جولة مع الأعداد

محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:23
المحور: الادب والفن
    

منذ القدم وللمرة الأولى أشار البابليون إلى أن الأعداد، ترمز إلى قوانين الكون، وذلك من خلال مراقبتهم لحركة الشمس والقمر وفصول السنة ..وغيرها.
 كما نظروا إلى أن الأعداد لاترمز فقط للكم، وإنما ايضاً لها خاصة نوعية. 
وتحدث فيثاغورث بأن: „ الأعداد المزدوجة، التي تقبل القسمة على اثنين، هي ذات طبيعة مؤنثة سلبية، أما الأعداد المفردة، فهي أعداد ذات طبيعة مذكرة وفاعلة.“
كذلك ارتبطت الأعداد برموز ودلالات مُعينة في الديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام.
من هنا، كل إنسان ينظر للأعداد ورمزيتها من خلال ثقافته المكتسبة، وانتمائه الاجتماعي والديني.
خاصية العدد هي الصفة التي ينفرد بها هذا العدد دون غيره.
على سبيل المثال: واحد هو أصل العدد و منشأه، الاثنان أول العدد مطلقاً، وهو أول عدد زوج، وأول الكثرة، والثلاثة أول الإفراد…إلخ.
وفي مختلف الحضارات هناك أعداد يتفاءلون بها، وهناك أرقام يتطيرون منها.
بعضهم يُعزي إضافة ليلة على الحكاية الإسطورية ألف ليلة، لكي لا يكون عدداً مزدوجاَ.
سأقدم لمحة مختصرة عن رمزية الأعداد من مختلف الحضارات والفلسفات.
بدايةً من الضروري التمييز بين الرقم والعدد؟ ما هو الفرق بينهما؟
بعضهم يقول بأن الأرقام هي من الصفر للتسعة، ومن ثم الأعداد المركبة من عشرة فما فوق.
لا أتفق مع هذا الرأيي، والسبب هو التوضيح التالي مع الأمثلة:
يقول أحدهم رقم سيارتي: ٦٣٥٧ … ورقم منزلي: ٣٧ …ورقم الصالة: ٧ … ورقم هاتفي:..
الرقم هو وحدة واحدة وواحدة فقط ( بغض النظر عن عدد أرقامه ).
وهو يفيد الترتيب: هذا الطالب رقم واحد في الصف ( وليس عدده ).
أما العدد فيقول أحدهم: عدد السيارات أمام البناء ثمان. عدد الطلاب في الصف ٢٥ طالباً.
العدد يُعبر عن مجموعة حتى وإن كانت خالية.
العدد لمعرفة الكم وليس التعديد: كم عدد السيارات؟ كم عدد الطلاب في الصف؟
نقول الرقم ٦ ونقول العدد ٦ ، نقول الرقم ١٧ والعدد ١٧. ولكلٍ منهم دلالته، كما تم التوضيح أعلاه.
من هنا، سأكتب عن رمزية العدد بغض النظر عن عدد أرقامه، ولحمله الكثير من المعاني والثقافات.

#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات