جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 10:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد كشف التلاعب والمتاجرة بالقضية الفلسطينية المغدورة من اهلها ، المستور من مستوى التيه والغرق في الغيبيات والاوهام التي ينفث بها مختصون في هذا الفن لزرع الهوان والخور في امة تفتح ما تبقى لها من عقل امام هذا النوع من الخبل … موضوعنا اليوم عن توقع الشيخ الجرار بزوال اسرائيل عام 2022 استنادا لعلم الغيبيات الرقمي المستنبط من القرآن ! ولا ادري من اين جاء بهذا العلم ؟! المهم لن اناقش هذا الامر لانه لايستحق ، ولكن الذي لفت انتباهي وهو الاخطر في الموضوع التعليقات وهي حوالي 2 الف تعليق ، والتي كتب قسم منها بعض السطحيين والمسروقة عقولهم وما اكثرهم ! والمسحوبين بخيط واهن من امل يزرعه وباء الخرافة المتمكنة منهم ومن غيرهم والموروثة من الاجداد العظام الى الابناء البررة ، وهو داء مزمن اصاب العرب منذ طلوع فجر الاسلام الى يومنا هذا والى يوم يبعثون ! في حين يدعوا العقل والمنطق أي انسان سوي يمتلك ذرة من عقل الى رفض هذه التخرصات حتى يكون درسا لمثل هذا النوع من الدجالين الذين تزخر بهم امتنا ، والتي دوما ما تهرب الى عالم الغيب المقدس لخوفها من مواجهة الحقيقة المرعبة ، والنزول الى ارض الواقع المرير والتخلي عن عالم الاحلام ، و وهم التوكل على اللة الذي سيستجيب حتما لدعائهم ويرسل ملائكته لتزيل اسرائيل من خارطة الشرق الاوسط مكافأةً لهم لانهم مسلمون مطيعون لله ورسوله ! وهم نائمون فوق سحابة من خيال لايفعلون شيئاً مصدقين بحتمية ماجاء به الشيخ ! … قال احد الفلاسفة : ( يمكن ان تكون المجتمعات جاهلة ومتخلفة ولكن الاخطر هو ان ترى جهلها مقدسا )… قرأت قسم من التعليقات لانها كثيرة جدا وفيها تقريبا 90% ممن يشاركون الشيخ امنيته ويشدون عليها بالدعاء على العدو الصهيوني بالهلاك و الزوال المستعجل ، ومنهم من اعاد التاكيد على فرية الشيخ بانه قد راى في الحلم صدق هذا التوقع ، وبعضهم طمأنوا الشيخ بان النبوءة ان فشلت فله حسنة لانه اجتهد واخطأ ، مكافأةً له على خداعهم وتخديرهم واعطائهم فسحةً من امل افتقدوها في زحمة الهزائم النفسية والعسكرية كما قال احدهم !! واخرين اعربوا عن حبهم وتعاطفهم وتمنياتهم للشيخ بطول العمر حتى يتمكن من اتحافهم بهكذا جرعات من نشوة المورفين وان لايتوقف حتى وإن فشل تنبأه !…يبدو اننا ادمنا هذا الجنون وسنبقى عليه حتى ينعق غراب الخراب فينا وفي اوطاننا !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟