وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 15:15
المحور:
سيرة ذاتية
(من أين يأتي الحبّ)..
(1)
مِنْ أيْنَ يَأتي الْحُبّ
ذَلِكَ الْيُنْبوعُ نُحْوَ ا لْقَلْبِ
هَلْ يَا تُرَى مِنْ حُجْرَةٍ
تُحيطُ بي أرْبَعَةُ جُدْرَانٍ
بَابٌ وَشُبّاكانِ
مِنْ أيْنَ..
(2)
هَلْ تَشْطُرُ السّكّينُ
فُؤادِيَ الْمَسْكينَ
نِصْفَيْنِ..
نِصْفاً لِمَا مَضى
نِصْفاً لِمَا يَجيءُ
بَعْدَ حِينٍ..
(3)
مَا زِلْتُ جَائِعَاً
جُوعٌ يَهُزّ الْقَلْبَ
مَصّاصَةٌ في الْفَمِ
أمْتَصّهَا.. أجُوعُ
لَا الْمِئْزَرُ الصّوفيّ.. لَا الْحَليبُ
يَسُدّ جُوعَ الْقَلْبِ
فَيَقْطُرُ الْفُؤادُ بِالنّحيبِ
هَلْ تسْألينَ قَلْبِيَ الصّمُوتَ
عَنْ جُوعِهِ..
عَنْ صَمْتِهِ الصّخِيبِ
الجّوعُ يَا أمّاهُ
جُوعُ الْقَلْبِ .. لَا الشّفاهِ.
(4)
يَهُزّني.. يَهِدّني
يَجْعَلُني أضيعُ
لَا تَنْفَعُ مَصّاصَةٌ لِلْقَلْبِ
بَلْ تَنْفَعُ رِصَاصَةٌ لِلْقَلْبِ
لَا تَنْفَعُ تفّاحَةٌ أوْ نِصْفُ بِرْتقالَةٍ
بَلْ تَنْفَعُ الْقَنَابِلُ.. الْمَجَازِرُ...
(5)
مَا زِلْتُ جَائِعَاً
مَا زَالَ جُوعيَ الْكئيبُ
سَاخِناً وَوَاسِعاً
لَا تَسْألُيني
لِمْ مَا عُدْتُ وَادِعَاً
فَكيْفَ بِالسّكوتِ
نُعَالِجُ جِرَاحَ مَنْ يَمُوتُ.
(6)
جُوعٌ يَهُزّ الْقَلْبَ كَالطّاغُوتِ
يَنْقَذِفُ مِنْ عَرْشِهِ النّحيبُ
وَيَصْرُخُ.. وَيَصْرُخُ
مِنْ أينَ يَأتي الْحُبّ.
(7)
مِنْ شَارِعٍ يَضيقُ فيهِ الْقَلْبُ
مِنْ حُجْرَةٍ بِحَجْمِ بِرْتقالَةٍ
تَضيعُ فَوْقَ الدّرْبِ
أحِسّ بِالْضَياعِ
فَهَاتِ صَدْرِكِ الْحَبيبَ!
(19 يونيو 1978م)
بغداد الجديدة
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟