أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - السياسة وحماية الدين والمذهب















المزيد.....

السياسة وحماية الدين والمذهب


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الخلاف بين المذاهب الاسلامية دوما خلافا في اتباع منهج اسلامي فقهي على اختلاف الفقهاء في النظر الى المسائل الخاصة بالمواريث وبعض المعاملات. وطقوس العبادة في شكلها، وليس في جوهرها او قيمها الاخلاقية. ولم يكن هناك اي صراع بين السنة والشيعة على مستوى الافراد او التعايش بينهما او الزواج والمصاهرة والتعامل التجاري او المدني

ولكن الاختلاف بينهما دخل في طور النزاع او الصراع في السياسة فقط. واذا رجعنا الى كل تاريخ النزاع، نجده منذ البداية كان سياسيا. ولاعلاقة للافراد المدنيين فيه الا من خلال التحشيد. فكل من يحاول الحصول على السلطة والجاه والثروة يلتجئ الى انصار ومقاتلين لمساعدته في تحقيق هذا الهدف، وليس هناك افضل من الدين والمذهب وسيلة للوصول الى هذه الاهداف. وقد اتخذ السياسيون في كل مكان، وعبر كل الازمان الدين والمذهب وسيلة للحصول على النفوذ والسلطة والثروة

واذا نظرنا الى النزاع بين الدولتين العثمانية والفارسية مثلا نجده صراع على النفوذ والتوسع. وكان العراق دائما ساحة للصراع بينهما بالكر والفر لمرات عديدة

وهكذا نجد حتى الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 قد استخدم سلاح التفرقة الطائفية للتسيد في العراق. ويقول الصحافي الامريكي سيمور هيرش في مجلة نيويوركر. شباط 2007 ان الحرب الطائفية ستكون حجر الاساس لامريكا في المنطقة

ولو كانت الولايات المتحدة الامريكية حريصة فعلا على حماية طائفة دون اخرى لما سمحت بقمع الانتفاضة الشعبانيةعام 1991
وكذلك نجد التدخلات التركية والايرانية والسعودية والقطرية والاماراتية في العراق وسوريا ترفع شعارات حماية الطائفة و الدين . وكيف فعلت الدعايات والشعارات الدينية والطائفية في تدمير مدن سورية وعراقية وتهجير سكانها. وجئ بالمقاتلين والمتطوعين من كل حدب وصوب للجهاد باسم الحفاظ على الدين والطائفة. وهم يقاتلون اخوانهم في الوطن وبالدين ايضا . والاعداء جاثمين على اراضيهم يتمتعون بخيراتها
وكانت اسرائيل تساند بعض المتحاربين في سوريا ليس حبا بهم وانما لادامة زخم التفرقة والاقتتال بين الاخوة، وهناك من يدفع
المبالغ الطائلة لهذا الغرض ايضا
فاصبح كل مواطن يحمل السلاح تجاه اخيه في الوطن والانسانية باسم الدين والطائفة
وفي العراق صار حمل السلاح مهنة لمن لامهنة له. ويكاد يكون
مصدر الرزق الوحيد، بعد ان اغلقت كل سبل العيش الكريم

والحكومة باحزابها التي استغلت شعار المظلومية للوصول الى السلطة هل قضت على المظلومية بتوفير السكن والكهرباء والماء
والصحة والتعليم والطرق وغيرها من الخدمات اللازمة لكرامة الانسان . وهل سعت لمساعدة المظلومين. ام ازدادوا ظلما وفقرا وجهلا

والذين يدعون التهميش هل حققوا العدالة بتوزيع الثروة بين المواطنين في مناطقهم بغض النظر عن الانتماء العشائري والمذهبي ، ام استغلوا هذا الشعار للثراء والنهب، حتى من اهلهم المهجرين والنازحين

انهم يختلفون في الفضائيات والخطب في المساجد ودور العبادة وفي الفيس بوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، ويؤلفون الاشعار ويصنعون الفديوهات المزورة والفوتوشوب لتعميق الخلافات بين المواطنين. ولكنهم في السلطة متفقين على النهب والسلب وتبديد الثروة على اقربائهم واحبائهم
ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتخريب التعليم وهدم المدارس لنشر الامية والتجهيل بين عامة الشعب لتسهيل انقيادهم وراء الخرافات والتاريخ المزور، فذهب الناس الى السحر والشعوذة بدل التمسك بالقيم الدينية السامية التي تجمع ولاتفرق توحد ولاتبدد

والادهى من ذلك والامر خلق مايسمى بدولة الخرافة الاسلامية في دهاليز واروقة المخابرات الدولية والاقليمية لخلط الاوراق وتشويه الدين. وجاءوا ايضا تحت لافتة حماية المذهب فعاثوا في الارض فسادا ولم يسلم منهم كائن من كان لا مسيحي ولاايزيدي ولا سني ولا شيعي. وظلم العرب والكرد والتركمان. وتم تدمير تراث الحضارة العربية الاسلامية في المناطق التي احتلوها. ثم هدمت المدن على رؤوس ساكنيها عند التحرير

هذا في المدن المحتلة من التنظيم الارهابي. اما مدن الوسط والجنوب وبغداد فقد تكفلت العصابات والسلاح المنفلت بتخريبها، اضافة الى الفساد وانعدام الامن والخدمات. حتى اصبحت من اسوء المدن في العالم
فاي مذهب هذا الذي يتحيزون له. وكل من يشارك في مايسمى بالعملية السياسية يسير في نفس النهج التخريبي لوطن كان يجمع العراقيين كلهم بكرامة

واستمر التخريب المادي والاخلاقي حتى اذا ما هدأت الامور قليلا بعد تمزيق اشلاء سوريا وتخريب العراق وكل مدينة فيه، جاء دور اسرائيل لتستغل مهزلة الصراع السياسي باسم الدين والمذهب لتفرض شروطها واوامرها على الجميع . . هذا يجب ان يخرج من هذه الارض، وذاك يبعد الصواريخ القريبة من الحدود. وتم قصف مواقع دون رد جدي او حازم . والاكثر من هذا وذاك تطاول رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو ورفع شعار ضم غور الاردن بعد فوزه بالانتخابات . فاين حماية الدين والمذهب من هذا العدو. لقد خربوا بيوتهم بايديهم ومازالوا يفعلون، وتركوا العدو يفعل مايشاء. ولسان حاله يقول، خلا لك الجو فبيضي واصفري

اذا اردتم الخلاص من هذه المهزلة والتيه في حلقة مفرغة لانهاية لها . فعليكم بقطع السياسة عن المذهب. تحدثوا بالسياسة وبمصالحكم الانسانية. ولا عليكم بمذاهب الناس فلكل مذهبه الذي يعتنقه كما كنتم كذلك على مر الزمان. ولا يخدعنكم احدا بالقتال لمصلحته ومصلحة دول اقليمية لتوسيع نفوذها والاستحواذ على الوطن وخيراته . وهم بعيدون كل البعد عن الدين و المذهب، وماهي الا شعارات رخيصة لتحقيق مآرب توسعية وانانية. وها نحن منذ ستة عشر عاما نحارب بعضنا بعضا ولم نحصل سوى التدمير والقتل والعوق والفقر وغضب الله. ومن حولنا الارامل والايتام والمهجرين من كل الاديان والطوائف يسكنون خيام وترعاهم الامم المتحدة ونفطنا مسروق ومعاملنا معطلة ومدارسنا مهدمة وبيئتنا ملوثة
اي مذهب هذا الذي يدافعون عنه ونصف العراقيين تحت خط الفقر. واطفالنا الصغار جالسين على الارض في مدارس العراء

مرة اخرى اقول لكم ابعدوا السياسة عن المذاهب لتنعموا بالسلام والامان. وليكن كل له دينه ومذهبه. والوطن للجميع. فالوطن دارنا وكرامتنا ومستقبل اولادنا وتطورنا، لنعيش كما الامم والشعوب المتمدنة بدل الخوض في صراعات وهمية ما انزل الله بها من سلطان



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميليشيا الفساد تطال صاحبة الجلالة
- الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة
- الفرز بين الوطني واللاوطني
- العراق ومخاطر الحرب بالانابة
- شيوع خيانة الامانة في المجتمع
- مسلسل الربيع العربي ومابعده
- بدل من ان تلعن الظلام اوقد شمعة
- التوتر الامريكي الايراني والحرب الشاملة
- 14تموز 1958 من كان خلف الكواليس
- تحديات اندماج المهاجرين في اوروبا
- نشر الخوف في المجتمع
- عادل عبد المهدي والنأي بالنفس
- ذكرى سقوط الموصل . . وحافة الهاوية
- روح التسامح بين التعددية والتعصب
- تراجع الدراما العراقية في مسلسل العرضحالجي
- من يبكي على وطن ضاع في زحمة الطامعين ؟
- من المستفيد من الحرب
- كانت حياتنا مفعمة بالامل
- النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق
- حكومة عبد المهدي لا انفراج في الافق


المزيد.....




- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسيك وموسكو تعلن التصدي لها
- واقعة مثيرة للجدل داخل مستشفى في مصر.. ومسؤول يعلق
- زاخاروفا: الهجوم على محطة زابوروجيه عمل إرهابي كشف خطورة نظا ...
- حماس: موافقة واشنطن على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل تؤكد أنها ...
- خبير عسكري أوكراني يحذر من سقوط مدينة هامة بيد الجيش الروسي ...
- مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على الضفة
- احتجاز مواطن أمريكي في موسكو لاعتدائه على شرطي
- إيلون ماسك يصف -الغارديان- بأنها -قمامة- وسائل الإعلام
- الجيش الإسرائيلي يعلق على مقتل التوأم في غزة
- مغامرة نظام كييف في كورسك بدأت فعليا في التحول إلى كارثة محق ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - السياسة وحماية الدين والمذهب