أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم مطر - من المسؤول عن تخلفنا.. الراعي ام الذئب؟!














المزيد.....

من المسؤول عن تخلفنا.. الراعي ام الذئب؟!


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 27 - 18:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو طالعنا الكم الهائل من الكتابات والخطابات عن هذه المسألة العويصة جدا جدا، التي تستولي على عقولنا ونفوسنا منذ اكثر من قرن وحتى الآن، سندرك انها عموما تنقسم الى اتجاهين متناقضين تماما:

اولا، أنصــارالسبــب الداخلــي: الذين يؤكدون فقط على العامل الداخلي، اي مسؤوليتنا نحن كشعوب واحزاب وحكومات. وهم ينقسمون بدورهم الى تيارين متعارضين تماما، رغم تشابهما بالتحجر والتعصب:
ـ الاسلاميون بمختلف الوانهم الحزبية والطائفية، والذي يُكفرون الحكومات والاحزاب(المارقة)، بل هم يدينون حتى الشعوب فيحللون ذبح الناس، لانهم شيعة، او سّنة(بالنسبة للشيعة)، ولانهم كفرة ومنحرفين عن طريق السلف الصالح، أو أهل البيت!
ـ أدعياء اليسارية والعلمانية والتقدمية، الذين اعتبروا كل مصائبنا منذ آدم وحواء ولحد الآن، بسبب الاسلام والمسلمين. وان داعش والارهاب يمثلون هذا الدين!! بل يبلغ بهم الحقد انهم يتخلون عن كل شعاراتهم الحضارية والديمقراطية والانسانية، فيشهرون عنصريتهم التي يخجل منها اعتى العنصريين الاوربيين، ويصرخون بوحشية ضد ((العرب: الغزاة البدو الهمج قاطعي الرؤوس..الخ..)) ويبررون اهانة وشتم كل ما هو (عربي) ماضيا وحاضرا ومستقبلا. رغم ان اغلبيتهم الساحقة "عرب"، ولكن خبلهم المازوشي ضد ابناء جلدتهم يضعهم مع مخبولي القوميات الاخرى المعادين للعرب!؟

ثانيا، انصــار السبــب الخارجــي: الذي يؤكد فقط على (المؤامرة الخارجية)، اي مسؤولية القوى الاجنبية وبالذات الدول الغربية، اوربا وامريكا. وهذا الخطاب عموما يسود بين قيادات الانظمة الحاكمة والاحزاب المناصرة لها. لنتذكر مثال انظمة (صدام والقذافي والاسد، وغيرها) التي عاشت وتعيش على تبرير كل الحروب والكوارث والمذابح الداخلية بأسم (مكافحة المؤامرة الامبريالية). ولازالت مثلا، (عائلة البرزاني) تغطي فسادها وتخريبها للاقليم الكردي العراقي، باسم الحماية من(الخطر العربي والشعوب المحيطة)!

تعصــب وخطــورة الاتجاهيـــن!

لنأخذ مثالا بسيطا ومعروفا لتوضيح هذه الاشكالية الانفصامية الخطيرة والمسؤولة اساسا عن ((تخلفنا)) منذ اكثر من قرن وحتى الآن:

ـ اثناء حكم صدام في العراق والقذافي ليبيا، والحرب الاهلية المستمرة في سوريا، انقسم كل شعب الى إتجاهين:
1ـ إتجاه الحكومة وانصارها، الذين اعتبروا جميع المطالب الشعبية والاصلاحية هي جزء من (المؤامرة الخارجية)، ويتوجب قمعها بكل عنف، ورفض الحوار مع (الخونة والعملاء)!؟
2ـ اتجاه المعارضة، الذي اعتبر كل مصائب الوطن سببها داخلي:(النظام الدكتاتوري)! وهذا يعني القبول التام والعلني بالخيانة والعمالة والتبعية التامة للقوى الخارجية(اقليمية وغربية)، أي لأية دولة تدفع مالا وسلاحا واعلاما.
وكلنا نعرف خلاصة هذين الموقفين المتناقضين والنتيجة الكارثية التي لا زلنا نعيشها: الدمار والخراب التام لكل من العراق وليبيا وسوريا وكذلك اليمن، وطنا وشعبا ودولة!
من المهم جدا التأكيد بان حال (العراق وليبيا وسوريا واليمن)، هو خلاصة مركّزة للوضع المأساوي الذي تعيشه جميع الامم العربية منذ اكثر من قرن وحتى الآن، ولكن بصورة اقل حدة ووضوحا: بسبب انقسامنا الانفصامي بين هذين الاتجاهين المتصارعين الحقودين الاحتقاريين الى حد القمع والموت والقتل: (انصار الداخل) و(انصار الخارج)!

انتباهــات أساسية

ـ من الحماقة رفض فكرة(المؤامرة الخارجية) ونحن نشاهد بأم أعيننا جيوش الغرب تقتحم عدة بلدان عربية وتصرّ بكل وحشية على تحطيمها ومنع نهوضها! بالإضافة الى الضحك على حكامنا لسرقة ثرواتنا.

ـ حسب (الطب البديل)، ان جميع الامراض لها اسباب مشتركة (داخلية) و(خارجية). فحتى (الجرثوم) لا يقتحم الّا جسم الانسان الذي اضعفه الاجهاد وسوء التغذية والمعانات النفسية. نفس الحال بالنسبة للخلايا السرطانية. فلا يكفيك (العلاج الخارجي) الكيمياوي وغيره، بل ايضا (العلاج الداخلي) المتمثل بتغيير نمط الحياة والسلوك والتفكير الذي يسبب المعانات وضعف المناعة.

ـ حتى ما يسمى بـ(الامراض الوراثية ـ الجينية) التي يمكن اعتبارها (سبببا داخليا)، لا تظهر في جميع الاخوة في العائلة الواحدة، بل فقط في الشخص الذي يتعرض لـ (أسباب خارجية)، مثل نوعية العمل والعلاقات والسلوكيات وغيرها، تقوم بتنشيط هذه المورثات المرضية.

ـ أية ظاهرة نقوم بتحليلها، مهما كانت اجتماعية سياسية نفسية صحية، علينا ان ندرس جانبيها:
ـ 1ـ تكوينها الداخلي. 2 ـ الظرف الخارجي المؤثر. / يستحيل معالجة جانب دون معالجة الجانب الثاني.
فلا يمكن التخلص من النظام الدكتاتوري، وتناسي دور القوى الغربية المتربصة. يستحيل التخلص من الفساد والفاسدين(في الداخل) دون فضح وادانة القوى(الخارجية) العالمية التي تستفيد منهم وتحميهم!

ـ نعم ان الراعي هو المسؤول عن تعريض القطيع لفتك الذئاب، ولكن هذا لا يعني ابدا تبرئة الذئاب. بل الاخطر من هذا ان نتعامى عن الدور التاريخي والدائم للذئاب على منع وصول اي راعي وطني مخلص، إذ تعمل ليل نهار على وصول الرعاة الفاسدين والعملاء الذي يبيعون الوطن كله لقطعان الذئاب الغربية التي لا تشبع ابدا.












#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية العراقية والشخصية الايرانية، العُشق الدامي!
- أشكرك يا صديقي المسلم، لقد صالحتني مع المسيح!
- (شبه القارة العربية)، لم يخلقها الفتح العربي الاسلامي، بل ال ...
- تحذير الى انصار ايران في العراق!
- من اجل تجمع عالمي اسلامي مسيحي، لتجريم الافلام الاباحية!
- التاريخ التاريخ، علينا بالتاريخ، فدونه تبقى الثقافة سطحية بل ...
- وزير خارجية ايران يهين التاريخ العراقي، بالاعتماد على التورا ...
- (نيروز) عيد الربيع العراقي!
- الحداثيون و(عصاب العنصرية الذاتية) ضد تاريخنا العربي الاسلام ...
- الميديون، وإكذوبة الحضارة الايرانية (الكردية؟!)!
- الحضارات المهيمنة، مقدّساتها ومدنّساتها المهيمنة!
- الحضارة الغربية، ملاك وشيطان: (عقدة تفوقهم) و(عقدة نقصنا)!
- ايها العراقيون خلاصكم الوحيد الوحيد الوحيد في: (إحياء الهوية ...
- س (مريم العذراء)! سيدة الامومة والخصوبة، وعلاقتها ب: (عشتار ...
- ما معني(الهوية).. وماهو سوء الفهم السائد حولها؟
- تخيلوا لو كان العالم بالمقلوب: الحضارة في العالم العربي، وال ...
- اخوتي مسيحيّ الشرق، اخاطبكم بكل محبة وحرص، ليس دفاعا عن الاس ...
- الله ، الدين، الشريعة، الحج، نبي، حواء، آدم، المسيح ،عيسى، م ...
- الجوائز الثقافية الخليجية السعودية والسيطرة على مثقفي العالم ...
- العراق.. الى المحتجين واصحاب الضمائر الباحثين عن حل: هذا اقت ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم مطر - من المسؤول عن تخلفنا.. الراعي ام الذئب؟!