أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد موجاني - الأخلاق لم تأتي من غار حراء!














المزيد.....


الأخلاق لم تأتي من غار حراء!


محمد موجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا إنسان مسلم إذن أنا إنسان خلوق !
هذا ما يعتقده الكثير من الأناس المسلمين اليوم، وفي المقابل يعتبرون كل إنسان متحرر من الموروث الديني ولو نسبيا ، أو من لا يدين بأي دين بإنسان عديم الأخلاق وقليل الإحترام . فوحده المسلم، في نظرهم ، هو الذي يعرف الصواب من غيره ، ووحده المسلم ذو النية الصافية و الضمير النزيه و الخلق الحسن، ووحده المسلم هو الذي يملك تربية تحترم وترفع من قيمة الإنسانية في كل زمان ومكان .
لكن دعونا نفحص هذا الإدعاء :
بدون أدنى شك ، أن المنظومة الأخلاقية وحسن التعامل مع الغير والمجتمع لن يكون مصدره أية سماء، ولا قد كان منبعه أي أرض ،بل هو تطور في السلوك الحضاري للإنسان مند وجوده على هذا الكوكب ، وهذه السلوكات عرفت تعديل وترقيع مع مرور الزمان إستجابة لم يفرض السياق الراهن ، ولم تكن نهائيا بقوانين جامدة أو أعراف نهائية بل قد يكون ما هو أخلاقي في زمن معين ليس أخلاقيا في وقتنا الحالي .
حتى ولو كانت الرسالة السماوية قد أتت قصد تصحيح وتكميل المنظومة الأخلاقية لدى الإنسان القريشي في تلك الفترة، وتحضيره وتجريده من كل الأفعال الباشعة التي تحط من كرامة الإنسان آنذاك ، هذا لا يعني انعدام الأخلاق بتاتا لدى العرب ، وذلك مصدقا للحديث المنسوب لرسول الإسلام والمسلمين : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهذا الحديث أن دل على شيء فإنه يدل على أن العرب قبل الاسلام لديهم أخلاق ، لكن لم تكن أخلاق راقية ، وهكذا عدلها الإسلام في ذلك الوقت .
وهذه المنظومة الأخلاقية تخص البيئة والوسط الذي كان يعيش فيه الرسول . وهذا لا يعني، كذلك، عدم وجود إستثناء ونمو في أخلاق البشر وضمير وتعاملات الإنسان في الحضارات الأخرى بل هنالك من الحضارات من قطع اشواط في التعامل والتعايش وحققت تطور في أنظمتها وقيمها وسلوكها بمعزل عن الإسلام.
كما أن هذا الادعاء غير منطقي بالمرة، بل قد نجد إنسان يدين بدين غير الإسلام أو بدون دين ، يتعامل بلطف وبإنسانية أكثر من الذي يجعل من الإسلام مرجعيته ودستوره المنظم لعلاقاته في المجتمع . بل قد تجد المسلم نفسه قد يلجأ إلى سلوكات غير أخلاقية أكثر من الغير المسلم ، لأن الإنسان العديم المباديء لا يمكنه أن يحترم الآخرين بغض النظر عن تدينه . فتجه على سبيل المثال إنسان متدين قد يملك متجر و يبع بالتقسيط ويحرص على إحترام الميزان لكنه قد يغش في البضاعة.
وكثير هم الائمة والراقين الدين يستغلون هذه التنائية (الاسلام..الاخلاق)ويجدون الفرصة المناسبة ليرد عنهم كل الشكوك ويمارسون مكبوتاتهم ويرتكبون جرائم : من تحرش ، و ابتزاز. واغتصاب الأطفال ، وراء تدين مزيف وخادع.
إن كل من يجعل من الإسلام والأخلاق وجهان لعملة واحدة إنما يريد بنا أن نضرب بعرض الحائط كل التراكمات التي حققتها الأمم المتقدمة وانماظ التعامل التي بلورها أساتذة التنوير في أساليب الفكر والكشف والنظر والمعالجة لإصلاح تصرفات البشر ، وأن نعود في شكل حركة تاريخية معكوسة إلى أساليب القرن السابع الميلادي. التي لا يمكن لها أن تتمشى مع واقع يعج بالتناقضات والمشاكل .
فكما نجد إنسان مسلم يحرص على أن يعامل غيره حسن المعاملة، لأنه يجعل نمو الإنسان في إنسانيتة فوق كل اعتبار ، نجد كذلك ، وفي غالب الأحيان ، تصرفات الانسان المتدين قد تكون أسوأ بكثير لأنه يحس أنه أحسن من الآخرين خلقا وأعظمهم شأنا وذلك بسبب إفراطه في التدين وإعتقاده أنه الأدرى في الأمور الحياتية ، وبإعطاءه الأولوية للعقيدة التي تجعله يحس بجنون العظمة يستحيل أن يعر أي إهتمام للإنسان رغم أن التدين أو عدمه ليس معيار للأخلاق.



#محمد_موجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعيش الإسلام خريفه؟
- رحلة البحث عن المعنى (5)
- رحلة البحث عن المعنى (4)
- رحلة البحث عن المعنى (3)
- رحلة البحث عن المعنى (2)
- رحلة البحث عن المعنى (1)
- خطب الجمعة، ما يقال ليس سهلا!
- أنا أمازيغي ولكن...
- الدين الطبيعي أو أرجوك لا تتخدني عدوا
- مسلم اليوم وتوهم امتلاك اليقين التام


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد موجاني - الأخلاق لم تأتي من غار حراء!