ثقافتنا العربية في اسرائيل, الحالة مختلفة بعض الشيء. ولكن تأثيرات الحالة العربية العامة تمتد وتشكل عائقًا على الفكر الثقافي عندنا ايضًا.
هذه الوصاية كثيرًا ما تبرز تحت عباءة الرقابة على الفكر والابداع الذي تمارسه الانظمة بتعاون كامل مع عناصر دينية متزمتة وتشكل التيار الديني الرسمي للنظام.
في السنة الاخيرة منع توزيع عدد من الكتب في دول عربية مختلفة, وتعرض عدد من الكتاب الى التهديد والضغوطات الفظة.
هذه الحالة تعبر عن واقع سياسي مريض..... حقًا نحن بعيدين عن انظمة القمع السياسي والثقافي. وكم تبدو الاحاديث عن الاصلاح الدمقراطي مقطوعة من جذورها, حين تقرن بالفساد العربي... وانا ادعي ان الفساد العربي له امتداده المحلي هنا ايضًا... وهذا يبرز بقوة في توقف تدفق الدماء الثقافية في جسد ثقافتنا, وفي تحول الثقافة الى الشيء الزائد غير الاساسي في ممارستنا السياسية.
ان الفصل بين الثقافي والسياسي يقود الى التعثر والانكفاء... تعثر ثقافي وانكفاء سياسي.
وهذه هي الحالة المرضية لثقافتنا ولسياستنا, حين تتحول السياسة الى لعبة صراع بين مجموعة من الديكة لابراز قوة مناقيرهم, والوان ريشهم وتوهمهم انهم الاوصياء الذين لا تسير الامور بدونهم, اي بكلمات اخرى يمارسون عملية النفي للرأي المختلف, وللعقل الاخر ويرون بكل مبادرة اجتماعية, او سياسية, او ثقافية, تجاوزًا لمكانتهم... او خطرًا يهدد امتيازاتهم. في هذه الحالة الحل يكون باحداث انتفاضة ثقافية تنهي الابتذال والوهن, تنهي الطغيان السلطوي والفساد السياسي. تنهي العداء المتأصل بين القيادات السياسية والثقافية, بصفتها ابرز تعبير عن الضرورة في التغيير والاصلاح الاجتماعي والسياسي , وهذه المعادلة تصلح لواقعنا السياسي والثقافي ايضًا, رغم اختلاف العديد من المعايير.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابداع الثقافي والثرثرة المدمرة
- غريب يدخل حارتنا
- جنازة


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي: اقتحام الحوثيين مقر مفوضية حقوق الإنسان بص ...
- -اليونيسف- تحذر من خطر يهدد الأطفال في غرب ووسط إفريقيا
- الحركة الشعبية لتحرير السودان تعلن المجاعة في ولاية النيل ال ...
- ترامب يتحدث عن انتشار -وباء الجريمة- في الولايات المتحدة وخر ...
- تطوان ليس للاستبداد عليها سلطان
- جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى بالدوحة الخميس.. هل ستشار ...
- مصر.. القبض على 4 مسنات حاولن تهريب شحنة مخدرات داخل كراسي م ...
- محكمة أوغندية تدين قياديا في جيش الرب بجرائم حرب
- منظمة العفو الدولية: قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن أدا ...
- إصابة 7 أشخاص بهجوم طعن بمركز للاجئين في برلين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - نحو التغيير والاصلاح