أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - الحكومة العالمية والسلاح الصامت















المزيد.....



الحكومة العالمية والسلاح الصامت


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الحرب العالمية الثانية أخذ علماء الاجتماع، والاقتصاد، والسياسة يعكفون على دراسة التحديات التي تواجه البشرية، ويبحثون عن سبل مواجهتها، وإيجاد الحلول لها... وكان ارتفاع معدل الولادات على رأس هذه التحديات... وجرى التكهن بأنّه في عام 2000 أو بعده بقليل ستصاب الحضارة بالضربة القاضية، ومن الممكن ـ القضاء على الجنس البشري. ولمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البشرية، ولحماية مصالح النخبة والمليار الذهبي في البلدان الغنية، التي هزّتها الآثار الناجمة عن ذلك، جرى تركيز السلطة على النطاق العالمي في يد حلف يسمى مجموعة بيلدربيرغ. وأخذت هذه السلطة تعمل لتحقيق توصيات ونهج المالتوسيين الجدد، باستخدام وسائل مختلفة من بينها ما أخذ يعرف بالسلاح الصامت.
من أوائل الذين تحدثوا عن السلاح الصامت ويليم كوبر الذي شغل منصباً مرموقاً في المخابرات البحرية للولايات المتحدة الأمريكية، وحاز على صلاحيات الوصول والتعرف على العديد من الوثائق السرية. وقدم وثائق لا تدع أي مجال للشك في حقيقة أن ـ حرباً تجري، حرباً صامتة دون ضجيج، في التي يتحول الإنسان العادي إلى عبد بائس عديم الإرادة، وستبقى روحه وجسده تحت السيطرة التامة "للأخوة" الماسونيين في الحكومة العالمية، والتي أخذت منذ الآن تفرض إرادتها على الكرة الأرضية جمعاء. يفضح ف. كوبر في الفصل الثاني من كتابه بالتفصيل الآليات التي بمساعدتها يجري استعباد الوعي الإنساني، وتصاغ بسيكولوجيا الحشود، ويجري القضاء على ملايين الناس. يكتب ف. كوبر بالتحديد:
"لقد قرأت في وثائق سرية للغاية، أن "الأسلحة الصامتة في الحروب الهادئة" ـ هي مذهب أقرته اللجنة السياسية في مجموعة بيلدربيرغ، خلال الجلسة الأولى المشهورة التي عقدت في عام 1954.
تم الكشف عن الوثائق السرية المتعلقة بهذا الموضوع، والمؤرخة في أيار (مايو) 1979، في عام 1986، في آلة النسخ IBM، التي خصصت للبيع كأحد التجهيزات والمعدات الزائدة.(1)
هكذا نظم القائمون على الحكم، منذ أواسط القرن العشرين في الدول الغربية، اتحاداً فورياً، واعتمدوا القرارات الملائمة، التي يتم تطبيقها عبر الدعاية، وتوجيه سلوك الناس، وغيرها من أشكال التحكم بالجماهير.
جرى الإقرار بأنّ الحل الفوري لهذه المشاكل يكمن في العمل الحثيث والفعال بعدة اتجاهات، أهمها: أولاً ـ التقليل من الولادات، وثانياً ـ زيادة الوفيات، وثالثاً ـ التحكم بسلوك ونشاط الناس والمجتمعات...
تم البدء بتطبيق عدة برامج للحد والتقليل من الولادات. اعتمد البرنامج الأول تطوير الطرق الإيجابية للتحكم بالولادات، أي، ميكانيكياً (الواقي الذكري، واللولب)، كيميائية (مواد طبية) وطبية (ربط الرحم، وعمليات الإجهاض). تم تحضير وإدخال كل هذه الوسائل في الاستخدام. وبدأت عمليات دعم اللواطيين وظهرت الحركات الداعمة لهم... كما أعطيت بعض الأوامر السرية للغاية إلى الدكتور أوريلو بيتسي من نادي روما لإيجاد ميكروب يزيد من عدد الوفيات. لقد طمأنهم بأنّ الطاعون المرتقب سيكون فعالاً، مثل الموت الأسود المعروف في التاريخ. تلخص أمر التكليف الرئيسي في إيجاد الفيروس، الذي يؤثر على جهاز المناعة والذي لا يمكن إيجاد أي لقاح مضاد له، كما أعطيت أوامر مستقلة محددة أخرى، لإيجاد طرق الوقاية والعلاج. يجب أن يستخدم الميكروب ضد الناس، ويتم إدخاله عن طريق الحقن. الوقاية والعلاج يخصص للنخبة. يتم اعتماد قرار المعالجة بناء على قرار، يتخذ بعد موت كمية كافية من الناس. ويفترض أن يتم الإعلان عن العلاج كاكتشاف علمي، على الرغم من أنّه موجود منذ البداية. كانت تلك خطة ـ العالم عام 2000. بقيت سبل الوقاية والعلاج سرية.
وأعطي الأمر من قبل اللجنة السياسية التابعة لمجموعة بيدربتر الموجودة في سويسرا. وصدرت أوامر لاعتماد والقيام بإجراءات أخرى. أحد الإجراءات المذكورة، والتي يمكنك التأكد منها ببساطة، هي سياسة هنري كسنجر لتقليص عدد السكان، والتي اتبعت من قبل الإدارة الحكومية. تلزم هذه السياسة شعوب العالم الثالث باعتماد إجراءات فعالة لتقليص عدد السكان، والحفاظ على تعداد السكان تحت السيطرة، وإلاّ فإنها لن تحصل على المعونات من الولايات المتحدة. إذا رفضت شعوب العالم الثالث ـ فكقاعدة تنشب الحروب الأهلية، ويجري تدريب المنتفضين ويحصلون على التسليح ويمولون من قبل إدارة المخابرات المركزية. لهذا السبب قتل من السكان المدنيين (خاصة من النساء الشابات) أكثر بكثير مما قتل من المسلحين في السلفادور، ونيكاراغوا وأماكن أخرى.
ولتحقيق التوجه الثالث لمعالجة المشاكل التي تواجه البشرية، من وجهة نظر النخبة في البلدان الغربية الغنية، أو ما يسمى بالحكومة العالمية، تم اعتماد منهج "القسر الاقتصادي" ليتحول إلى سلطة تأخذ طابع التوجيه الجماعي. فتتم برمجة سلوك ورغبات، بل أهداف الناس، عن طريق إقامة نماذج محددة من العلاقات الاقتصادية ـ الاجتماعية التي تبدو بل تدعي إنّها ليبرالية وحرة... وما هي إلاّ شكل من أشكال القمع والإكراه الأكثر دماثة ومرونة... فتزداد محدودية وضيق مجال حرية الاختيار أمام الأفراد... ويترافق ذلك مع مهمة القضاء على الجذور الروحية للشعوب وتغذية الروح الفردية بشكل واسع ومستمر مترافقة مع الدعاية الدؤوب والمكثفة للثقافة الخاصة التي تسهل نشاط الاحتكارات... وتجري عملية طمس مقصودة لكثير من القيم والمفاهيم من الوعي الاجتماعي، وخلق أخرى مكانها يريدها المصمم مالك رأس المال الأقوى، الذي يسعر العداوات وينشر الرعب والرذيلة... وتستخدم الاحتكارات الرأسمالية وسلطتها العالمية لتحقيق هذه الأهداف سلاحاً جديداً يعرف بالسلاح الصامت.

تتطلب معالجة المشاكل الحالية مقاربة تمتاز،من وجهة نظر النخبة في الدول الغنية، بصرامة لا تعرف الشفقة، لا تأخذ بعين الاعتبار أية قيم دينية، أو أخلاقية أو ثقافية.
مقدمة تاريخية
تتطلب تقنية قيادة المجتمع (التحكم الآلي بسلوك المجتمع) وجود علاقات متبادلة لكميات هائلة من المعلومات الاقتصادية المتغيرة باستمرار، لهذا السبب لوحظ ظهور منظومات الكمبيوتر عالية السرعة، التي تحسب حركة المجتمع ولحظات الفاعلية الدنيا، أو الاستعداد للاستسلام.
العلم ـ هو مجرد وسيلة لتحقيق هدف. الهدف ـ هو الإدارة والتحكم.
على الرغم من أن ما يسمى بـ "المبادئ الأخلاقية" قد تمت ملامستها في عام 1954 أثناء النقاش، فقد جرى إقرار: أنّ الأمة أو المجتمع، أو الناس الذين لن يستخدموا إمكاناتهم الفكرية والعقلية، سينظر إليهم كالحيوانات، التي لا تملك عقلاً ولا فكراً بتاتاً. يمكن استخدام مثل هؤلاء الناس كقطيع عامل أو كمواد حسب الاختيار أو الذوق.
بناء عليه، وانسجاماً مع مصالح مستقبل النظام الذي يخطط له المالتوسيون الجدد تقرر بطريقة نظيفة القيام بالحرب الهادئة ضد المجتمع، بهدف الانتقال الدائم للطاقة الطبيعية والاجتماعية (الخيرات) من أيدي الأغلبية غير المنظمة وغير المسؤولة، إلى الأقلية المنظمة ذاتياً والمسؤولة الجديرة بها، أو ما يعرف بالنخبة في "المليار الذهبي".
بينت البحوث الاقتصادية، كما حددها كبار مالكي الرأسمال المصرفي، أن الصناعة ومجال الخدمات هي ذلك الاقتصاد الذي يمكن التكهن بمستقبله وإدارته.
بغرض الوصول إلى حالة الاقتصاد الذي يمكن التكهن بمستقبله بشكل مطلق، يجب أن تبقى الطبقات الدنيا من المجتمع تحت المراقبة، والتحكم التام والدائم، أي يجب أن يبقوا فقراء معدمين، لا يملكون إلاّ القليل، ومعتادين على تحمل المتاعب الاجتماعية منذ الطفولة وحتى ذلك الحين الذي يصبحون قادرين فيه على طرح سؤال حول جوهر وحقيقة ما يحصل. لتحقيق هذه الحالة من الخضوع ـ يجب أن تبقى أسر الطبقات الفقيرة مشتتة عن طريق زيادة أعباء الأهل، وافتتاح رياض الأطفال والمدارس التي تعمل ليل نهار، ليعيش الأطفال دون أي اهتمام من قبل ذويهم.
يجب أن يبقى مستوى التعليم المتاح لهؤلاء الناس متدنياً، بحيث تبقى الهوة الفاصلة بين الطبقات الدنيا والعليا كبيرة، ولا تستطيع الطبقات الدنيا تخطيها. في مثل هذه الشروط والظروف الأولية يحصل النابغون الفرديون من الشرائح الدنيا على القليل، إذا طمحوا في الخروج من المكان المعد لهم سلفاً. تجري إقامة هذا النوع من العبودية للمحافظة على قيادة الفئة العليا، وعلى مستوى من النظام الاجتماعي والهدوء.
مقدمة تمهيدية حول "السلاح الصامت"
يتوقع معدو "السلاح الصامت" كل ما هو متوقع من السلاح العادي، ويكمن الفرق في شكل التأثير المحدد فقط.
إنّه يقذف حالات بدلاً من القذائف؛ وتتم في داخله معالجة المعطيات بدلاً من التفاعلات الكيميائية، أساسه المعلومات بدلاً من حبيبات البارود؛ أجهزة الكمبيوتر بدلاً من السبطانات؛ تقوم برامج الكمبيوتر بالعمل بدلاً من الإبرة، وتعمل تحت إمرة كبار مالكي البنوك الرأسماليين بدلاً من القادة العسكريين.
لا يبعث "السلاح الصامت" أي صوت واضح، لا يسبب أضراراً مادية أو نفسية واضحة ومباشرة، وحتى في شكله الصريح لا يؤثر تأثيراً مباشراً، على أي نوع من أنواع الكائنات الحية...إلاّ أنّ آثاره تبدو واضحةً للمراقب المحنك فقط، الذي يعرف بالضبط عمّا يبحث.
لا يستطيع المجتمع مقاومة هذا السلاح، وفي الوقت نفسه، لا يستطيع أن يقتنع بأنّه خاضع لتأثيره.
يستطيع المجتمع أن يحس غريزياً بأنّ شيئاً ما غير عادي يحصل (أليس صحيحاً؟). لكن ونظراً للطبيعة التقنية "للسلاح الصامت"، لا يستطيع المجتمع أن يعبر عن مشاعره بمعقولية، أو أن يتعمق في جوهر المسألة. بالتالي لا يعرف الناس طرق طلب المساعدة، لا يعلمون كيفية التوحد مع شعوب أخرى للحماية من تأثير هذا السلاح.
عندما يجري استخدام "السلاح الصامت" بالتدريج يعتاد المجتمع على تحمل آثاره، ويتعلم كيفية الصبر، حتى يصبح الضغط (النفسي، والاقتصادي) كبيراً جداً ـ عندها يحصل الانكسار.
من الواضح أنّ استخدام "السلاح الصامت" ـ هو نوع من الحرب البيولوجية. يؤثر السلاح على القدرة المعاشية للناس وعلى القدرة الحيوية لسكان المجتمع، وعلى مصادر الطاقة الطبيعية والاجتماعية، وعلى القوة الفيزيائية والعقلية للإنسان، عن طريق المعرفة، والإدراك والفهم والتحكم.
معلومات نظرية
امنحوني قدرة التحكم بأموال الأمة
عندئذ لن يقلقني من يضع قوانينها.
روتشيلد.
تعد تقنية "السلاح الصامت" ـ ثمرة لفكرة بسيطة عبر عنها واستعملها السيد ميير أميهيم روتشيلد. اكتشف روتشيلد عنصراً سلبياً ناقصاً في النظرية الاقتصادية، والمعروف بالتأثيرية الاقتصادي. هو لم يفكر طبعاً في اكتشافه بمصطلحات القرن العشرين، كما أنّ التحليل الرياضي ظهر أثناء الثورة الصناعية والنهوض في نظرية الميكانيك والكهرباء، مما قاد في نهاية المطاف لاختراع الكمبيوتر.
فما هي التأثيرية الاقتصادية؟ وما هي المفاهيم النظرية الضرورية للتعرف على هذا السلاح؟
إنّها المفاهيم العامة للطاقة: تعد الطاقة مفتاح أي نشاط على الأرض. العلوم الطبيعية ـ هي علوم دراسة مصادر ومبادئ إدارة الطاقة الطبيعية. علم الاجتماع، الذي يشبه من حيث التعبير الاقتصاد ـ هو علم دراسة مصادر ومبادئ إدارة طاقة المجتمع. يدخل النظامان في علم المحاسبة ـ الحساب. بالتالي فالحساب ـ هو العلم المبدأي الأول في الطاقة.

عند دراسة منظومات الطاقة تظهر دائماً مفاهيم أولية. مثل الطاقة الكامنة، والطاقة الحركية، والطاقة المشتتة (المبعثرة، الإشعاعية). وفي مقابل هذه المفاهيم هناك ثلاثة أقسام نموذجية فيزيائية بحتة..
وفي الاقتصاد تترابط هذه الخصائص الثلاث للطاقة مع:
1 ـ الطاقة الكامنة تقابلها السعة الاقتصادية ـ رأس المال (المال، والتراكم، والإفلاس، وغير المتحركة وغيرها).
2 ـ الطاقة الحركية يقابلها النقل الاقتصادي ـ البضائع (معامل الإنتاج).
3 ـ الطاقة المبعثرة أو المشعة يقابلها الأثر الاقتصادي ـ الخدمات (تأثير السكان على النتائج).
يمكن استخدام جميع النظريات الحسابية، الموضوعة عند دراسة أحد أنظمة الطاقة (الميكانيك، أو الكهرباء) في دراسة الاقتصاد.
إذن؛ يملك الملف التأثيري الكهربائي تياراً كهربائياً، كظاهرة (حادثة) أولية، وظهور الحقل المغنطيسي، كظاهرة ثانية (تالية) (طاقة كامنة). تملك التأثيرية الاقتصادية في مقابل ذلك حركة الكتلة النقدية، كظاهرة أولية، ومجال نشاط السكان كظاهرة ثانية (طاقة كامنة). عندما تصغر حركة الكتلة النقدية، يعاني مجال نشاط السكان...
الطاقة الكامنة للمجتمع هي نتيجة العادات الاستهلاكية، والمعيار، والنمط (ستندارت) الحياتي، وبشكل عام غريزة البقاء.
اكتشاف روتشيلد في مجال الطاقة
ما اكتشفه روتشيلد هو المبدأ الأساسي للسلطة، التأثير على الناس وقيادتهم، عن طريق استخدام نتائج الاكتشافات في مجال الاقتصاد. والمبدأ ينص على ما يلي: "عندما تكونون مستعدين لأخذ السلطة ـ سرعان ما يسلمكم الشعب إياها".
اكتشف روتشيلد أنّ للأموال أو حسابات ودائع القروض سلطة ضرورية، والتي يمكن أن تستخدم لإقناع الناس (التأثير على الناس بدلاً من المجال المغنطيسي) بأن يرهنوا وضعهم المعاشي الحالي مقابل الوعود بوضع معاشي أفضل في المستقبل( بدلاً من التعويض الحقيقي). يجذب ذلك الوضع الناس نتيجة مبادلته على الورق بالوعود. اكتشف روتشيلد، بأنّه كان بإمكانه إصدار عدد أكبر من الأوراق الثمينة، من استخدامها للتسديد، حتى يصبح في متناول يديه احتياطي ذهبي ما، كوسيلة للإقناع الزبائن بالأمان.
القرض (الرأسمال الوهمي) أحد وسائل "السلاح الصامت"
يعد القرض، في البنية المذكورة، عنصراً نظيفاً، يدعى "نقد"، ويحمل صفة رأس المال، لكنّه عملياً ـ رأسمال سلبي. يأخذ القرض شكل الخدمات، إلا أنّه عملياً مسؤولية أو دين. فالقرض أثر اقتصادي أكثر مما هو كتلة اقتصادية، وإن لم يتوازن هذا التأثير بشكل ما، فسيجري موازنته عن طريق القضاء على السكان (الحرب، والابادة). يشكل إجمالي الإنتاج والخدمات رأسمالاً حقيقياً، ويدعى بإجمالي الناتج الوطني، ويمكن طباعة كمية من النقود تعادل مستواه فقط، ويعبر بهذا الشكل عن كتلة اقتصادية؛ تعد الأموال التي تطبع زيادة على هذا المستوى، سلبية، وهذا ما يميز ظهور التأثير والأثر الاقتصادي. تؤدي التأثيرية الاقتصادية إلى ظهور الالتزامات ـ الورقية.
يبقى المفتاح النهائي لإدارة الاقتصاد هو انتظار الحصول على المعلومات الضرورية واختراع معدات وتقنيات الكومبيوترات عالية السرعة لرصد التذبذبات الاقتصادية الناجمة عن قفزات الأسعار، والإفراط في إصدار فائض الأوراق الثمينة ـ التأثيرية "الورقية ، ـ التضخم.
عدم الانتظام (التقطع)
لقد أمنت استعارة النظرية الحسابية للاختبار بالصدمة من علم الطيران، (أمنت) تقدماً عظيماً في مجال تقنية إدارة الاقتصاد. يتلخص جوهر الاختبار بالصدمة في الطيران، في أنّ الطلقة تطلق من حجرة هوائية (جوية) توجد على الأرض، ويقاس نبض الارتداد (صدمة العبوة) بواسطة جهاز لقياس الاهتزازات مركب في الحجرة، تنقل بعدئذ إلى مسجلات آلية.
يمكن تحديد مستوى الاهتزاز (التذبذب) الحرج في بنية الحجرة الجوية عن طريق دراسة النبضات الارتدادية (المنعكسة)، التي تؤدي إلى الطنين (الرنين) والانهيار الذاتي، مثل تحطم الطائرات في الجو عند حصول ظاهرة الطنين. (الطنين ـ ظاهرة ترافق الزلازل أيضاً، وهي أسوأ حالة تطرأ على المبنى عندما يتساوى تسارع اهتزازه مع تسارع حركة الأرض تحت قواعده بفعل الحركات الباطنية في الأرض الناجمة عن الزلزال ـ)
يعني ذلك من وجهة النظر التكنيكية، أنّه يمكن تحديد والتحكم بدرجة استقرار بنية الحجرة الجوية في وجه طاقة الذبذبة. تم نقل ذلك إلى ميدان الاقتصاد.

التجريب الاقتصادي بالصدمات
يتوصل الاقتصاديون إلى النتائج ذاتها عند دراسة المستهلكين، واختيار بضائع الاستخدام من الدرجة الأولى، مثلاً، اللحم، والسكر، والقهوة، والبنزين، ويغيرون فجأة أسعارها بشكل قفزة، مما يؤثر على ميزانية أي فرد، وعلى القدرة الشرائية والعادات، ويسجل رد فعل المستهلكين. ويتم معالجة نتائج التذبذب الناتج عن الصدمة الاقتصادية باستخدام الكومبيوتر وبهذا الشكل تحدد البنية الاقتصادية ـ النفسية. بفضل هذه العملية، التي تعد جزئياً تفاضليةً، تم اكتشاف مصفوفات التفاضل، والتي يحدد بمساعدتها المستوى المالي للأسرة، ويصبح بالإمكان تقييم مستوى الإنتاج (البنية الاستهلاكية).

تجمع المعلومات بعدئذ حول نتائج موجة الصدمة، عن طريق مراقبة وتحديد التغيرات في نشرة الإعلانات، الأسعار وحجم مبيعات البضاعة المختارة والبضائع الأخرى. عندئذ يمكن التكهن بالتغيرات على الوضع المالي نتيجة قفزات الصدمة، والتحكم بها، أي يصبح المجتمع شبيهاً بالحيوان المروض، أما زمام السلطة ومقاليد الحكم فتكون تحت سيطرة منظومة كمبيوترية معقدة لإدارة الطاقة الاجتماعية، والتي تتحكم النخبة الغنية بها.

الغاية من مثل هذا النوع من الدراسات الحصول على وصفات للتحكم بحركة الاقتصاد الاجتماعي، وحتى التحكم بحالة التدمير الذاتي التي يمكن أن تقنع المجتمع بأن يمنح بعض "الخبراء" إمكانية التحكم بالمنظومة النقدية، والعودة إلى العمل بالسرية على الجميع (بدلاً من الحرية والثقة). عندما يفقد المواطنون مقدرتهم على القيام بأعمالهم المالية، يصبحون طبعاً عبيداً بشكل كامل، أو قوة عمل رخيصة.
لا تقتصر التجارب بالصدمات على البضائع والأسعار فقط، بل ويمكن أن تجرى على العمل أيضاً. يمنح الإضراب عن العمل نتائج رائعة للتجارب بالصدمات، خاصة في تلك القطاعات الهامة، مثل المواصلات، والاتصالات، والاقتصاد الخدمي (الطاقة الكهربائية، مياه الشرب، والمنافع العامة) وغيرها...
بمساعدة التجارب بالصدمات تم اكتشاف أن حركة الكتلة النقدية في الاقتصاد تتعلق مباشرة بالتصورات النفسية وردات فعل الجماهير الشعبية المرتبطة بهذه الحركة.
مثلاً، توجد علاقة بين رفع الأسعار على البنزين واحتمال أن يظهر وجع الرأس عند الإنسان، أو أن يذهب لرؤية فيلم رعب، أو أن يدخن سيجاراً، أو أن يذهب إلى البار لتناول الجعة.
من الممتع ملاحظة أنّه عند دراسة وقياس الطرق الاقتصادية التي يحاول الناس عن طريقها التخلص من مشاكلهم، والهروب من الواقع، تظهر إمكانية برمجة الكومبيوتر، بمساعدة دراسة مبادئ التأثير، للتنبؤ بأكثر حلقات الصدمات احتمالاً وضرورة الوصول إلى حالة التحكم بالمجتمع وطاعته. وهكذا يجري الوصول إلى المجتمع المطيع من خلال طاعته للاقتصاد الوطني ("الشجرة المهتزة")... وفي نهاية المطاف يصبح كل عنصر في البنية الاجتماعية تحت مراقبة الكومبيوتر، عن طريق تحديد القدرة الشرائية الشخصية. وتبقى معرفة القدرة الشرائية الشخصية مضمونة لأن الكمبيوتر يسجل بشكل مستمر كل عملية شراء، وينسب البضائع المشتراة (حسب شريحة الأسعار الموجودة على الغلاف) إلى الشاري، مع إجرائه عملية الحساب على البطاقة الائتمانية التي تصبح في المحصلة نوعاً من أنواع الرقم "الوشمي"، غير مرئي في الحالة الطبيعية.
النموذج الاقتصادي
تم تطوير مشروع البحث الاقتصادي لجامعة هارفارد (عام 1948) من خلال أبحاث عمليات الحرب العالمية الثانية. تلخص هدف هذا البحث في إيجاد علم إدارة الاقتصاد: في البداية الاقتصاد الأمريكي، ومن ثم اقتصاد العالم أجمع. أصبح واضحاً أنه مع توفر القاعدة الحسابية الضرورية والمعطيات، يصبح من السهل التنبؤ وإدارة الاقتصاد كالتنبوء بمسار الطلقة وإدارته (التحكم به).
كان الهدف الأولي من مشروع هارفارد هو تعريف البنية الاقتصادية، والقوى التي تغير هذه البنية، وطرق التنبؤ بسلوك البنية وإدارتها (التحكم بها).
وكل ما طلب ـ هو المعرفة الجيدة بالبنى الحسابية والعلاقة المتبادلة بين الاستثمارات، والإنتاج، والتوزيع والطلب.
بالمختصر تم اكتشاف أنّ ـ الاقتصاد يخضع للقوانين نفسها التي تخضع لها الكهرباء، كما بينا سابقاً، ويمكن استخدام كل القاعدة الحسابية المتراكمة، والتجربة العملية وعلوم الكمبيوتر المستخدمة في مجال الكهرباء، (يمكن استخدامها) في دراسة الاقتصاد.
لم يجر إصدار أي إعلان عام عن هذا الاكتشاف، وبقيت أهم أقسامه وتبقى في أقصى درجات السرية...
من المعلوم أنّ صعوبات استقرار الاقتصاد تتلخص في العديد من المتطلبات الكبيرة، والتي تحدد بـ: 1) المبالغة بالمتطلبات ـ الشح و2) العدد الكبير من السكان.
بما أنّ الأغلبية في المجتمع لا يتمالكون أنفسهم أمام الاستهلاك، أي يوجد خياران فقط لتقليص المنظومة التأثيرية الاقتصادية.
1 ـ فسح المجال أمام الناس كي يقتلوا بعضهم بعضاً في الصراع، وهذا ما قد يؤدي إلى القضاء على الحياة على الأرض.
2 ـ أخذ زمام المبادرة والتحكم في العالم باستخدام "السلاح الصامت" الاقتصادي على شكل "حرب هادئة" وتقليص التأثيرية الاقتصادية حتى المستوى غير الخطر، من خلال العملية "الطوعية" والعبودية والإبادة الجماعية.
تم اعتماد الخيار الثاني لأنّه، دون شك، هو الأكثر ملائمة. مع التأكيد على أنّ "السلاح الصامت" يجب أن يبقى سرياً للغاية. بل يأخذ أشكالاً وتسميات مغرية، مثل برنامج الرفاه الاجتماعي، في البنية السياسية الواعدة.
فالبنية السياسية كما يرى بعض علماء الاجتماع تعكس الرغبة الباطنية واللاشعورية في إطالة حالة رابطتهم (تبعيتهم للرحم والأهل) التي عاشوها في طفولتهم. بلغة أبسط، إنّهم يريدون أن يحصلوا على الإنسان ـ الإله الذي يحميهم من أي خطر في الحياة، ويحملهم بيديه، ويقبل كدماتهم، ويقدم لهم فرّوجاً في كل وجبة غداء، ويلبسهم، ويضعهم في الفراش ليلاً، ويهدهدهم قائلاً لهم إنّ كل شيء سيكون جيداً عندما يستيقظون غداً صباحاً.
إن طلب المجتمع هذا غير واقعي، لذلك يصطدم الإنسان ـ الإله أي السياسي مع اللاواقعية وراء اللاواقعية واعداً بكل شيء دون أن يحقق شيئاً... في بنية اقتصادية أساسها الربح... التي تنتج ظاهرة التأثيرية الاقتصادية، والتي يمكن أن تتوازن فقط من خلال السعة الاقتصادية (الموارد الفعلية والأسعار، أي البضائع والخدمات).
يتجلى الأثر الاقتصادي في الصراع على مصادر الحياة، كما بينا... أما البديل الآخر للصراع الملموس كأثر اقتصادي، فهو برنامج الرفاه والسعادة المفتوح (الدائم، الذي لا أجل له)، أو برنامج الفضاء المفتوح (الذي لا أجل له) (ذو) المنافع العالمية.
برنامج الرفاه الاجتماعي ـ هو منظومة قروض توازنية مفتوحة الأجل، لا غير، تخلق صناعة وهمية، مانحة لذلك القسم الفارغ من السكان سقفاً وغذاءً. يفيد هذا البرنامج لأنّ القسم الفارغ من السكان يمكن أن يخدم كجيش تحت تصرف النخبة.
يجب على كل من وقع في الصنارة الاقتصادية أن يذهب وراء النخبة. تتلخص طريقة إدخال كمية كبيرة من سعة الاستقرار في الاستلاف تحت مسميات "القروض".
وتحصل النتيجة ذاتها عندما تطبع الحكومة نقوداً تفوق حدود إجمالي الناتج الوطني، وهذا ما يسمى في الاقتصاد بالتضخم.... تصل الكمية الكبيرة من النقود إلى المجتمع ويجري توازن على الاستهلاك، وتظهر الثقة المزورة في الناس، لفترة محددة من زمن حبس الوحش ضمن القفص.
الاستراتيجية الأولية للسلاح الصامت: تحويل الانتباه برهنت التجربة أنّ أبسط نموذج للنوع السري من "السلاح الصامت" وتعزيز الرقابة على المجتمع ـ هو إبقاء المجتمع غير منظم ولا مبالياً حيال المبادئ الأساسية للمنظومة، من جهة، وفي الوقت نفسه إبقائه مضللاً، غير منظم ومشوشاً حتى في علاقته مع أتفه الأشياء، من جهة ثانية.
يتم التوصل إلى ذلك على النحو التالي:
1) في الوسط الاجتماعي: صرف انتباه السكان الناضجين عن المهام الاجتماعية الواقعية، بتصويرها أنّها غير مهمة إطلاقاً ولا وزن لها. و تحويل تفكير الناس، واللامبالاة حيال المقدرات العقلية، وتأمين مستوى متدني من التعليم في منهاج الرياضيات، والمنطق، وتصميم النظم والاقتصاد، وعدم إعارة أي انتباه للاختراعات التقنية. وفي المدارس: جعل الشباب غير مهتمين بالرياضيات الحقيقية، والاقتصاد الحقيقي، والحقوق والقانون الحقيقي، و"التاريخ الحقيقي".
2) إقحام الجوانب الانفعالية والشعورية للناس، تعزيز صبرهم ورباطة جأشهم في المجال الانفعالي والشعوري والبدني، عن طريق:
آ) تجربة الضغط والإذلال الانفعالي (العنف الانفعالي والشفوي) عن طريق الدعاية المستمرة للجنس، والعنف والعدوان والحرب في الوسط الاجتماعي ـ خاصة عبر التلفزيون ووسائل الإعلام.
ب) إعطاء الناس كل ما يشتهونه ـ عن طريق الفائض. "البضاعة الرخيصة بالنسبة للعقل" ـ بصرف انتباههم عمّا هم بحاجته في الواقع العملي.
جـ ـ إيجاد منظومة وآلية لصرف الانتباه واللهو: أنجزوا منظومة لهو للناس، التي تقع في مستوى اللهو الجذاب للطفل ذي الست سنوات من العمر. عمموا الموسيقى التي تشتت الذهن، وتقضي على الذوق السليم، من هنا يجري الترويج لموسيقى العنف، والإذاعات والأغاني الهابطة بشكل ممنهج ومدروس، للتأثير على عقول النشء وتربيتهم وفق إرادة الحكومة العالمية...
3 ) إعادة كتابة التاريخ، والقانون والحقوق واهتمام المجتمع بالإبداع، وصرف نمط تفكيرهم عن الحاجات الواقعية والحرفية إلى تلك المفبركة والفارغة والمزورة.
4) في مجال العمل: اجعلوا المجتمع مشغولاً أكثر فأكثر فأكثر، مع عدم وجود أي وقت فراغ للتفكير "أحبسوا القطيع في الزريبة".
يصرف ذلك اهتمام الناس باكتشاف "السلاح الصامت" والتكنولوجيا الاجتماعية للتحكم الآلي.
القاعدة الأساسية ـ حققوا أكبر إنجاز وفائدة من التضليل، كلما زاد الضلال والتشويش ـ كلما كان ذلك أفضل. بالتالي أفضل طريق ـ اصنع المشاكل واقترح أنت بالذات حلولاً لها.
كيف تتجلى فاعلية السلاح الصامت؟ الموافقة هي الانتصار الأولي
تعمل منظومة "السلاح الصامت" لمعالجة المعطيات التي يتم الحصول عليها من المجتمع "المطيع" عن طريق القوة العلنية ( لكنّها ليست قانونية وشرعية دائماً). يتم الحصول على قسم كبير من المعلومات لمنظومات مبرمجي "السلاح الصامت" من خلال منظومة خدمات الضرائب الداخلية. (انظر: أبحاث في بنية الاقتصاد الأمريكي ـ مصادر خدمات الضرائب الداخلية).
تتكون هذه المعلومات من معطيات منظمة جيداً، متضمنة في سجلات وجداول الميزانية الحكومية الفيدرالية الأمريكية، على سبيل المثال، التي يتم جمعها وترتيبها وتقديمها على حساب العمل العبودي لدافعي الضرائب والسكان المشغولين دائماً.
الأساس النفسي: عندما تكون الحكومة جاهزة لجمع الضرائب والسيطرة على المصالح الخاصة دون أي تعويض ـ فهذا مؤشر أنّ المجتمع جاهز للاستسلام وموافق على العبودية والاقتحام. المؤشر الجيد والمحسوب بارتياح هو مؤشر "وقت حصاد الموسم" ـ كمية المواطنين الذين يدفعون الضريبة المقررة، على الرغم من النواقص الواضحة في العمل المقابل من قبل الحكومة.

وهكذا تقسم الأمة إلى قسمين حقيقيين: قسم الأمة المطيع (الأغلبية الهادئة) وقسم الأمة السياسي. يبقى قسم الأمة السياسي مرتبطاً بقسم الأمة المطيع، الذي يتحمله حتى ذلك الوقت الذي يصبح فيه قوياً لدرجة التحرر من التحكم الآلي به... مع العلم بوجود فرق طفيف بين التحكم الآلي بسلوك المجتمع، والتحكم الآلي في مصنع الأحذية.
ما قيل على صعيد الأمة يمكن سحبه على المستوى العالمي..
الماسونية والسلاح الصامت:
تبين الدراسات المعدة حول نشاط مجموعة بيلدربيرغ أن الكثيرين من أعضائها ليسوا بعيدين عن المحافل الماسونية، فعلى سبيل المثال كان هنري كيسنجر مع حلقة ضيقة من المخططين الأميركيين يعملون ليل نهار ضمن مجموعة "بيلدربيرغ"، والتي تعقد اجتماعات سنوية في السويد لمراقبة الاقتصاد العالمي وضمان السيطرة عليه.
وجاء في موقع بحث google في الشبكة الدولية للانترنت: عقدت هذه الجماعة اجتماعها الخمسين أوائل شهر يونيو (حزيران) 2005 في سرية كاملة، واستمرت الجلسات أربعة أيام، بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الغربية، في فندق متوسط المستوى ببلدة في شمال ايطاليا، دون الاعلان عن اسم البلدة أو عن الفندق، وإن شارك في الاجتماع رجال سياسة مشهورون، ورجال صناعة كبار وخبراء في شؤون المصارف والمشروعات، ومفكرون استراتيجيون، تطرق حديثهم ونقاشهم إلى العديد من القضايا ذات الطبيعة العالمية.
ولم يعرف عن هوية المشاركين فيها شيئ، اللهم إلا شخصين اثنين، كان أحدهما هو وزير الخارجية الاميركي الأسبق هنري كسينجر، والثاني هو وزير الخزانة البريطاني السابق كينيث كلارك.
كما جاء أيضاً أنّ: كلينتون رئيس أمريكا السابق، وفي عام 1994 أصبح عضوا في ثلاث محافل ‏ماسونية عالمية وهي: المحفل الماسوني العالمي "نادي بيلدربيرغ" و"مجلس ‏العلاقات الدولية" و "اللجنة الثلاثية" ويعتبر كلينتون واحد من أهم قادة الحكومة ‏العالمية حيث يوجد 23 عضوا فيها. وممـــا يذكر أن روكفيلير، وهنري كيسنجر ‏وبريجنيسكي وكلينتون يعملون في آن واحد في هذه المحافل. وتشير بعض ‏المصادر في منظمة الأمم المتحدة ومن المحيطين بالرئيس السابق بيل كلينتون بأنه ‏سيكون المرشح لرئاسة منظمة الأمم المتحدة بعد انتهاء فترة كوفي عنان في عام 2006.
وتحدث مؤلف كتاب "اغتيال الحريري" الألماني يورغين كاين كوليل عن قمة تعقد في القدس، وهي اجتماع سنوي "تفتق عن ذهن شيطان صغير... والتي تضع مهمة أمامها ألا وهي قيادة القسم الذي لم يتعفن فكرياً من العالم إلى المصير نفسه... يلتقي فيها قادة سياسيون وأكاديميون بارزون مهمتهم "وضع استراتيجية مشتركة ضد التوتاليتارية (الشمولية) في الشرق والتي يمثلها الإسلام (بعد الشيوعية)، وكذلك ضد النسبية الأخلاقية في الغرب التي تلتهم تصميمنا على مكافحة الشر"، وأطلقت هذه النخبة من العاملين بجد لتغيير العالم في صالحها، أطلقت على نفسها اسم غلوبوندر...(2)
بعض تجليات الحكم السري العالمي
ـ تسعى الحكومة السرية العالمية وتنظيمات الحكم السري إلى إيجاد شكل جديد من العدمية حيال الأركان الثقافية والأخلاقية والسياسية في حضارة الشعوب، مع العمل الحثيث لانحطاط الدولة لتصير حاملة لمصالح ضيقة.
ـ تعمل على تعميم حكم النخبة المرتبطة بها، أن تكون من النخبة المرتبطة بالحكومة السرية العالمية، فهذا معناه أن تجعل نفسك في حلّ من المصالح والآمال الوطنية... النخبة المرضي عنها في عصر (حكم النخب السرية)، تعني العضوية في أممية نوادي سرية ما غير مرتبطة قط بالمصالح الوطنية الحقيقية. تضم أيديولوجية هذه النوادي السرية المعاصرة مفاهيم سرية، وتتصف بباطنية تعيد إلى الذاكرة في بعض جوانبها تعاليم الطوائف الغنوصية الغابرة. (الغنوصية: تيار ديني فلسفي في المسيحية المبكرة في القرنين الأول والثاني، وهي مزيج من العقد الدينية والفلسفة اليونانية المثالية والديانات الشرقية، كما أنّها اتجاه باطني لا يكشف عن أتباعه ) ولهذه الغنوصية وجهان. يعكس جانبها الخارجي كليشيهات عصر الحداثة السابقة كلها ـ أي التقدم والرخاء العام وحقوق الإنسان، أما الجانب الداخلي (الجوهري) الذي يعبر عنه بلغة النخبة السرية فهو قادر على التسبب بتشويش حقيقي للوعي.
ـ تعمل منظومة الحكم السري الذي يسعى لفرض هيمنته على العالم، للقضاء على غالبية المكتسبات الجماهيرية في عصر الحداثة العظيم.. هذا يخص في المقام الأول مفهوم الديموقراطية، أو سيادة الشعب السياسية. نعلم أنّ الديموقراطية تعني أن يقوم بمهام ووظيفة السلطة أولئك المنتَخبون الذين انتخبهم الشعب في أثناء تعبيره الحر عن إرادته. والمنتَخبون من قبله ملزمون بأن ينفذوا إرادته وأن يخضعوا لرقابته خضوعاً كلياً. أما علم سياسة نوادي النخب السرية فلا يمت إلى هذا بأية صلة. فهو يفترض أن مركز السلطة ومراكز اتخاذ القرار الحالية لا تقيم وزناً لتوصيات الناخبين المحليين وتعبر عن الاستراتيجيات المتوافق عليها بين الاحتكارات الدولية ـ الاقتصادية والسياسية.
ـ يروج حكم النخب السري إلى أخلاق مزدوجة، ولغة مزدوجة. هكذا يجري استخدام بعض المصطلحات الموروثة عن المرحلة الليبرالية الكلاسيكية كالديموقراطية وحقوق الإنسان، ليلعب دوراً احتيالياً لتخدير وتنويم الشعوب...
ـ في مقابل المنورين العظماء الذين أنجبهم عصر النهضة، ينجب عصر الحكم السري محتالين ونصابين (عظماء). والاحتيال على الأغبياء وغير المتنورين أسهل، لهذا تطوى في عصر الحكم السري برامج التنوير الجماهيري بحجة أنّها ليست مربحة "اقتصادياً".
في المجال الاقتصادي ... وفضلاً عن اغتراب النخب الاقتصادية المنهجي عن المصالح القومية المحلية، يعمل حكم النخبة السري لنشر وتعميم اقتصاد الفساد والمراباة الجديد. وكما في عهد المراباة السابق يجري فصل رأس المال الممول عن الاقتصاد المنتج. لقد طغى ربح الفساد والمضاربات والمراباة على الربح الاستثماري السابق، والدليل على هذا سيادة البنك على المؤسسة، وسيادة الطغم المالية ما وراء الوطن والمضاربين الماليين الدوليين على الأمم، التي فقدت استقلالها الاقتصادي.(3)
لا يحمي ليبراليو الحكم السري المعاصرون المستثمرين، بل يحمون المضاربين بالأموال، وينسفون مواقع المنتجين الحقيقيين بناة الثروة الوطنية. إنّهم يحمون امتيازات حيتان الاقتصاد الدوليين المدعومين من مراكز سلطة النخبة العولمة السياسية والاقتصادية الحالمة بالسيادة المطلقة على العالم.. مع تحكمهم بالمجتمعات باستخدام الاقتصاد سلاحهم السري الصامت والفعال...
هذه هي اللوحة التي تعمل النخب المهيمنة في النوادي السرية لفرضها على العالم وعلى مجتمعاتنا وشعوبنا...
كيف نواجه هذه الحالة؟!
إنّ أحد مهام تسليطنا الضوء على هذه المسألة هو تحفيز المهتمين بالبحث الاقتصادي والسياسي والمعرفي، والمهتمين بالقضايا الاجتماعية والشأن العام لرؤية اللوحة والساحة التي يعملون فيها كاملة، ولتحديد المهام بموضوعية وعدم القفز عن الواقع، وشد وقسر أبناء المجتمع إلى العيش في الأوهام السياسية... ورؤية الترابط الذي أصبح يعيشه عالمنا المعاصر، وضرورة معرفة قوانين وأسس تطوره، علنّا نستطيع تدارك المخاطر المحدقة بنا، والاستفادة من وقع التقدم العالمي الذي لا يمكن التطور بمعزل عنه، لنهج السبيل السليم لتقدم مجتمعنا.
* إنّها ليست دعوة للتقوقع والانعزال عن العالم، وعن مراكز التنوير الأساسية في أمريكا وأوربا واليابان، إطلاقاً، بل هي دعوة لفهم ما يجري حولنا، والبحث عن السبل السليمة للتعامل معه، والاستفادة من منجزاته الحضارية في مراكزه الأساسية...
* لا يحارب الحكم السري للعالم بالشعارات التي تشتمه من ناحية، وفي الوقت نفسه تنفذ تعليماته بإخراج رؤوس الأموال، التي تقدر بعشرات المليارات، خارج الوطن...
* السلاح الفعال للتعامل مع هذا الحكم والسلاح الصامت هو الديموقراطية...
* تتم مواجهة تحديات هذا العصر بإرادة الأغلبية المنظمة في دولة وطنية متينة البنيان، تحميها وتعاضدها مؤسسات مجتمع مدني يتطور في إطار بنى ديموقراطية سليمة... تفسح المجال للتنمية الاقتصادية والاجتماعية السليمة، وتفتح الابتكارات في المجالات العلمية والمعلوماتية الضرورية لمواكبة العصر..
من كل ما تقدم يتبين أنّ مسألة بناء الدولة الحضارية على أسس دستورية ديموقراطية تعددية تداولية بعيداً عن حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية، واستئثار حزب واحد بقيادتها، أصبحت مهمة وطنية من الدرجة الأولى؛ للتعايش السليم في هذا العصر، ولمواجهة التحديات المحدقة بالوطن والشعب.
طرطوس أيار (مايو) 2006 المهندس شاهر أحمد نصر
[email protected]
المالتوسية: نسبة إلى توماس مالتوس Malthus (1766-1843): وهو من علماء الاقتصاد الإنكليز. دعا إلى تحديد النسل في العالم. بنى نظريته على أنّ نمو السكان المتزايد في العالم يقابله نقص في المواد الغذائية. فعدد السكان يتزايد، حسب رأيه، وفق سلسلة هندسية 2-4-6-8 ..الخ، أما الموارد الغذائية فتنمو وفق سلسلة حسابية 1-2-3...الخ فهي لن تستطيع تلبية متطلبات البشرية، مما يتطلب تقليص عدد السكان... وقد تأثر علماء الاقتصاد الغربيون بنظريته... كما تأثر أعضاء نادي بيلدبيرغ بأفكاره..
لقد ذهب بعض الاقتصاديين الجدد، وخاصة من المنظرين للحكم العالمي السري، وحكم النخبة، (لقد ذهبوا) بأفكار مالتوس إلى أبعد مدى عنصري، عندما زعموا بأحقية الحياة على الأرض للـ"مليار الذهبي" فقط، منطلقين في نظرتهم هذه من أسس زعموا أنّها من صلب علم الاقتصاد.
المسألة الأولية في علم الاقتصاد هي: الكثافة السكانية النسبية، وهي عدد السكان الذين يستطيعون العيش في وحدة المساحة من الأرض. فإذا كانت مساحة الأرض الصالحة للسكن المطلوبة لتوفير الغذاء الكافي لإعالة فرد واحد، في مرحلة الصيد والالتقاط هي عشرة كيلومترات مربعة تقريباً. فإن العدد الأقصى لسكان كوكبنا في هذه الحالة لن يبلغ إلا عشرة ملايين شخص .(هذه تقديرات تم تصنيفها في بحث اوفه باربارت-هينكه). هنا يأتي دورالتكنولوجيا التي تبتكرها الدول المتقدمة، والتي تساعد على الاقتصاد في جهد العمل، وبالتالي زيادة الكثافة السكانية النسبية.. ويكفي أن نشير إلى أنه من غير الاقتصاد في جهد العمل (التوفير في قوة العمل) لا يمكن أن يحدث أي نمو في نسبة الناتج لكل فرد، أو الاستهلاك في المجتمع، أي لا يحدث تقدم اقتصادي. ولولا التقدم الاقتصادي لكان المجتمع البشري ما يزال في ما يسمى بمرحلة الصيد والالتقاط من الوجود. فالتقدم التكنولوجي شرط ضروري للتطور والحياة البشرية.(4)
وهكذا بات مفهوماً أن زيادة سلطان الإنسان على الطبيعة يمكن قياسه بكل سهولة باعتباره تقليص مساحة الأرض ـ الصالحة للمعيشة ـ المطلوبة لإعالة معدل فرد واحد. يجري هذا التقليص بفضل الابتكارات التكنولوجية، ولما كانت الابتكارات التكنولوجية تتم في المجتمعات الغربية، فهي ـ أي "المليار الذهبي"ـ جديرة بالحياة، وتصبح الأرض ومواردها شيئاً فشيئاً ملكاً لها، لأنّها هي التي جعلتها قادرة على العطاء، وتلبية حاجة قاطنيها... بالتالي فالسكان الأصليون غير المبدعين هم، من وجهة نظر المالتوسيين الجدد زيادة وعبء على البشرية، من المفضل التخلص منهم..
المصادر:
(1) ـ نيقولاي بوغلوليوبوف ـ الجمعيات السرية في القرن العشرين ـ الشبكة الدولية للانترنت ـ موقع: http://www.google.com
(2) ـ يورغين كاين كوليل ـ اغتيال الحريري ـ دار الرأي ـ دمشق 2006
(3) ـ ألكسندر بارانين ـ الإغواء بالعولمة ـ ترجمة عياد عيد ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق /2005
(4) ـ أتريد أن تتعلم كل شيء عن علم الاقتصاد؟ So, You Wish to Learn all about Economics? ـ كتاب في علم الاقتصاد الرياضي الابتدائي ـ تأليف: ليندون هـ. لاروش Lyndon H. LaRouche ـ ترجمة: حسين العسكري ـ الشبكة الدولية للانترنت.

(نص المحاضرة التي ألقيت في المركز الثقافي بطرطوس بدعوة من اتحاد الكتاب العرب بتاريخ 15/5/2006)




#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال الطبقة العاملة والفئات المنتجة ضمانة اساسية لتحقيق الدي ...
- صدور الطبعة العربية من الكتاب الإشكالي: اغتيال الحريري
- عبد المعين الموحي خسارة لا تعوض
- المعارضة في خطر
- دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي
- أين يكمن الخطأ؟
- تحية إليكِ وإلى ناشدات الحرية جميعاً في عيد المرأة العالمي
- عبد المعين الملوحي زيتونة الشام
- لا تنسوا الدكتور عارف دليلة
- الماركسية والديموقراطية - نظرة تاريخية نقدية
- الحوار المتمدن يؤلف القلوب ويوحد الأحزاب
- كيلا تطغى الشعارات على الإصلاح في الوثيقة الوطنية
- إعلان دمشق نقلة نوعية متقدمة تحتاج إلى نظرة نقدية وممارسة مو ...
- جورة حوا الحموية تعادل مئات البيانات الثورية في تحرر المرأة ...
- ملاحظات حول مشروع أهداف جمعية مكافحة الفساد
- القمع والخوف يحصنان الفساد
- الديموقراطية وسيلة ضرورية للإصلاح السياسي في العالم العربي
- الإصلاح الاقتصادي السليم يتطلب إصلاحاً سياسياً ديموقراطياً
- بيان الحزب الشيوعي مرشد المستغََلين لاستعادة حقوقهم
- خطوط عريضة لمشروع قانون الأحزاب السياسية -الفصل الثامن


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - الحكومة العالمية والسلاح الصامت