أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - قادة خرجوا من القبعة الامريکية














المزيد.....

قادة خرجوا من القبعة الامريکية


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: القضية الكردية
    


تلک النصائح و التحذيرات و"الادانات المبطنة" التي صدرت عن السيد"مقتدى الصدر" و"هيئة العلماء المسلمين"بخصوص تصريحات صادرة عن السيد رئيس إقليم کوردستان مسعود البارزاني بخصوص العلاقات مع إسرائيل، ذهبت بعيدا جدا وعبرت الحدود المسموحة لها حتى غدت عبارة عن تهديد ضمني للقادة الکورد من عبور"خطوط حمراء"معينة.
السيد البارزاني الذي کان يتحدث بشکل "إفتراضي" و"إحتمالي"عن العلاقة مع إسرائيل و ربطها بشرط"عراقي"، لم يأت بجديد في موقفه هذا بل هو موقف سبق وأن أبداه الزعيم الکوردي مرارا حتى صار بمثابة إحدى الثوابت التي يتم تداولها عنه، لکن التفسير الاخير الذي طرحه کل من السيد مقتدى الصدر و هيئة العلماء المسلمين، حرصتا على تأويله وفق سياقات تخدم الخطوط و المسارات السياسية المتباينة المعادية للکورد في العراق و المنطقة.
والحق لم يتملکني العجب لإتفاق فصيلين سياسيين ـ طائفيين بهذا الشکل الغريب، ذلک إن کلاهما يسيران وفق خط علني عام معلن عنه، لکنهما وفي سريهما و حقيقة أمريهما يکادان يکونان مناقضان تماما لعموم ذلک الخط.
وليس هناک من لايدري أن مجمل حوادث العنف الطائفي من خطف و قتل و تهجير و سطو، هي من تحت عباءة هذين الفصيلين الذين يتباکيان اليوم على العراق من"شر العلاقة مع إسرائيل"، و يوهمان الناس بأن مجئ إسرائيل يعني مجئ الشقاق و النفاق و التدهور الامني الذي هو موجود على الارض فعليا و بإرادة منهما تحديدا، من لايذکر العملية الاخيرة للجيش الامريکي الذي کان يطارد مجموعة من الارهابيين وإنتهى الامر بهم الى الإحتماء في إحدى"الحسينيات"الصدرية في مدينة الصدر؟ أم من لايدري کل تلک الصفقات التي تتم لتحرير الرهائن من تحت عمائم قادة هيئة علماء المسلمين؟
هؤلاء الذين يحاولون أن ينصحوا الشعب الکوردي، ليعلموا جيدا، أن مرجعية الشعب الکوردي هي مرجعية سياسية ـ قومية متفق عليها من قبل کافة أوساط الشعب، وإن الکورد ليسوا بحاجة لمن ينصحهم في"أمور دينهم"، فهم الشعب الوحيد في العالم الاسلامي الذي لم يستغل الاسلام لبناء دولته القومية، کما إنه الشعب الوحيد الذي عانى الامرين من فتاوي وعاظ السلاطين و"المجتهدين الجدد"، وإن مثل هکذا خطاب "سقيم" و "غير سوي" الاجدر بهما أن يوجهانه الى تلک الدول و الشعوب التي يعنيها الامر.
إن رجلا مثل السيد مقتدى الصدر و تياره و جهة مثل هيئة علماء المسلمين و أنصارهم، لم يکن لهما وجود يذکر قبل 9 نيسان2003، وإن سقوط صنم بغداد بأيدي أمريکية کان بمثابة إيذان بظهورهما على الساحة السياسية في العراق، الاول مستغلا للظرف و لتراث جهادي ورثه"ولم يقم به"والثاني مستغلا لتلک الحالة التي أوجدها الاول بعزفه على الاوتار الطائفية، وهکذا"وافق شن طبقه"و إتفقا على عدو ليجمعهما بعد کل ذلک"السباب"الضمني و"القتل"السري و"الخطف"المبرمج، ولم يکن هناک کالعادة سوى الکورد!
إن القادة الذين جاءوا ببرکة المحررين الامريکان ولم يکن لهم وجود يذکر قبل ذلک، ليعلموا جيدا أن الحرکة التحررية الکوردية کانت دوما رقما صعبا على الارض وکما کان الدخول الامريکي لأفغانستان ممکنا عن طريق"تحالف الشمال"، فکذلک الامر بالنسبة للعراق، فقد کان الکورد هم بمثابة"تحالف الشمال"العراقي الذي خدم الاستراتيجية العسکرية الامريکية، لکنهم"أي الکورد"لم يلعبوا على"أکثر من حبل" ولم يغمزوا لأکثر من"جهة" و "إتجاه"ليعودوا في نهاية المطاف الى تحت قبعة"العم السام"ويحتميان بدفئه لينشئان ميليشيات يقارنونها فيما بعد ظلما مع حرکات تحرر.
إسرائيل التي غدت بمثابة علکة يمضغها هؤلاء ليل نهار و ينسبون کل جرائمهم التي يقترفونها لها يذکرونني بطريفة ذلک الإعرابي الذي هاجت به الشهوة ولم يکن أمامه سوى ناقته، فيقوم بربط عصا بين قدميها الخلفيتين ومن ثم يواقعها، وبعد أن يکمل نزوته يقول نادما: لعنة الله عليک أيها الشيطان! وفجأة يتجلى له الشيطان ويزجره قائلا: بل لعنة الله عليک أنت، والله لو بقيت سنينا لما خطرت لي فکرتک هذه!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برکات سيدنا الشيخ
- حکومة تخطت حاجز الامر الواقع
- الإستخارة الإيرانية
- هذا ما جنته فتح على نفسها
- وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟
- ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد
- إيران..عضو جديد في المحفل النووي
- رسالة کوردية الى واشنطن
- صفعة دبلوماسية للسيد غول
- الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية
- قمة الاسترخاء
- إذا کان القذافي بطلا فماذا يکون نجاد؟
- وماذا عن الذئاب الترکية؟
- لمادا أکره إسرائيل؟
- إيران و فيلق بدر
- الادب النسوي إغناء للسمة الانسانية للأدب
- أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد
- حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام
- ثقافة المتاجرة بالاوطان
- نعم أنثوية بعد ثلاثة عقود


المزيد.....




- يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام ...
- حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم ...
- رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ...
- منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة، ...
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ ...
- مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل ...
- زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في ...
- حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن ...
- حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ ...
- هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - قادة خرجوا من القبعة الامريکية