|
الجيش الذي لا يهدأ ابداً .
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 21:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مروان صباح / لكل أزمة يترتب عليها نوع من السجالات والسجالات المضادة وبالتالي في أزمة أرامكو الأخيرة هناك من حاول أن يوقع على إدارة الرئيس ترمب جملة ضغوط من أجل إيقاع إدارته في حيص وبيص ، يوجد البعض في الولايات المتحدة الأمريكية من يعتقد وفي مقدمتهم صحيفة واشنطن بوست بأن من الضروري احياناً وليس في كل الأوقات أن تتشابها سياسة بلادهم بسياسة السويد أو سويسرا على الأخص إذا تعلق الأمر بالمسألة العربية وعلى الأخص بمنطقة الخليج العربي ، وبالفعل حتى الآن لا أجد تفسير لهذا العداء التاريخ ، وهنا يجعلنا تذكير البعض أولاً ، بأن إدارة البيت الأبيض تنطلق في سياساتها العامة والخاصة من مصالح امريكا الاقتصادية والأمنية والعسكرية بل لم تكن قرارات الإدارات السابقة يوماً ما تصب لصالح أحد بل على الدوام صبت في صالح مصالح واشنطن لا غير وبالتالي عندما خاض البنتاغون حروبه المباشرة والغير مباشرة كان يخوضها انطلاقاً من مصالح أمنه القومي ومركزية بلاده العالمية وهنا ارغب بداية أن أترك خلفي في مقالي هذا أربعة حروب واستحضر سلسلة حروب قد سجلها التاريخ في دفاتر البنتاغون الأمريكي وايضاً سُجلت بين الشعوب التى مر من بينهم الجيش الذي لا يهدأ وبالطبع سنبتعد ايضاً عن التدخلات الخاطفة التى قام بها البنتاغون ، فمنذ الحرب الكورية عام 1950م التى قضى فيها 2:5 مليون كوري و35 الف جندي امريكي لم تتوقف ميكانيكيات الجيش الامريكي عن العمل ، كادوا الشماليون من خلال معركة ضارية استمرت أربعة اشهر تسجيل هزيمة للقوات الامريكية لكن الرئيسي تورمان استطاع بخطابه المنفرد حشد الشعب الأمريكي حلفه ليقود حرب استعادة الجنوب من الشماليين وبالتالي كلفت الشماليون الحرب ارواح بالجملة وبتفويض دولي استطاع الجيش الامريكي تقسيم كوريا إلى جهتين .
الحرب التي تلتها السادسة 1965م ، قاد البنتاغون حربه في فيتنام خسروا الفيتنامين 2 مليون انسان نتيجة الحرب ، في المقابل خسرت أمريكا ما يقارب 60 الف جندي ، هذه الحرب قد سجلها التاريخ من أعقد الحروب على الإطلاق لأن التشابك بين الأطراف المتعددة جعلها أكثر تعقيداً ، تعتبر حرب فيتنام أو تدخل البنتاغون في فيتنام بداية الحرب الباردة بين السوفيت والأمريكان ، لكن اغتيال كندي واستلام جونسون كنائب للرئيس زمام الأمور افقد غرفة العمليات الامريكية شخصية كانت قادرة على حشد الرأي العام الأمريكي خلف خططه الحربية وهذا الذي دفع البنتاغون الانسحاب من فيتنام عندما فقد الشخصية القادرة على تحشيد الجماهير على الأخص عندما استطاعت القوات الفيتنامية الشمالية بغوصتين لها إصابة مدمرتين أمريكيتين مما فاقم حالة الغضب بين الأمريكان .
لم يجد البنتاغون أيامها رجل على شاكلت كندي يخاطب غضب الأمريكيون ويُهدئ تخوفهم ويستدرجهم خلف الخندق الذي يحارب من أجل الحفاظ على الديمقراطية الذي اضطره بلع هزيمة فيتنام لكن في الحربين الأولى والثانية في العراق استطاعت العسكرية الامريكية اتمام المهمة وايضاً قبلها في أفغانستان ، بالفعل وجد البنتاغون في بوش الاب والابن القدرة على القيام بمهمة الحرب لكن الخسائر البشرية في كل من العراق وأفغانستان مازالت مجهولة وتقدر بالملايين ، بالبطع هنا الهدف الأعلى من الحرب تفكيك بنيوية الدول وهذا حصل بجدارة ، بالفعل تجاوزت هذه الدول الاستباحة إلى درجة محيت معالمها التاريخية .
جميع الحروب التى قادها البنتاغون الامريكي جاءت في سياق تحالفات ودعم غربي ، لهذا اليوم يرسم البنتاغون مخطط اصطياد إيران من خلال جملة أفخاخ متتالية ، لقد رسخ في الذهنية العالمية مسألة السلاح النووي ومن ثم تمدده في المنطقة العربية وتدخلاته في شؤون الدول ودعم الإرهاب ونشر الفوضى وبالتالي تنبه الإدارة بأن الإيراني يفعل كل هذا وهو خارج النادي النووي فكيف إذا تمكن من صنع سلاح نووي ، كل هذا يُهيئ المجتمع الدولي إلى التحرك في المستقبل ، لكن هذا الجيش الذي لا يهدأ لديه مؤشرات على تحركه ، اليوم الجيش الأمريكي موجود في المنطقة العربية بصيغة دفاعية وهذا الوجود يؤكد بأن النظام الإيراني مازال لا يشكل تهديد مباشر للأمريكان أو مازال لا يختلف كثيراً مع مخططاته لأن لو كان هناك نية أمريكية في اسقاط النظام الإيراني كانت واشنطن نقلت على الأقل ما يقارب النصف مليون جندي إلى المنطقة .
لا عيب في هذا ، يتوجب التذكير دون إبطاء ومن باب النصح ، لا بد للنظام الإيراني أن يعي مسألة ضرورية ، الخليج العربي تكمن أهميته بنفطه وإيرادات ومعادنه المتعددة وبالتالي بالنسبة لاوروبا والصين يعتبر لهما المصدر اساسي للنفط لكن بالنسبة للأمريكان تتمحور أهميته بالإضافة للإرادات الكبيرة التى يمتلكها من وراء النفط ، هناك مسألة اقتصادية عميقة ، فالاقتصاد الأمريكي يتأثر بشكل مباشر منها ، على سبيل المثال تعتبر كندا المصدر النفط الاول للولايات المتحدة وكما هو معروف السوق الامريكي مصنف بالضخم وبالتالي إرادات كندا من الأمريكان هائلة لكن الفارق بين الكنديين والخليجيون بأن ايرادات الخليج تذهب معظمها إلى السوق الامريكي لشراء إنتاجات مختلفة لهذا يعتبر الخليج ولاية من ولايات الامريكية بالقياس المادي بل يعتبر الولاية الأولى وبالتالي يدخل في حدود الخطوط الحمر بل ايضاً اهميته تصل إلى تدمير من يقترب من إيراداته ، لكن تبقى المسألة الخلافية بين جميع الأطراف تتعلق بخطوات الخليجية خارج نطاقه والذي يسعى إلى تشكيل قوة عربية وهذا ما لا يفهمه بعض سياسين أو صحفيين أمريكا ، لكن السؤال الذي يدور في ذهن الخليجين لماذا لم تتعامل واشنطن مع النظام بحزم أكبر وبشكل أسرع ، الإيراني مازال يجلس على طاولة المفاوضات لم يترك موقعه بل استطاع الإيراني تدمير اربع دول عربية حتى الآن العراق وسوريا واليمن ولبنان وخلق قسمة سياسية عميقة في المجتمع العربي وأخرى بين المذهب السني المتمثلة بين العرب والأتراك وهذا الفعل بالأصل كانت رغبة الإدارات السابقة الأمريكية ولو لا توجد الرغبة لديهم ما كان ذلك ليحصل ، إذاً يبقى السؤال ماذا تريد واشنطن بالتحديد من النظام الإيراني ، بالطبع إذا كان النظام وحسب التجارب لا يجرؤ وليس لديه الجدية في مقاتلة اسرائيل إذاً لم يتبقى سوى دراسة الوقائع وبالتالي ما هو واقع على الأرض تجعل المهمة الكبرى تقع على عاتق الخليج العربي في تأمين الدول كالدولة المصرية التى تعتبر محورية في أفريقيا والأردن المتبقي في بلاد الشام وايضا من مهمته دفع الجزائر لتولي المهمة في شمال أفريقيا تماماً كما السعودية والإمارات تولوها في اليمن ومصر والسودان ودول أخرى .والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما لا يمكن السماح به / حسابات إيران الخاطئة ...
-
إسعّيد التونسي في ثلاثة شخص
-
إسعّيد التونسي في ثلاثة شخصيات ...
-
النظام الإيراني يعتمد القصف المجهول على غرار القصف الاسرائيل
...
-
تُقتل الناس باسم الحسين والحسين يعاد قتله في كل مرة يِقتل أش
...
-
إلى الرئيس الفلسطيني ابومازن / مخرج آمن يعيد التوازن على الأ
...
-
في ذكرى عاشوراء وجب التذكير ...
-
نصيحتي للرئيس ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكي ..
-
رصاصة منك ورصاصة مني / بهاذتان الرصاصتان حزب الله يقود حروبه
-
أبعاد ضم المستوطنات إلى سيادة دولة إسرائيل ..
-
إعادة بناء اليمن واليمينيون ، المهمة العربية أولى للسعودية .
...
-
إلى إدارة قناة العربية والحدث .
-
الملك عبدالله يحدد توقيت معلن لإنجاز الحكومي ...
-
قوساً أوسع من قوس نصرالله ...
-
الملكة دينا صديقة طفولتي وداعاً يا من كانت الصبحية لا تحلو إ
...
-
اشكالية انتصار حرب تموز ...
-
حرب استنزاف تمهد للحرب القادمة ...
-
منع فتح الأبواب في السودان ضرورة قسوة لأنها مشابة لأبواب الي
...
-
إدارة الحرمان في ذروة الفرح ...
-
العبودية المجتذرة ...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|