وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 15:08
المحور:
سيرة ذاتية
وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/24
(لِأجْلِهُمْ كانتِ الثّوْرَةُ)..
(1)
رَغْمَ أنّي سوفَ أحْكي
لَكِنّ روحي لَمْ تَكُنْ
غَيْرَ بِساطٍ.. بَسَطوهُ
قالوا لِلْعَامّةِ: هَيّا اجْلُسُوا
أعْطوهمُ الْقهْوَةَ في أكْؤسِها
ثُمّ قالوا.. وَقالوا
(2)
كَانَ جبريلُ يهُزّ الرّيحَ
أرْضُ اللهِ.. أرْضُ اللهِ
أرْضُ اللهِ مَاتَتْ..
أيَّ أرْضٍ تقْصُدونَ!
(3)
رَغْمَ أنّي سوفَ أحْكي
لَكِنّ ميلاديَ كَابْنِ الْعَدْلِ
حَيّاً.. سَحَقوهُ
وَضَعُوا الأْغلالَ في عُنُقِهِ
في كِلْتي يديه
بَصقوا في وَجْهِهِ عِشرينَ مَرّةً
حَشَروا الرّشّاشَ ناراً وَرَموهُ
صَنَعُوا مَنْ لَحْمِهِ خُبْزَ الْيَتامى
وَضَعُوا قَلْبَهُ في فَوْهَةِ مِدْفَعٍ
رَسَمُوا مِنْ دَمْعِهِ كُلَّ الْخَرائطِ وَالْحُدودِ
أشْرَقَتِ الشّمْسُ عَلى جَبْهَتِهِ
حَطّمُوها
وَضعُوها فوقَ خيْطٍ.. وَرَمُوها
كُلُّ مَا فيهِ غَدا تُرْبَاً.. رُغَاماً.. نَثَروهُ
إنّمَا دَمُهُ لَمْ يَفْتَأْ يُغَنّي وَيُغَنّي
كَافِراً بالقيْدِ
حُرّاً
فوقَ هَمَاتِ التّمَنّي
صَارَ لا شَيْءَ وَلَكِنْ
دَمُهُ ظَلّ يُغَنّي
أمّتي!
(4)
مثلَ روما
مثلَ يافا
مثل قلبي
مثلَ أرْضي.. تحْترقُ
مثلَ طفلٍ شَرّدَتْهُ الطّائِراتُ
وَجنينٍ خَنَقُوا فيهِ الْحَيَاةَ
لَمْ يَكَدْ يحْظى بِقُبْلَةٍ
نَظْرَةٍ
نَفْحَةٍ مِنْ بَيْدَرٍ
هَكَذا كَانَتِ الْمَأسَاةُ تُولَدُ
ألْفُ طِفْلٍ كانَ يُولَدُ
وَملايينٌ يَمُوتونَ.. وَلَكِنْ
لِمَاذا؟
(5)
لِمَاذا لَمْ تُفَكّروا
لِمَاذا يُسْحَقُ الأطْفالُ والشّيوخُ وَالنّساءُ
كيفَ يَغوصُ (السّونكي) في حَلْقِ شَهيدٍ مَاتَ
آهٍ .. لَوْ تُوقِظُ
ضَرَبَاتُ الرّأسِ في جِدَارٍ أمْلَسٍ
(الْوَعْيَ وَالشّعُورَ)؟
(6)
الْحُزْنُ وَالدّمُوعُ وَالأمْطارُ وَالْهَواءُ
أطْفالُنا.. آباؤنا.. نِساؤنا.. إخْوَانُنا
في البيدِ هَائِمُونَ
في الْهَمِّ غَارِقونَ
لِمَاذا هَكَذا نَعيشُ؟
لِأجْلِ مَنْ نَعيشُ هَكَذا؟
(7)
لِأجْلِهُمْ كَانَتِ الثّوْرَةُ!
(21 نوفمبر 1974م)
بعقوبا
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟