|
أفكار حول سياسة النقل في العراق
رعد موسى الجبوري
(Raad Moosa Al Jebouri)
الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 00:03
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يعتبر قطاع النقل من القطاعات المهمة في الاقتصاد، بل يذهب الكثيرون ليقولوا انه الاساس وركيزة الاقتصاد. يتناول ماركس طبيعة واهمية نقل البضائع ودوره في دورة رأس المال في المجلد الثاني من كتابه رأس المال. وبدأ الاتحاد السوفياتي بقيادة لينين بتطوير وبناء البنى الارتكازية للنقل لتسريع عملية تمركز الاقتصاد. وكذلك الاقتصاد الرأسمالي لم يمكنه التطور بدون تكنلوجيات ووسائل النقل، واشار لينين الى دور السكك الحديدية في كتابه " الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية". قطاع النقل في العراق يعاني من الاهمال والتردي الشديد، وهذا يشمل كل مجالات النقل: البري، والمائي، والجوي. فحالة الطرق من سيء الى اسؤ، وتعاني خطوط السكك الحديدية من الاهمال بل الكثير منها مهدد بالاغلاق وكذلك المطارات وخطوط النقل الجوي. وعلى مدى التاريخ كان العراق محط انظار العالم لامتلاكه الموقع المناسب كرابط لنقل البضائع والتبادل التجاري بين الامم والقارات. ويقال ان اسم مدينة الموصل جاء لدورها وموقعها في الوصل بين البلدان الاسيوية والاوربية. ان االتسارع بانتقال مراكز الاقتصاد العالمي الى دول جنوب اسيا يزيد من اهمية وجود خطوط نقل فعالة بين اسيا واوربا. لذلك تخطط الصين مع باكستان لربط ميناء جوادر الباكستاني المطل على بحر العرب والخليج العربي. وهنا يمكن ان يكون العراق بديل اكثر جاذبية من قناة السويس. الفرق بين المرفأ والميناء عند الحديث عن النقل البحري يجب معرفة الفرق بين المرفأ والميناء. فالمرفأ هو المكان الذي يقع فيه الميناء والمرفأ مرتبط بشكل عام بالتضاريس والظروف الجغرافية الطبيعية . اما الميناء فهو المنشأ الذي تبدأ منه أو تنتهي اليه حركة السفينة. والميناء يرتبط ارتباطا وثيقا بشكل المرفاء واحواله. فالميناء هو الابنية والمنشأة لجعل المرفا صالحا للاستخدام. وتتلخص احتياجات الميناء في الاور التالية: 1- مياه عميقة: وهذه ترتبط بشكل اساسي باحوال المرفأ 2- الأمان: وهذا يرتبط باحوال المرفأ ايضا 3- توفير قناة ملاحية 4- توفر وسهولة التموين، مثل المياه العذبة الخ 5- الارصفة والروافع 6- المواصلات الجيدة: قنوات مائية، طرق سكك حديد. 7- ادارة جيدة 8- امكانية الخزن 9- الارصفة او الاحواض الجافة لتقديم اعمال الصيانة واصلاح السفن. قناة السويس: ان قناة السويس لها سعة استيعابية محدودة تبلغ اليوم 49 سفينة باليوم، وحتى بعد التوسعة الجديدة للقناة لم تتجاوز سعة القناة 97 سفينة يوميا، كما ان البضاعة القادمة من الصين لتصل شمال اوربا تحتاج الى 48 يوما لتصل. بعد ان خطط المهندسون الالمان لمد سكة حديدية تمتد على طول الف وستمائة كيلومتر تربط اسطنبول ببغداد ومنها الى الكويت، مايعني ربط منطقة الخليج والشرق الاوسط والهند درة التاج البريطاني بوسط وشمال اوربا. وازعج هذا لمخطط الانكليز. وتم حفر قناة السويس للاضرار بالعراق ( الدولة العثمانية حينها) فنقل البضاعة من شمال اوربا الى الهند كان سيستغرق 7 ايام عبرخط سكة حديد برلين بغداد. اذ اعتبر البريطانيون ان هذا المشروع يشكل تهديدا لمصالحهم وسيطرتهم على الهند، فقاموا بحفر الجزء الفاصل بين البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر. البديل خلال العراق: يمكن للعراق ان يوفر بديلا تنافسيا لقناة السويس ويربط اسيا بوسط وشمال اوربا، وذلك من خلال استخدام خطوط السكك الحديدية وحتى يمكن التفكير باستخدام الملاحة المائية في نهر دجلة. مشكلة العراق انه لايملك مرافئ مناسبة، فالغاطس المائي لايكفي لاستقبال السفن الكبيرة الضخمة، مع ذلك قام العراق ببناء موانئ عديدة: ميناء المعقل وهو ميناء نهري دخل الخدمة عام 1914، وميناء أم قصر الذي بدأ الخدمة عام 1930، وميناء خور الزبير بدأ العمل عام 1976، وميناء ابو فلوس وهو ميناء نهري دخل الخدمة عام 1976، وباشرت وزارة النقل العراقية بتشييد ميناء الفاو الكبير عام 2010 ولكن التنفيذ متعثر. يذكر الاستاذ مجيد السامرائي في كتابه :الجغرافية وافاق التنمية المستدامة "ان كافة الموانئ العراقية ...ذات امكانية محدودة لاستقبال السفن". والسبب يعود الى ضحالة الغاطس والى محدودية الجبهة. ولكن الكويت لازالت تملك مرافئ ذات اعماق كافية لاستقبال السفن العملاقة. فمن المفيد للعراق وللكويت التعاون لتنفيذ هذا المشروع. والذي سيجلب الواردات الكبيرة للعراق نتيجة استخدام اراضيه وتشغيل مؤسسات النقل البري والسكك الحديدية وبذلك خلق فرص عمل كبيرة. مستلزمات القيام بالمشروع: تبنى العراق بعد 2003 النظام الاتحادي لذا يجب تنظيم العلاقة بين المركز والاقاليم والمحافظات التي ستمر بها خطوط السكك الحديدية والنقل البري وكيفية تقاسم الموارد بين المركز والمحافظات او الاقاليم. وجود مفاوض قوي ونزيه مع الجانب الكويتي، فأثبتت التجربة ان الحكومات الموجودة حاليا في العراق ليست بالكفاءة والقدرة على المحافظة على حقوق الشعب العراقي. الاستثمار في البنية التحتية للنقل البري وللسكك الحديدية وتطوير الشبكة وليس اهمالها كما يحدث اليوم.
#رعد_موسى_الجبوري (هاشتاغ)
Raad_Moosa_Al_Jebouri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضرورة توفر بيئة قانونية لحل مشكلة السكن في العراق
-
اسئلة حول خرق السيادة الوطنية
-
كلارا زيتكن والحركة النسائية الاشتراكية الدولية
-
14 تموز 1958 ثورة وطنية اجتماعية وليست طائفية
-
ماذا تعني الأزمة القطرية لأسواق النفط والغاز
-
حول استفتاء الشعب الكردي في اقليم كردستان العراق
-
ثورة 14 تموز محاولة لبناء دولة وطنية مستقلة وعراق حر متقدم
-
ازمة العراق خدعة التكنوقراطية وقتل الديموقراطية
-
دروس من تظاهرات 31 تموز 2015
-
التنمية المستدامة في العراق الجانب البيئي
-
التنمية المستدامة و بناء العراق
-
هموم مسودة قانون المساءلة والعدالة
المزيد.....
-
وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد
...
-
الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال
...
-
العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال
...
-
تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
-
لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
-
أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
-
قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب
...
-
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ
...
-
مصر.. ارتفاع أرصدة الذهب بالبنك المركزي
-
مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|