|
في تطوير و تحيين و تثوير العلوم الإسلامية و إعادة بناءها ..
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 00:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في انزياح أسئلة العلوم الإسلامية المركزية مكررة في راهننا كأنها ملزمة و من ثمة لا أمل في تطويرها عند البعض..
إن الأنظمة السياسية العربية الإسلامية كالأنظمة المعرفية التي صاغت و تشكلت منها أبنية التراث تبدل ثوبها الخارجي و تنتج نفسها بنفسها و تعيد إنتاج أزماتها كذلك العلوم الإسلامية التي بقيت سجينة أسئلة داخلها و تلك التي صاغتها ....
إن طلبة الشريعة الإسلامية خاصة في عالمنا العربي الإسلامي و الدكاترة و الباحثين في حقول الدراسات الإسلامية لم و لن يتقدموا بهذه العلوم بقدر ما يعيدون إنتاجها ...
و أضرب لذلك أمثلة بسيطة و على عجل...
كيف تتطور و تشهد تجديدا و نهضة و تطويرا علوم مقاصد الشريعة و أصول الفقه و مباحث القياس الفقهي الأصولي و مختلف الأقيسة مثلا لا حصرا و الطلاب الباحثون سجناء الأسئلة التي أنتجت و إنبنى عليها " منهج " هذه العلوم ...
كيف و هم يشعرون بالذنب و الإساءة لو تجاوزوا الأسئلة التي كونت إشكالات مباحث هذه العلوم...
كيف يتخطى الباحث عقبة السؤال و عتبته في مجال المقاصد مثلا و حتى الأصول و هو يفكر بأن الخلاف حول الحكمة و العلة و الإنضباط ..الخ هو خلاف غير كلامي و مبرر و ناظم على كل باحث و دارس أن ينخرط في اتجاهه و يشتغل منطلقا منه و تأسيسا
عليه...
الحكمة و العلة مبحثان مركزيان في المقاصد و الأصول فكيف بباحث جديد مثلا يفصل بينهما و ينتظر من الأصوليين وضع تقييد للعلة و ضابط لها حتى تكون العلة..
و استقطاب كل باحث و انتظامه بخوف شديد في إطار مقولتين و رؤيتين و مقاربتين للمسألة من حيث تعريف و تقسيم الحكم مثلا عند الشاطبي من غير أن يفكر الباحث في مراجعة التعريف و التقسيم...
هل مراجعة هذه المفاهيم كفر و مروق و رفض و إنكار و جحود و مساس بالمقدس و الوحي و المطلق...
هل مراجعة مباحث الحكم من التعريف إلى التقسيم و التصنيف إلى النظر و النقد جريمة ...
ما هذه الفوبيا و الخوف السيكولوجي المرضي أمام التراث و مقولاته التأسيسية...
كيف يسلم الباحث للمقولات كأنها الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا يطرح حولها أسئلة يتداخل فيها الأصولي و اللغوي و الفقهي و الكلامي و المنجزات الحديثة للعلوم الانسلانية و الفلسفة و اللغة..الخ..
بل ربما الايديولوجي و السياسي في حالات معينة تتعلق بلي عنق المنهج السائد و النص و فهمه لصالح الحاكم و الفئة و الطائفة و المذهب ...
كثير من اللفظ كان وراء تضخم مباحث المقاصد و الأصول و كان الخلاف لفظيا بعد تمعن و منها مباحث الحكمة و العلة و السبب و القول بأن الإشارة و المناسبة و غيرها يتم الوصول إليها كما يحصل بالنسبة للإجماع بالطرق المعروفة و هو رأي الكثير خاصة
الشاطبي عند تقسيمه للحكم..
و كذلك مبحث القياس في ارتباطه بالعلة و جعلها لا تتم إلا به في تعدي الحكم إلى محل اخر...
بل طبيعة قياس الشاهد على الغائب التي تحتاج الى ثورة تحرر العقل من أرسطية النظر و القراءة العقيمة ...
و كذلك مراجعة طرق التعرف على الحكمة و مسالك التعرف عليها عند الشاطبي و غيره و حصرها في إثنين " المناسبة " و " مسالك الوصول إليها " ...
هرج كبير أحيانا و ضجيج من الألفاظ ترهب الباحث و تضفى على القضايا التراثية المذكورة و غيرها قداسة أكثر من الوحي تمنع الباحثين من الخروج عن منظومة التفكير و لا يخطر ببالهم يوما أن يقوموا بمراجعتها من الأساس الباني لعلم الأصول و مباحثه و
الخطاب و تعريفات الأصوليين و منطلقاتهم و المقاصد و الحكمة و العلة و السبب و المناسبة ...الخ و إذا فعلوا فعمل سطحي " خواف " وجل ..
لن يكون و لن يحصل تطورا و توثبا على يد من يقدس التراث و نواتج العقل الديني و الفقهي و القياسي و الكلامي البشري و بعض مقولات المنطق الأرسطي البانية لكثير من أسسه و المتسببة في توقف حركة الإجتهاد و النظر ..
و الإحتباس داخل نفس المنظومة إستلابا و تقديسا و خوفا هوسيا مرضيا باسم الدين ...
لن تحصل وثبة و لا قومة ما دامذوي الصلة بالعلوم الاسلامية في وحل إشكالات لا تعنينا لا من قريب و لا من بعيد يفتشون على أجوبة لأسئلة يطرحها واقعنا من نوع " البيوطيقا " مثلا لا حصرا و " الحق في الحياة و الموت " " الأوتانازيا " و " الجندر " و
مساواة الرجل بالمرأة و مركزية الإنسان و المصلحة و مخاطر قاعدة سد الذرائع في تراثنا و تحديد المفاسد و استبعادها و " تمديد العمر" و " البحث في الموت" و " في الحياة خارج الكوكب الأرضي " و " نظرية الأكوان" و " الحبال" في نظريات الكم و الكون
و التفكير أو البحث في أسرار قضايا الموت و الحياة و إطالة الأعمارو علم الجينات و التخصيب خارج رحم المرأة و " الكلوناج " أو الإستنساخ و حتى لا أخدش حساسيات الناس لا أقول "خلق " أعداد متشابهة من المخلوقات و استنساخها و مباحث transhumanismes و الإنسان الالي أو الانسان المزدوج إالالي - البشري ...الخ
و كذلك أسئلة تزحف بقوة حول عولمة القيم و موضوعات الجنس و تحديد و اختيار الجنس قبل الولادة ....و غيرها كثير و كثير..
و إذا سبق بعضهم إليها بسرقة عناوينها فبمقاربات متخلفة جدا فليتهم لا يفعلون و هم يحملون عقولا منمطة و تراثية ماضوية بمساحيق التجديد و التحديث...
هل يتصور طلاب الشريعة و العلوم الإسلامية و الباحثون التقليديون أن يجدوا أجوبة لأسئلة كهذه في بطون التراث الذي يستلبهم و يغطي تسعة أعشار أوقاتهم و يتعاركون و يقيمون من أجله خصومات مع غيرهم يسمونها حوارا و جدلا و بحثا عن الحقيقة ...
أحسب أن هذا ضربا من الوهم و السراب و هدرا للطاقة و الإمكانات...
مرة أخرى العودة إلى التراث تتحدد بالجدوى و الأهداف المرسومة و المحددة..
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل الجماعي في الجزائر..الفريضة الغائبة ..
-
كلمة في الجنسانية و المرأة و نظرية الجندر و مكافحته
-
في العقل التصنيفي..
-
الأسئلة المدخلية لنقد ما يسمى ب - منهج الدراسات المصطلحية -.
...
-
كلمة في معالم مشروعي النهضوي الجامع و خصائص نخبته
-
في التصوف نقيا و ثريا و وافدا غريبا
-
في الثورة التحريرية الجزائرية ..و مفهوم القراءة .. عند محمد
...
-
ملاحظات حول الحراك الجزائري راهنه و مستقبله (2)
-
في زواج المتعة - الشيعي- و المسيار - السني-
-
في نقد كتب الإصلاح التربوي في الجزائر
-
التربية من منظور العقل التبعيضي فضائح بالجمع لا مشروعا يخضع
...
-
ملخص مختصر لمسار محمد أركون في اشتغاله على النص القراني (1)
-
في علاقة القومي العروبي بالإسلامي..
-
أخرج و لا تدخل مغاراتهم المظلمة..
-
الشاعر و الفيلسوف -صراع الأضداد- أم وئام الأحباب
-
الجزائر : الحالة التي تستعصى على الدراسة - الجزء الأول - - ا
...
-
أمة إقرأ المحمدية تخلفها أمة لا تقرأ و تجعل من رعي الغنم قيم
...
-
في العلمانية و الإسلامية ..
-
ملاحظات حول الحراك الجزائري راهنه و مستقبله (1)
-
ضجة البخاري و مسلم ..
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|