أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية* ؟















المزيد.....

هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية* ؟


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية* ؟
جعفر المظفر
كل المقابلات والأحاديث والمقالات التي دارت حول علاقة الشهيد عبدالخالق السامرائي بما سمي وقتها بـ "مؤامرة ناظم كزار" كانت تؤكد على إستحالة أن يكون السامرائي قد شارك كزار (مؤامرته).
أما التفسير فقد ظل يأتي بشكله التقليدي : لأن السامرائي كان على النقيض مما كان عليه كزار, خاصة على صعيد التعامل مع الخصوم, وإعتمادا أيضا على خلو تاريخه من اية أحداث او ميول ذات طابع عنفي. وهم بإلإضافة إلى ذلك يقصون عليك أيضا العديد من الروايات التي حصلت أمامهم والتي كان السامرائي يوجه اللوم فيها لكزار ويطلب منه الإمتناع عن قمع الخصوم السياسيين وبخاصة الشيوعيين منهم..
ثم يأتيك بعض البعثيين القدماء من أولئك الذين كانوا قريبا من الرجل ليقصوا عليك كيف أن (الملا) كان يدافع عن صدام حسين حينما بينوا له بعض الظواهر السلبية التي راحت ترافق عمل الدولة والتي لها صلة بسلوكيات البعض من أقرب صدام, وكيف كان السامرائي يثني على صدام أمامهم بإعتباره رجل الدولة الأفضل من كل الرجالات البعثيين الآخرين ويشيد به بإعتباره المصد البعثي الحقيقي الذي بإمكانه أن يوقف طموحات العسكريين الطامحين بالسلطة على حساب الثورة. وبهذا أراد هؤلا ءالبعثيين ان يؤكدوا على أن السامرائي لم يكن يضمر اية نوايا مبيتة ضد صدام بما قد يجعله يخطط للإنقلاب ضده.
وسنتعرف على مصداقية تلك الروايات وعلى أهميتها كمفاتيح لتبرئة السامرائي من التهمة المنسوبة إليه كشريك لكزار في تآمره.
لقد قام الأول بإقناع القيادة البعثية بضرورة إجراء مباحثات أو إتصالات مع القوى السياسية المعارضة من أجل تلطيف علاقتها بالحزب وتحقيق أقصى حالات من التقارب لهدف تشكيل الجبهة الوطني التقدمية, بينما كانت ملاحقة كزار للشيوعيين قد عرقلت جهود عبدالخالق لتحقيق المهمة السياسية التي كان قد كلف بها من قبل قيادة الحزب, والتي كان قد أرسى دعائمها بنفسه من أجل الوصول إلى بناء جبهة وطنية حقيقية كان يسعى أن تكون هي من يدير شؤون الحكم بدلا من بقاء الحزب على رأس قيادتها لوحده.
وهناك من القيادين الشيوعيين أنفسهم ما كان قد اشارإلى مواقف من هذا النوع حين ذكر أن الشيوعيين كانوا يلجأون إلى السامرائي في كل مرة يلقي فيها ناظم القبض على أحد كوادرهم, وكان الرجل لا يتردد مطلقا عن تعنيف ناظم والطلب إليه أن يطلق سراح الكادر الشيوعي فورا.
وقد ذكرنا أحد الأخوة الأكراد بالجهود التي بذلها السامرائي من أجل تحقيق تقارب بين الحزبين, البعثي من جهة والديمقراطي الكردستاني من جهة أخرى, حيث أشادت جريدة الحزب الكردي بالسامرائي في معرض ترحيبها بقرار تخفيض قرار الحكم عليه من الإعدام إلى المؤبد.
إن السامرائي لم يكن باطنيا أو بوجهين بل أنه كان مبدئيا رفيعا وعدوا لكل الأساليب الميكافيلية التي كان خصمه صدام يلجأ إليها. وفي مقابلته مع الدكتور "حميد عبدالله" يكشف الأستاذ وليد السامرائي, القريب من عبدالخالق والسجين معه, كيف أن السامرائي كان قد وبخ صدام حسين وعبالكريم الشيخلي حينما أظهرا أمامه إعجابهما بكتاب الأمير الذي كان يقرأنه في فترة سجنهما بعد أحداث الخامس من أيلول عام 1964, لأنهما لم يفهما من ذلك الكتاب سوى قناعتهما أن السياسة هي فن التحايل على الآخرين, في حين أن الرجل كان مؤمنا بإعادة بناء الحزب على أساس الثقة بين أعضائه ومنافسيه وحتى مع خصومه السياسيين.
ولكي نضع كل ذلك في سياقه الأهم علينا أن نفهم أن واحدا من الأهداف الأساسية التي تصدى السامرائي لتحقيقها وتعميقها هي إعادة الثقة التي كان قد فقدها الحزب في أعقاب تجربته الشباطية في الحكم والتي لم تدم سوى لتسعة شهور كان الحزب قد قضاها في نزاعات مستمرة بين قياديه وفي مطاردات دموية لخصومه الشيوعيين خاصة.
وما كان السامرائي لينجح في بناء مهمته الصعبة تلك لو أنه كان مراوغا ميكافيليا ذلك أن تلك المهمة كانت تحتاج إلى جهود إستثناية وإلى محطات تمتحن فيها أولا حسن النوايا وتختبر فيها بشكل أساسي مصداقية التوجهات ونقائها. وأتذكر أنه هو الذي كتب مؤلف (الحزب القائد) وذلك كبديل لنظرية (الحزب الواحد) بعد إستلام الحزب للسلطة من جديد في عام 1968. وفي حينها فإن النقلة من نظرية الحزب الواحد إلى نظرية الحزب القائد كانت قد أعتبرت خطوة شجاعة ورائدة على طريق التحولات الفكرية والسياسية التي كان من المفترض أن يخوضها الحزب على طريق الوصول إلى بناء جبهة ساسية وطنية كان مخططا لها أن تساهم مع البعث في قيادة نظام الحكم الجديد.
على الطرف الآخر كان صدام حسين نقيضا للسامرائي فالرجل كان إعترف بنفسه أنه لم يكن قد قرأ كتابا واحدا قبل أن يسجن في عام 1964 في أعقاب ما سمي بأحداث (خمسة تسعة) نسبة إلى التاريخ الذي كان مقررا أن تجري فيه عملية الإطاحة بنظام عبدالسلام عارف وإستعادة سلطة الحزب, في حين أن غريمه السامرائي لم يكن يُرى إلا وفي يده كتاب, وهو الذي أخذ على عاتقه بناء المكتب الثقافي للحزب وجهز مكتبته بمئات الكتب التي أشرف على شرائها بنفسه.
غير أن أهم ما يجب الوقوف أمامه بتمعن هو موقف السامرائي من (غزوة القصر) التي تم من خلالها القضاء على حكم الرئيس عبدالرحمن عارف إذ يشير الأستاذ صلاح عمر العلي العضو في قيادة الحزب وقتها أن السامرائي كان الوحيد الذي عارض ذلك الإنقلاب العسكري ودعا على العكس من ذلك إلى نبذ عقلية الإنقلابات والتوجه إلى بناء عمق جماهيري للحزب والعودة به إلى مرحلة البدايات.
وأجزم أن هذا المشهد بالذات ومن دون كل المشاهد الأخرى سيكون كفيلا بإنهاء الشكوك وإزاحة الغيوم حول علاقة السامرائي بما سمي وقتها بمؤامرة ناظم كزار, فالرجل الذي يرفض عقلية الإنقلابات ضد أعداء وخصوم حزبه ويقف لوحده في مواجهة كل أعضاء القيادة التي كان قد تلبسها هوس العودة إلى السلطة, إن رجلا مبدئيا كهذا لن يجازف مطلقا بالمشاركة في تمرد أو عمل إنتقامي يتعارض مع مبادئة وأخلاقيته, خاصة وهو يعلم جيدا ان المكانة التي كان قد حصل عليها بين صفوف الحزب بكل إمتداداته "القطرية والقومية" كانت قامت على اساس كونه رجل حزب لا رجل سلطة, وان مشاركته كزار صيغة السطو المسلح على السلطة سوف تقضي على المكانة التي إحتلها بجهاد المثقف المناضل المؤمن.
نعم كان السامرائي معارضا لميول تحالف البكر وصدام القبلية والجهوية ولم يكن يخفي تذمره من ذلك خاصة وان عملية النقد كانت متاحة, لا بل وكانت واجبة, وكان البعثيون بمختلف مستوياتهم يمارسونها بشكل يومي, ولهذا فهو لم يكن يعتبر أن الإعلان عن موقف مغاير أو حتى مضاد سوف ياكل من علاقته مع صدام لما كان بينهما من ود وإعجاب وتفاهم وتاريخ مشترك.
لكن الطرف الآخر, اي صدام لم يكن يشاركه هذه النوايا بل كان يبطن له الخصومة أو العداء وينتظر فرصة الإجهاز عليه, فَمَن هو هذا السامرائي الذي جعل نفسه رقيبا أخلاقيا على السلطة ورفع في يده اليمنى كتابه (لكي لا تأكل السلطة كوادر الحزب) ثم بدأ يعد العدة لعقد مؤتمر حزبي قيادي لمناقشة أزمة السلطة وأخطاء القيادة الحاكمة مُمًثلة براسيها البكر وصدام.
وفي حالة إختلاط الأوراق وتشابك العقد فإن أبسط الأمور هي التي تفسر أصعب القضايا إذ لو كان هناك دليلا قانونيا واحدا ضد السامرائي, ولو كان بِرِقّة شعرة, لما تردد البكر وصدام بإستعماله كدليل إدانة.
نعم لقد قام ناظم كزار بمحاولة التخلص من تحالف البكر صدام القبلي والجهوي, وقد قام أيضا بعد فشل المحاولة بطلب ان يجري التفاوض في بيت السامرائي, لكن هل كان ذلك كافيا كدليل على مشاركة السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية أم أن يكون العكس هو الصحيح تماما.
الحال ان دولة العوجة والدولة "العوجة" ما كان مقدرا لها ان تقوم إلا على جثة السامرائي وكان صدام الذي وضع خارطة الطريق لبناء دولته قد قرر التخلص تماما من الحزب القديم وعلى دفعات كان لها ان تبدأ حتما بإزاحة الراس الكبيرة.
وفي دولة كهذه بدأ الإنحدار نحو القعر بخطوة ... وأما الباقي فقد تكفل به قانون الجاذبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*القسم (5) من عبدالخالق وصدام حسين و (13) من (بعضٌ من بعضِ الذي كان).



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة إسلامات .. (6) الغزو العربي لفارس والغزو الفارسي ...
- هل تآمر السامرائي على (الحزب والثورة) ؟!! .. (4)*
- ثلاثة إسلامات .. الديني والمذهبي مقابل القومي (5)
- تصفير التاريخي
- بين عبدالخالق السامرائي وصدام حسين (3)*
- بين صدام حسين وعبدالخالق السامرائي .. (2)*
- بين عبدالخالق السامرائي وصدام حسين .. العفيف الإستثنائي*
- ثلاثة ملالي ورئيس (1)
- بعض من بعض الذي كان ..7.. نظرية المؤامرة.
- بعض من بعض الذي كان .. 6.. القراءة المرتدة
- بعض من بعض الذي كان ..5 .. عيوب في نظرية العصر الجميل
- بعض من بعض الذي كان .. 4..عبقرية نوري السعيد أم تبعيته
- قطة ليلة الدخلة .. 3 .. بعض من بعض الذي كان
- في رثاء ولدي .. سعد الصالحي , الطبيب والفنان والشاعر
- بعض من بعض الذي كان .. 2 – تدوين أم إعتراف
- بعض من بعض الذي كان .. (1) .. تدوين أم إعتراف
- بين أمريكا وإيران .. حرب أم لاحرب
- 14 تموز .. ثورة من كانت الثورة
- الدولة السمسارة
- بيننا وبين إيران والسعودية .. ثنائية الكراهية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية* ؟