أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الحكومة السائبة














المزيد.....

الحكومة السائبة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 18:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


 
في المنطق  العام  يكون معنى  السائب  الذي لا رباط له  ولا حد   ،  ويصدق هذا  ويؤكده  فقدان القانون والنظام  وسيادة لغة الغاب في العيش وفي التخاطب   ،  أقول قولي هذا مدفوعاً بحرص وحرقة على ما يمر به العراق اليوم  من فلتان  وفوضى عارمة وتخبط وشغب وزيادة في منسوب الجهل والتخلف ،  وأنتم ترون كيف يتجرأ البعض هنا أو هناك على تجاوز القانون والأعراف بصلف ووقاحة تامتين  ، وهاكم أضرب لكم مثلاً قريباً  شاهدته  على أحدى المحطات التلفزيونية : عندما  تجرأ  نفر أو مجموعة من عشائر الجنوب على  ( أسر جندي )  عراقي من قوات سوات  وهم يهللون فرحين  بالنصر العظيم !!!!! ، إنه لأمر محزن ومؤسف  يدل على ضعف و ضعة وهوان الحكومة المركزية  وقوآها  الأمنية  ،  مع إن الحق في هذه  المسائل لا يقبل إنصاف حلول  (  ونحن جميعاً  متحدون  مع قوى الأمن وسلطة القانون )   ضد التسيب والفلتان   .
إن ما يحُز في نفسي  هذا التهاون في تطبيق القانون والعمل به ، قد يقول قائل وهل في العراق حكومة حتى تأسف عليها  ؟  ، وهذا التسأول إن صح فتلك هي الطامة الكبرى بعد مضي كل هذه السنين العجاف  ، والمُحزن أيضاً تلذذ قوى السلطة بالخروج الدوري واليومي على شاشات التلفزة والتصريحات  غير المثمرة عن الوطن والمواطن عن الأمن والسياسة والإقتصاد !! ،    لقد سمعت إن المرجعية قالت شيئاً ما  عن ظاهرة (  الدكة العشائرية )  ولم أسمع إنها قد حرمت ذلك أو أعتبرت ذلك من الفتنة المحرمة ،   ولهذا يستخف بُغاث الطير القانون  والأحكام والنظام  ويفعلون ما يحلوا لهم   ،  ولقد عانت  قبيلتنا الموقرة  -  بني ركاب  -  من هذا  حيث سول  لبعض  مجهولي الحال والهوية  الإستفادة من هذا الفلتان  ،  أن يتطاولوا  على منزل أحد أبناء القبيلة  في مدينتا الرفاعي  في  الجنوب العراقي   ،  إن هذا التطاول  مستنكر ومُدان من قبلنا  ونحن بصفتنا وشخصنا ، نُحمل الحكومة وقوآها الأمنية  هذا التطاول  وضياع هيبة الدولة والقانون  ، وبصفتي أبن زعيم أحدى قبائلها  أستنكر بشدة هذه الأعمال الدونية ، وأدعوا رئيس الحكومة لتحمل مسؤولياته الدستورية والقانونية كاملة ،   ولم يعد الأمر مجرد عراك محلي بل أصبح ظاهرة وطنية سيئة  ، إنه لأمر غاية في الخطورة  أن يصل العراق الشعب والدولة إلى هذا المستوى من التدني والضعة  .
لقد كنا نبشر شعبنا  بالحاكم القوي الذي يأخذ  للمظلوم حقه  وينتزع من الظالم  ما أخذه  بالعنف والإكراه  ، فيردعه حيث كان ويطبق القانون على الجميع ، ويبدو إننا كنا نحلم  كما هو دئبنا  منذ 2003  ولحد اللحظة   ،   فقد  ثبت بالدليل الضعف والضعة وقلة الحيلة من حكومة سائبة   تتقاذفها  الأهواء و الأمزجة  والنزعات ،  والذي أعرفه ويعرفه معي الجميع إن الحكومات حين تتعرض لمحن أو أخطار تهدد كيان الوطن  ،  تلجأ  وتُقدم على  عمل أشياء كبيرة يعيد لها وزنها وتوازنها و دورها  ، وأما   ما  يحصل  اليوم  في العراق  فهو  مخزي  ومُذل ومُربك  حد الجنون ، وفي  هذا  اليوم  تتواصل  لغة الفلتان  حيث قرأنا وسمعنا  :  إنه  في بلدة سوق الشيوخ  من محافظة ذي قار  الجنوبية   حدث  نزاع   بين أفراد  من عشيرتين  فتحول إلى قتل ودماء وهدر للكرامة والأمن والوطنية  ،  ونُعيد السؤال :  أين هو دور الحكومة ومؤوسساتها الأمنية ؟  ،  وأين هو القانون والقضاء وردع المعتدين  ؟  ، ولكن ومع غياب  القانون والنظام  وخفات  صوت العدل  وقدرة الدولة تتبارى العشائر بسلاحها  هنا وهناك  على بعضها البعض  وفي أغلب الأحيان حول مسائل تافهه  .
ومن هنا أوجه كلامي للسيد عادل عبد المهدي  بصفته رئيسا للوزراء  ،  وأقول  : -  لعبة السلطة ليست أفكارا  وحسب  ،  تقال في هذا المجلس وذاك   -  ،  إنما  هي  دور حاسم وثقة بالنظام والقانون ، وتلك  لا تقبل الترديد  أو القسمة  ، وأما في حال الإضطراب  والتلهي  والإستماع مطولاً  للجدل الخاوي بين الفرقاء ، فلا يصنع دولة ولا يؤوسس لنظام    ،  ومن لم يقدر على تحمل المسؤولية بكل تبعاتها  فليتنحا   جانباً  ويدع الأمر لمن يقدر عليه ، فوالله أصبح العراق أسوء مثل  في كل شيء وأهزل دولة في محيطه  والكيان العام  ، وإن بقي الحال على ماهو عليه  فالعراق إلى  زوال ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الإيراني الأمريكي
-  ثمن الحرية
- قانون التقاعد العام
- هل يجوز النيابة عن الميت للحج ؟
- سقط القناع
- ماذا تعني الضجة المفتعلة حول الإحتفال بكربلاء ؟
- الفساد في البلاد العربية
- عيد العمال العالمي
- الإرهاب في عيد القيامة
- هزيمة المسلمين
- وهم العقل الإسلامي
- عيد النوروز
- صحيح البخاري
- بمناسبة الحكم الصادر على قتلة الشهيد حسن شحاته
- الزواج المدني
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس برهم صالح رئيس الجمهورية
- داعش تعود من جديد
- أمُنيات 2019
- الدولة الفاسدة
- تظاهرات في فرنسا


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الحكومة السائبة