|
قوى خفية تدير العالم
عبدالهادي الخلاقي
الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 15:48
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الأسئلة الصريحة والواضحة التي نطرحها اليوم هل هناك ديمقراطية حقيقية أم صورية في المجتمعات الغربية وخاصة إذا ما تحدثنا عن تنصيب القادة وقضايا أخرى كثيرة؟! من المسلمات في عالم القوى المسيطرة أن الأجندة الدولية يحددها باستمرار من يمتلك القوة، فالنخبة المسيطرة على الاقتصاد منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية هي التي تمتلك القوة والأقوياء هم من ينظمون جدول الأعمال اليومي للحياة الدولية، فما نراه من الحياة السياسية الغربية كحكومات ورؤساء ورجال دين ما هم سوى واجهات تحركها قوى خفية تدير العالم ويطلق عليها "الدولة العميقة" أو "المؤامرة" كوكالة الأمن المركزي واللوبيات في الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العميقة تعتبر نقيض للديمقراطية الليبرالية. ولعلي أعرج على صورة التقطت لثلاث فتيات مراهقات في مطلع العشرينيات من اعمارهن، الأولى انجيلا ميركل المستشارة الألمانية والثانية تريزا ماري رئيسة وزراء انجلترا وثالثتهم داليا غرايبوسكايتي رئيسة لتوانيا، قد يتسال البعض كيف لثلاث مراهقات بمحض الصدفة أن يصبحن قائدات لثلاثة انظمة أوروبية؛ اثنتان منهما اليوم يرسمان وجه السياسة الاوروبية ويؤثران بالعالم اجمع، فهل هذه صدفة أم هي أمور رُتب لها وتبقى الديمقراطية مجرد ظاهرة شكلية في الأنظمة الغربية؟! وهل يعتبر هذا دليل على وجود ايداً خفية تتحكم في سياسة العالم عبر مراكز القوى في القارتين الأمريكية والاوروبية؟! الصدفة في عالم السياسة تكاد تكون نادرة خاصة إذا ماعرفنا الامكانات القوية لعوائل ثرية تُنصب الحكام وتتحكم في سياسات الدول العظمى ولعل أكثرها نفوذاً عائلة روتشيلد اليهودية الألمانية التي تمتلك نصف العالم والتي مازالت تتحكم في سياسته وما هذه النسوة الثلاث وغيرهن من قيادات العالم الغربي إلا مجرد احجار شطرنج في لعبة كبيرة تحكم العالم، فالسيطرة على الثروات أهم من الجلوس على كرسي الحكم، والثروة هي من تنصب الحكام وصانعوا القوانين وفي نهاية المطاف يعتبر هؤلاء السياسيون مجرد أداة طيعية في أيدي آل روتشيلد الحكام الحقيقيون للعالم الغربي وكذلك العوائل الاربع الأخرى التي تتشارك معها في هذا النفوذ ومنهم عائلة بوش الأمريكية التي بثرائها ونفوذها اوصلت اثنين من أبنائها لحكم أمريكا وثالثهما من المحتمل أن يحل رئيساً مقبلاً لأمريكا بعد انتهاء فترة الرئيس ترامب، أما الديمقراطية فما هي إلا عصاً يلوحون بها على شعوب العالم الثالث، ولوكان لدى الغرب الذي يدعي الديمقراطية والإنسانية ذرة اخلاق واحدة لوقف بقوة ضد انتهاكات حقوق الإنسان وقتل الأبرياء وسفك الدماء في أماكن مختلفة من هذا العالم . عائلة روتشيلد وعلى الرغم من ثرائها الفاحش إذا تصل ثروتها الى 500 ترليون دولار، تتضاعف اموالها في الحروب حيث شكلت هذه الازمات دوراً بارزاً في زيادة ثروة هذه العائلة حيث كانت الحروب تجارة مربحة واستثماراً ناجحاً لهم مبداهم فيها «فلنشعل الحروب.. ونجني الملايين»، إذ أنهم وبمكرهم المعتاد يستغلون ظروف أي حرب بما يصب في صالحهم وحدهم فهم تجار حروب بكل ما للكلمة من معنى ولكم أن تتصوروا كم جنت هذه العائلة من ويلات الربيع العربي المشؤوم. وما زال البعض يقول خرجت الشعوب العربية للبحث عن حرية وكرامة ومستقبل مشرق، فعن أي كرامة نتحدث إذا كان العالم يدار بأيدً خفية تحرك الدمى الخبيثة التي جعلت من اوطاننا اطلالاً واشلاءً ودماراً باسم الديمقراطية والحرية والكرامة والمصطلحات التي لا تؤمن بها الأنظمة الغربية نفسها وماهي الا مجرد شعار شعبوي ومشروع بروباغندا لا أكثر، وفي الوقت نفسه تتخذ منها حجة لإخضاع وإذلال الشعوب العربية تحديداً وما قالته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها "ستمزق" قوانين حقوق الإنسان في بلادها من أجل محاربة الإرهاب، أما روسيا فتضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط، حيث وقع الرئيس الروسي على قانون يسمح بإبطال أحكام حقوق الإنسان في بلاده. كلمة للتاريخ قالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما تحدث في مؤتمر شبابي دمار الأوطان وضرب مثلاً في كيفية اعادة اعمار سوريا قائلاً: من سيدفع 300 مليار الى ترليون دولار لسوريا لإعادة اعمارها، وأعقب السيسي "الصراع في العالم اليوم من أجل الأموال والمصالح، محدش هيديك فلوس تصلح بلدك اللي أنت كسرتها وخربتها، والله ماهتسمعوا الكلام ده من أي حد في موقعي ده"، فهل نعي هذه الحقائق ونحافظ على مكتسبات أوطاننا وأمننا وكرامتنا ونبني مستقبل اجيالنا في ظل وطن نحتمي بحماه ونستظل بظله أمنين مستقرين؟!
#عبدالهادي_الخلاقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|