أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟














المزيد.....


هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مقدمة
الهيمنة الأيديولوجية اقتصادية ، سياسية ، دينية ، أعلامية .. تكمم وسائل التعبير اللغوية والفنية والفكرية ، لتذهب الى عالم رتيب قوامه الطاعة العمياء ودفن الأبداع ، والخشية الدائمة من الأنفتاح وتقبل الآخر .
ان الأمر بالنسبة الى مراقب متبصر ستكون هذه الظاهرة قناعاً وتمويهاً وحصان طروادة تختفي في ظله محاولات للهيمنة على مصائر الناس باسم هذه الأديولوجية المقنعة .
وبعد ...
اضطرت إدارة عنكاوا الى وضع بعض القيود على المواضيع التي تناقش أمر التسميات التي يتمسك بها شعبنا فتبدو وكأن المسألة مستعصية على الحل . والأسئلة المطروحة في هذه الحالة :
هل شعبنا يعاني من التشرذم في صفوفه ؟
هل حقاً بيننا ظغائن وأحقاد ؟
هل حقاً بيننا حرب حول التسميات ؟
أقول :
الحرية التي يتملكها ويمنحها موقع عنكاوا هي مثالية يقتدى بها ، فهناك مواقع معروفة تنطق باسماء أحزاب كبيرة لا تقبل الآراء سوى ما يصب في خانة التمجيد لها ، اما أبواب الصراحة والنقد فهي موصدة بأقفال من حديد .
أما موقع عنكاوا فيطرح كل الآراء بشفافية وأخلاقية حيادية منقطعة النظير ، ومكانته المرموقة وشعبيته بين القراء من كل شرائح شعبنا خير دليل على هذا الحقيقة . ومع هذا لا يروق هذا النهج السليم لمن احترف مهنة مصادرة الحقيقة المطلقة . ومن اجل تعكير جو الحرية النقي وصد الأصوات المعارضة ، كانت تجند بعض الأقلام لكي تسئ التصرف الى مبدأ الأنفتاح والحرية الذي وفره موقع عنكاوا ولكي تخيم الضبابية وأخيراً لكي تُخلط الأوراق ....
ولكن كيف .. ؟
نأتي أولا الى موضوع التسميات
نحن شعب مسيحي واحد فيه : الكلداني والسرياني والأرمني والآشوري ، وكل منهم يحمل بين جنباته : مذهبه الديني وتاريخه ولهجته وثقافته ... ان التسميات المدونة جاءت عبر التاريخ وعلى مر العصور ولم تكن اختراعاً سياسياً آنياً .
وسوف لا نبتعد عن السؤال حول حرب التسميات : إن هذه التسميات ( كلدان وسريان وآشوريين ) كانت معروفة وليست وليدة اليوم ويحترمها الجميع ، ولم تكن يوماً محل حرب طاحنة او صراع بين مكوناته المتآخية .
كان ولا زال شعبنا المسيحي : من كلـــدان وآشوريين وأرمن وسريان يتسم بالألفة والتفاهم ورقة الطبع ويسود الأحترام المتبادل بين مكوناته وتحترم خصوصياتهم الثقافية ، وهم أهل المهن والوظائف والشهادات والفنون والموسيقى والرياضة والمحبة ، وليس ثمة مساحة شاغرة في قلوبهم للضغينة والحرب والحقد والقسوة .. هذا هو الواقع بالرغم مما تثيره ( بعض ) الأحزاب الاشورية من احقاد بين ابناء الشعب الواحد .
وسوف لا ننسى السؤال : هل ثمة حرب تسميات بيننا ؟
الحرب نشبت حينما بدأت أحزاب اديولوجية أشورية بتمرير اديولوجية مفادها مصادرة الهويات التاريخية لشعبنا والأبقاء على لون واحد هو اللون الآشوري ..
إذن الحرب ليست حول التسميات وكما يروج لها ، إنها حرب بين فكر شمولي اقصائي من جهة ، وبين فكر ليبرالي ديمقراطي من الجهة الأخرى ، إذن اين حرب التسميات التي يتخوف منها الفكر الآشوري ؟ إنه يخشى النتيجة التي لا محالة منها ، وهي انتصار الفكر المتفتح الديمقراطي الليبرلي وانهزام الفكر الأستبدادي .
أقول :
هناك احترام متبادل لهذه التسميات بين أبناء الشعب الواحد ، لكن الآشوريون القوميين المتعصبين وحدهم لا يحترمون التنوع ويريدون تمرير افكارهم الأقصائية النرجسية المتعالية ويوقعون شعبنا في معترك الصراع حول التسميات التي يعتز كل طرف بتسميته التاريخية .
من هنا يكون قد وضعنا يدنا على موضع الجرح ، إن العلاج بدون تشخيص المرض يكون سقيماً .
لو حدث ان سلمنا امورنا بيد الأحزاب الآشورية وقلنا نحن جميعاً شعب واحد تجمعنا التسمية الآشورية . نكون قد عالجنا الأمر لكن حسب النظرية الأحتوائية او الأقصائية لبقية التسميات التاريخية الأخرى لشعبنا ؟
إذن هل نسكت عن المناقشة والحوار ، وكل أمر يأتي من الأحزاب الشمولية نباركه ونثني عليه ونقول كما ذكرني احد الأخوة بمقولة ( يا محلى النصر بعون الله ) .
وفي السكوت وكم افواه الكتاب ينطلق الحزبيون المتعصبون وفق أهوائهم ، هل نسلم امورنا للأنقياد القطيعي ونحن نولج الألفية الثالثة ؟
إن الوقوف بوجه الفكر الأقصائي الشمولي والنقد الشجاع وفضح المواقف المواقف الخاطئة هي التي تصحح وتبني ، أما التزلف والتملق فيفسد الحاكم والسياسي ويوهم الأحزاب بصوابها رغم غرقها في لجة من الأخطاء . هناك السكوت ودفن الرأس في الرمل كما تفعل النعامة حينما يحدق بها الخطر ، وهنالك ايضاً كيل المديح والأطراء . إن المديح لقادتنا وساستنا يقوي سلطتهم ويعطيهم الصفة الألهية الراسخة ، ونصبح نحن اللذين نصنع الأصنام ونعبدها مثل صدام وهتلر وغيرهم من العتاة في التاريخ .
إن النقد الصريح هو نافذة صحية لخلق الجدل ، لكن الأنتهازية والتزلف والتملق تكون حاضرة في مآدب الأحزاب الشمولية . في الحقيقة لا يوجد اسهل من كيل المديح والميلان مع الريح ، ولا ادري هل مطلوب منا ان نسلّم ونرفع الأعلام البيضاء امام هذا الفكر الذي يلغي تاريخاً عريقاً وثقافة ولغة ومآثر لشعب من الشعوب ؟
وإذا سكتنا هل يعني ان المعضلة قد حلت ؟
بنظري ان وحدتنا تستحق ان تستعاد في إطار أشمل باعتبار اننا اعضاء وأنداد في المحفل المسيحي العراقي فيستطيع كل منهم ( أشوري كلداني أرمني سرياني ) التماهي معها ، وان لا يصار الى استبعاد احد المكونات ، أي لا يشعر أي طرف من الأطراف انه متهماً او خائناً أو مجسداً للشر حينما يفصح عن هويته وعن مشاعره بل يكون مرفوع الرأس بين أقرانه مهما كانت تسميته .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 - القسم الثاني
- قرار .. مصادرة هوية لقومية عراقية في القرن ال 21 القسم الأول
- المسيحيون والمندائيون وحكم الشيعة في الجنوب
- هل من حقائب وزارية للأقليات الدينية في حكومة المالكي
- اثاث وأدوات منزلية تراثية .. بيت القوشي نموذجاً
- هل الشيعة مؤهلون لإدارة الحكم في العراق
- واقع الأقليات الدينية والقومية في أقليم كردستان
- أخي ثامر توسا .. لماذا تستكثرون علينا اسماً قومياً ؟
- انقلاب عسكري .. أهو ترياق لعلاج الحالة العراقية ؟
- نعم .. لمنطقة آمنة ولكيان ذاتي للعراقيين المسيحيين
- الوحدة القومية بين الفكر الراديكالي الآشوري وبين حذف الواوات
- مام جلال .. جنّبوا العراق شبح حرب اهلية قذرة
- البيت الكلداني القومي والسياسي .. كيف نبني ؟
- ايران تتحدى امريكا وحلفائها من موقع قوة
- العراق بين العودة الى العصر الجاهلي واللحاق باليابان
- المصداقية في بيث نهرين اثري 752 والامل في العراقية الوطنية 7 ...
- تكهنات الفوز واحتمالات الفشل قوائم شعبنا 752 :740 :800
- الخطاب السياسي الكلداني .. الى اين ؟
- القومية الكلدانية بعد ان تبوأت مكانها الطبيعي في الدستور
- انه زمن الجنون العراقي


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - هل حقاً بيننا حرب تسميات ؟