أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - الوجه الآخر للاعتقال السياسي















المزيد.....

الوجه الآخر للاعتقال السياسي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:09
المحور: حقوق الانسان
    


اتّصل بي أحد الأصدقاء قائلا: هل التوقيع التضامني مع ميشيل كيلو ضمن بيان المثقفين الكرد ، هو توقيعك الشخصيّ؟
قلت له : نعم.....!
قال: هل تعجبك آراء الرّجل؟
قلت له : ثمةالكثير من آرائه لا تعجبني ، بل أختلف معها ، ومعه ، إلى درجة التّضاد ، بل وأكثر......!
ولاسيّما في مايتعلق بالموقف من الكرد ، وكردستان، و
إنّه ينطلق- باختصار في كثير من مواقفهالسابقة- من موقف عروبوي، ضّيق....
قال : إذاً ما الذي يعجبك من كتاباته؟
قلت : القضية، هنا ، ليست قضية اعجاب به ، وبآرائه ، بل قضية ضرورة الفاع عن الآخر في حرية رأيه ، أياً كان ، كي تأتي الحياة وتفرز الخطأمن الصواب ،مع أن الرجل عندما يفضح آلة الفساد ،.مثلاً ،وسوى ذلك من المواقف الجريئة ، على الصعيد الداخلي، يحوزعلى الاحترام......
قال: لو كنت في مكانك لما تضامنت معه...
قلت له: هذا رأيك ، وأحترمه ،شخصيا ً ، لم ألتق بالرجل ، بل سأحاول أن أضيف على جملة معلوماتك ، أنه كتب عن الكرد قبل سنتين ،مقالاً مليئا ً بالتحامل ، وعندما رددت عليه، مواجها ً إياه ببعض الحقائق، من وجهة نظري ، شتمني بطريقة غير مقبولة ، ودون أيّ اعتذار من قبله ، في ما بعد ، بل أنّ من ضمن ما قاله لي آنذاك: "سأشحطك يا إبراهيم اليوسف إلى السجن" تصوّر لغة هذه العبارة ، وماوراءها ..!.....إلخ
كل هذا ، أزيحه بعيدا ً عن بالي- أيّها الصديق!- وأنا أتناول موضوع اعتقال الرجل ،بطريقة غير قانونية، وغير شرعية ، وغير لائقة بكاتب ، وإنسان ، من خلال استدعائه إلى إحدى الجهات الأمنية ، ومن ثم إبقائه لدى هذه الجهة أياماً ، أو ساعات، وأناهنا، أدافع عن" قضية الحريّات" في بلادنا، إذ يجب على كلّ مواطن، شريف ،أن يدافع عن حقّ سواه في إبداء وجهة نظره، دون أن تصادر أو يدفع ثمنها، من حريته، أو حياته......!
حقيقةً، بدأنانشهد – للأسف - في الأيام الأخيرة، محاولة بائسة ، للضغط على كثيرين من أصحاب الرأي في سوريا، فها هي دفعة جديدة من المعتقلين، لمّا يزالوا وراء القضبان ومنهم : على عبد الله – رياض دراره- الشّهم: محمد غانم – فاتح جاموس- والصديق الجميل خليل حسين.... الخ بالإضافة إلى رفيقين عزيزين لي هما: حبيب الضعني-هاني خيزران اللذان تم توقيفهما لمجرّد توزيعهما بياناً- في دمشق- حول سوءات الفساد والغلاء، بمناسبة يوم عيد العمال العالمي ، وما يزالان معتقلين منذئذ ، رغم مرور أكثر من اسبوعين،على الاعتقال، للأسف، ولم تنته سلسلة الاعتقالات عند هذا الحدّ المؤلم ، بل ها هو الصديق الكاتب الوطني نضال درويش المعروف بالاتّزان ، والدقّة في المواقف ، يتمّ استدعاؤه إلى إحدى الجهات الأمنية، ومن ثم يتمّ توقيفه ، وينقل إلى دمشق كمجرد طرد بريدي أو حاشى........لاأريد أن أقول ما لايليق بمقام الرّجل.......!
عموماً، إنّ كل واحد ممن ذكرت أسماءهم ، وممن لم أتمكّن من ذكر أسمائهم، ماداموا أخوة لي في الإنسانية ، أو الوطن، جديرون بأن تتمّ الكتابة عنهم، خاصةً وإن طريقة الاعتقال غير القانونية ، تدعو كلّ صاحب كل ضمير حي ، و قلم حرّ ، وشريف، كي يتنطع للتضامن معهم ، وذلك من أجل –سوريا- دون اعتقالات تعسفية ، ومن أجل إطلاق عنان الحوار الديمقراطي المنشود ، الذي يحاول كثيرون من حماة الفساد كبحه ، تحت مسميات كثيرة ، وبعد أن يتمّ تخوين كل مختلف معهم، من هؤلاء ، لاسيّما وأن كل النماذج المعتقلة، وكلّ أصحاب الرأي ممّن يفكّرون بصوت عال إنما يريدون الخير لإنسانهم وبلدهم ، وهم لا يشكلون الخطر الحقيقي!....
يقينتاً ، إذا كانت بعض الجهات الأمنية تعتقد بأنها بمثل هذه الاستدعاءات، والاعتقالات، قادرة على لجم أصحاب الرأي وغضّ أنظارهم عما يجري من حولهم، فهم بكل تأكيد مخطئين ، ولم يستفيدوا بعد من جملة التغييرات التي تتم ّمن حولهم ، في هذه القرية الأصغر من رقعة كيبورد على حاسوب.......!
إن أيّ اعتقال جديد ، ليصبّ- مباشرة - في الاتجاه المعاكس ، فهو ليزيد الاحتقان في النفوس، وهو لا يمكن أن يكون إلا استمراراً في آلة الخطأ، بدلاً عن محاولة وضع حدّ لجملة الأخطاء والانتهاكات المشينة التي تتم ّ، وفي مطلعها أنّ حجز حرية صاحب رأي ، بل أيّ انسان ، دون وجه حقّ، أو قانون، ليعتبر جريمةًً كبرى.
أجل، إن اللجوء إلى محاولة كمّ الأفواه ، بدلا ً عن الحوار ، وبثّ الهلع والفزع في النفوس، وتخوين الآخر ، بدلا ً عن الاستماع إليه ، وملامسة أسئلته، لاسيّما إذا كانت تتقاطع ، بل وتتصادى، مع محيط اجتماعي ، جماهيري ،واسع ، ومهمّش ، لا حول له، ولا قوة،هي محاولة، أثبتت فشلها ، ولمّا يزل بعض الفهلويين يراها " الوصفة الأنجع" للراحة ، دون أن يعلموا أنهم بذلك يصبّون " الزيت على النار"ويضرمون نفوس من حولهم غلاً وغيظاً ، لأنّ الغاية المرجوة من الاعتقالات والتي كانت- حلاً سحرياًّ من قبل- لم تعد كما كانت ، وإن الاعتقال بهذا الشكل المريب، ليفكّك الوحدة الوطنية ،آصرة تلو أخرى ، ويفرز أناسا ً يفوزون في كلّ مرة بمحبّة غيرهم ، على عكس ما تسعى إليه آلة من يقوم بالاعتقال، وكلّ هذا وسواه يحيلاننا – بالتأكيد- إلى ضرورة إعادة النظر في هذه الممارسة االلاقانونية ،واللاأخلاقية ، من أجل صون كرامة خيرة أبناء سوريا ،ممّن لاتطفىء الزنزانة جذوة رؤاهم ،وإيمانهم الراسخ رسوخ الجبال بمستقبل أفضل،وبطرق سلمية حضارية ، بل يكتسبون خلالها احترام محيطهم ، الذي يتسع مرة تلو أخرى ، وفي هذا- تحديداً - رسالة مهمة ، حبّذا لويتم فهمها كما هي، بعيدأ عن روح السادية المنبوذة إزاء كلّ من تغيبه عتمةالزنزانة القذرة ، أو المنفردة المشينة،في هذا البلدالأحوج إلى اللحمة والحبّ والهواء.....!
من هنا تماما، فإن مقولة فولتير التي تعلمتها- أقصد عمليّاً - ضمن صفوف الحزب الشيوعي الذي بقيت فيه أكثر من عقدين، قبل أن أفكّر بطلاق العمل التنظيمي والسياسي، والتفرّغ باستقلالية، للإبداع الأدبيّ ، كما أزعم، وهاهي السياسة تجرّني- هنا- رغما ً عن أنفي، للكتابة في شؤونها، إزاء قضية لن و لم أطق السكوت عنها هنا، لقد كانت مقولة فولتير الخالدة : قد أختلف معك في الرأي ، لكنّي على استعداد أن أضحّي بحياتي ، دفاعاً عن حرية رأيك ، ستظلّ ، وفق تصوري الشخصيّ، سرمديةً، لا تخضع- البتّة-للزوال، وهي – تحديداً – لتجعلني أحزن على أية" ثانية""وليس دقيقة فقط " يقضيها الكاتب ميشيل كيلو، وراء قضبان السجن الرهيب ، وكأنّه جزء من قلبي،مادام هكذا معتقلاً، تماماً ، كأيّ من فلذات كبدي، أو أصدقائي ،أ ورفاقي المعتقلين، أفرج الله عنهم- جميعاً- وهم أنفسهم ، من ستجمعنا بلاشكّ دروب الحياة لامحالة، كي نتحاور ، ونختلف، لكن ، شريطة أن يحترم كلّ منّا رأي سواه.....!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي تصنع وردة ربيعاً
- في رثاء موقع أنترنيتي سوري
- سورة فرهاد....!
- مهاباد،آمد: أوتوستراد الدم الكردي
- الطبشورة-
- الاستقواء على معوّق...!
- رسالةإلى المؤتمر الرّابع للأحزاب العربية في دمشق
- أخي السوري .....لسنا بخير والله.....!
- .......!فتنة الكاريكاتير
- يوم كردي في روزنامة السيد الرئيس....!
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر اتحاد المحامين العرب..!
- عبد الحليم خدام : مقاربة لفهم شخصية واضحة في الأصل
- وقّع .......ولا ..تقع.......!
- ضدّ العدوان على - سوريون
- عبد الحليم خدام - فاسداً- : صح ّالنوم...!
- القضية الكردية في سوريا ليست مسألة إحصاء، فحسب
- فضائية روج الكردية - شهادة لابد من الإدلاء بها....!
- محافظ الحسكة يوقع ولا يعرف .....!
- محافظ الحسكة يوقع ولا يعرف......!
- 2-2 كمال مراد... وداعاً.


المزيد.....




- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...
- ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة -الجنائي ...
- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - الوجه الآخر للاعتقال السياسي