يصاب المتابع للتقارير المصورة التي يعدها المراسلون من مختلف مناطق العراق المحتلة من قبل قوات التحالف الأميركي البريطاني باشمئزاز حقيقي من كل ما يجري . فما نراه ، لا يتناسب مطلقا ، مع الصورة الخيالية لما تريد اللغة الديبلوماسية لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الإيحاء به حول مستقبل البلاد في ظل الاحتلال ولو الموقت . أما لغة الرئيس الأميركي المتغطرسة ، فهي متناغمة فعلا مع ما نرى من إهانات غير مبررة لذوي الهامات المرفوعة على مدى سبعة آلاف عام .
لا أتحدث بلغة منفعلة ، لكن قوات التحالف تحاول إكمال ما بدأه صدام من إذلال للشخصية العراقية الكريمة . ومثلما عصف الإذلال الصدامي بأي تضامن محتمل ومفترض بين شعب ورئيسه ، فسيعصف الإذلال التحالفي – بالتأكيد – بكل تفهم ينتظرونه لمزاعم التحرير .
حتى في الغرب ، لم نر رجلا يفتش نساء ، فكيف يذل التحالف العراقيين من خلال تفتيش جنوده نساءهم وفيه المئات من الجنديات ؟ ولماذا يسرق التحالف دنانير العراقيين و ذهب نسائهم ؟ و لماذا يصرخ التحالفيون بالعراقيين بلا سبب عند نقاط التفتيش وما أكثرها ، ولماذا يخضعون رؤوس العراقيين الشامخة إلى الأرض ؟
العراقيون بين حافرها ونعلها ؛ بين مزايدات صدام وعملياته الانتحارية الملصقة بنسائنا بهدف المزيد من انتهاك حرماتهن ، وبين غباء التحالف وعدم قدرته على فهم العراق والعراقيين . وليعد الجميع قراءة هذا الواقع الخطير ، قبل أن تعصف قنبلة الإذلال الموقوتة بكل شيء .
--------------------------------------------------------