حسن رجب
الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 04:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يستغرب البعض من العراقيين الطيبين المحبين لحكومتهم وأختيها الشرعيتين في السلطة (التشريعية والقضائية) ، من سماع خبر نجاة أعضاء الوفد المرافق لرئيس الحكومة عادل عبدالمهدي إلى الصين والبالغ عددهم (ستة وخمسين)، (ولا ندري لماذا لا يفارق هذا الرقم العمل السياسي في العراق) من الحادثة التي كادت أن تودي بحياة أعضائه (الحجاج) ، مساء الحادي والعشرين من أيلول سنة ألفين وتسعة عشر .
فهؤلاء العراقيون الطيبون يظنون أن الكرامات التي يتمتع بها وفد حكومتهم الذي وطأ أرض الصين (الكافرة) "أكبر" من أن تهزها هبة ريح "متآمرة" ، تمنعهم من استنشاق القليل من الهواء الطلق العليل الذي كان من المؤمل أن يسارع في الدخول إلى صدورهم المثخنة بجراح البعض الآخر من العراقيين (الجاحدين) أثناء توجههم للذهاب ب"رحلة سياحية" إلى جسر هايوان_أطول جسر صيني عائم في العالم !
بعد عقدهم عدد من الإجتماعات وتوقيع العشرات من الإتفاقات التي ستحول العراق إلى بلد أجمل من دُبي عاصمة الإمارات "الزرق ورق" مثلما وصفها يوما ما أمين بغداد الهارب المطلوب للقضاء #نعيم_عبعوب ، وهذه المرة بجدية حقيقية حيث لا مجال للمزح أو التجربة وربما أيضاً للفشل مثلما حصل مع المئات من الزيارات لأعضاء ورؤساء الحكومات السابقات التي وصفت في أزمانها ب"المهمة" ! ليكتشف بعدها العراقيون الطيبون هؤلاء الذين إحتفلوا بسلامة الوفد بأنهم مخطئون بفهم المعنى الحقيقي لكلمة "مهمة" والتي تعني في قاموس السياسيين العراقيين "الإحتيالية" ، مثل صفقة الأسلحة الروسية في حكومة نوري المالكي (المتهم بالمسؤولية على سقوط الموصل) وغيرها من الصفقات والملفات التي إلى لحظة كتابة هذا الكلام ، لا حساب لها ولا كتاب من سلطة القضاء الذي أثبت براعته في تطبيق القانون على فقراء الشعب ومستضعفيهم من دون أن يجرؤ على مساءلة من أوصلهم إلى هذا البؤس الذي يعيشون فيه منذ تولي زعماء وأعضاء هذا الوفد وسابقيه أمور السلطة والحكم في العراق .
وألف سلامة يا وفد
#حسن_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟