أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - مساويء الديمقراطية: إسرائيل وتونس مثالًا















المزيد.....

مساويء الديمقراطية: إسرائيل وتونس مثالًا


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الديمقراطية تعني حكم الشعب، وتعتمد على مبدأ الأكثرية.
ولذلك عندما يتم الإعتراض على قرار جائر، يتذرع البعض بأن القرار تم تبنيه من الأكثرية
.
وقد وعى المشرع الدولي هذه المعضلة، فنص على مبدأ المساواة بين الأفراد قبل النص على مبدأ المشاركة السياسية:
تقول الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان:
المادة 1: يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء
المادة 7: الناسُ جميعًا سواءٌ أمام القانون، وهم يتساوون في حقِّ التمتُّع بحماية القانون دونما تمييز، كما يتساوون في حقِّ التمتُّع بالحماية من أيِّ تمييز ينتهك هذا الإعلانَ ومن أيِّ تحريض على مثل هذا التمييز.
المادة 21: ( 1 ) لكلِّ شخص حقُّ المشاركة في إدارة الشؤون العامة لبلده، إمَّا مباشرةً وإمَّا بواسطة ممثِّلين يُختارون في حرِّية.
( 2 ) لكلِّ شخص، بالتساوي مع الآخرين، حقُّ تقلُّد الوظائف العامَّة في بلده.
( 3 ) إرادةُ الشعب هي مناطُ سلطة الحكم، ويجب أن تتجلىَّ هذه الإرادة من خلال انتخابات نزيهة تجرى دوريًّا بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت السرِّي أو بإجراء مكافئ من حيث ضمان حرِّية التصويت.
.
لقد وصل النازيون الألمان للحكم اعتمادًا على مبدأ الأكثرية، فأهدروا حق المساواة بين الأفراد واهدروا حق الأقليات
وتسيطر الصهيونية اليهودية على الحكم اعتمادًا على مبدأ الأكثرية، فأهدروا حق المساواة بين الأفراد واهدروا حق الأقليات. ولذلك قاموا بتدمير 81% من قرى فلسطين وتشريد أهلها ويرفضون عودتهم لذنب واحد انهم غير يهود خوفا من أن يصبحوا أكثرية عددية فيتم اقصاء الصيهونية النازية عن الحكم. وهم يشددون دائما على مبدأ يهودية الدولة.
.
وعندما اعترض البعض على قرارات بورقيبة التي تخالف إرادة الشعب في مجال مدونة الأحوا الشخصية، كان رده واضحا وسليما: سأفرض حرية المرأة وحقوقها بقوة القانون. لن انتظر ديمقراطية شعب من المنخدعين بالثقافة الذكورة بإسم الدين.
واليوم، يظهر أن حليمة عادت لعادتها القديمة. فنتيجة صندوق الإقتراع واعتمادًا على دعوى الديمقراطية تتجه تونس إلى انتخاب رئيس اسمه قيس سعيد ذو ميول إسلامية معارض لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث ويضع الشريعة الإسلامية فوق حقوق الإنسان بحجة أن تونس مسلمة وشعب تونس شعب مسلم. متناسيًا أن حق الفرد فوق حق الجماعة. فلو قررت مجموعة من عشرة أفراد قطع رأس من له لحية، على سبيل المثال، فهل يحق لهم أن يقطعوا رأسي لأني في الأقلية التي لها لحية؟
.
لتفادي هذه المعضلة، يتم النظر في المبادرات الشعبية في سويسرا لرؤية ما إذا كانت تخالف مبدأ دستوري ثابت مثل مبدأ عدم التمييز ومبدأ المساواة. وإذا تم التصويت بغالبية على مبادرة شعبية يرى البعض أنها تخالف هذين المبدئين، يحق اللجوؤ للمحكمة الفدرالية لإلغاء قرار الأكثرية.
.
وفي إسرائيل لا يوجد دستور، بل مجموعة من القوانين الأساسية التي لا تنص على مبدأ المساواة خوفًا من أن يتم استعمال هذا المبدأ للتصدي لقررات جائرة تأخذها الأكثرية الصهيونية النازية.
وهذا هو السبب وراء رفض الحركات الدينية المتطرفة في إسرائيل اعتماد دستور بالمعنى الحقيقي لأن مثل هذا الدستور سوف ينص على مبدأ المساواة. وهو ما ترفضه تلك الحركات. فالديانة اليهودية تعتبر اليهودي أعلى درجة من غير اليهودي، وحقوق اليهود أعلى من حقوق غير اليهود. فيمكن طردهم وحرمانهم من أرضهم وحقوقهم لمجرد أنهم غير يهود. نعم إسرائيل دولة ديمقراطية ولكن أي ديقراطية؟ ديمقراطية دمرت 81% من قرى فلسطين وشردت اهلها لكى يصبح اليهود أكثرية ويسيطرون على البلد اعتمادًا على مبدأ الأكثرية. إنها الدمقراطية النازية.
.
واليهود نفسهم يخشون هذه الديمقراطية. فلو أن العرب في إسرائيل اصبحوا أكثرية، فإنهم يخشون أن تقوم الأكثرية المسلمة حينها بتطبيق الشريعة الإسلامية ما دام أنها أكثرية.
ومن هنا يجب ربط الديمقراطية دائما بمبدأ المساواة وحقوق الأفراد قبل حقوق الجماعات.
.
وعودة للمثال السويسري: هناك
قرابة 70% سويسريون ناطقون بالألمانية
وقرابة 24% سويسريون ناطقون بالفرنسية
وقرابة 5% سويسريون ناطقون بالإيطالية
وقرابة 1% سويسريون ناطقون بلغة تسمى رومانش (خليط من الإيطالية والألمانية)
ولكن هذه الأرقام لا تخيف أحد. لماذا؟ لأن مبدأ المساواة بين المواطنين فوق مبدأ الديمقراطية
.
وعندما انتقدت مرشح الأكثرية التونسي قيس سعيد ذو الميول الإسلامية، كتبت أحدى المعلقات: اذا غالبية الشعب قرر انه بده حكم ديني فهذه إرادته هو حر هذا هو مفهوم الحرية.
فسألتها: وهل في نظرك أن للألمان أو اليهود أو المسلمين الحق في اختيار النازية كمنهج؟
أجابت: بكل تأكيد لا لان النازية هي اضطهاد لعرق آخر والتخلص منه وهذا غير مسموح. اما اذا شعب اختار بكامل ارادته أن يحكم بطريقة معينة فهذا من حقه طالما لم يعتدي على شعب آخر
وكان ردي: كلامك سليم جدًا. كل نظام ديني هو نازي بطبيعته لأنه يقصي أتباع الديانات الأخرى. عودي لآية الجزية رقم 29 في سورة التوبة: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
.
ومن هنا يأتي اعتراضي على وضع مادة في الدستور تقول بأن الإسلام دين الدولة ... باعتبار أن غالبية سكانها من المسلمين. الدولة لا دين لها، ووضع مثل هذه المادة يؤدي عاجلًا أو آجلا إلى هضم حقوق غير المسلمين، وهذا ما نراه في كل الدول الإسلامية. ونفس الأمر اعترض على وضع مبدأ يهودية الدولة لنفس السبب، وهذا ما يحول دولة إسرائيل الديمقراطية إلى دولة نازية.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى، بما فيها كتابي عن الختان: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق العجائب: موانع الطعام عند المسيحيين 1
- سؤال للمتخصصين في اللغة العربية
- صندوق العجائب: موانع الطعام عند اليهود 2
- صندوق العجائب: موانع الطعام عند اليهود
- صندوق العجائب 7: الخمر في الإسلام 4
- صندوق العجائب 6: الخمر في الإسلام 3
- صندوق العجائب 5: الخمر في الإسلام 2
- صندوق العجائب 4: الخمر في الإسلام (1)
- صندوق العجائب 3: الخمر في المسيحية
- صندوق العجائب 2: الخمر في اليهودية
- صندوق العجائب 1: الخمر عند سامي الذيب
- هل الختان هو الشر الأكبر؟
- قرار جمهورية الحمير
- صندوق العجائب: حلقة تمهيدية
- أنتم لا تسألون - طبيبٌ جليليّ
- مسلم متحول للمسيحية يدافع عن جريمة الختان
- فقرات من الحلقة 43 حول مؤامرة الصمت: ختان الذكور والإناث
- خواطر حول الختان ودعوة للشهادة
- شهادة مختون (3)
- شهادة مختون (2)


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - مساويء الديمقراطية: إسرائيل وتونس مثالًا