اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6355 - 2019 / 9 / 19 - 22:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلاد العميان
لماذا لا يملك العراق ادلة قاطعة على المصدر الذي انطلقت منه الطائرات المسيرة ، وقصفت لأكثر من مرة مخازن أسلحة الحشد الشعبي ؟
جواب السيد رئيس مجلس الوزراء على هذا التساؤل كالاتي : ( قد تكون إسرائيل ، وقد تكون منظمة خلق الإيرانية ، وقد تكون ... ولكننا كدولة لا نملك دليلاً قاطعاً ) ...
من حق المواطنين التساؤل عن العلة التي تمنع ( دولة ) العراق من امتلاك ناصية التقنية المتطورة التي تزيد من مساحة رؤيتهم للامساك ( بالدليل القاطع ) ، خاصة وان البلد يتوفر على المال المطلوب وعلى الكفاءات البشرية . هل لان التفكير بالإقدام على مثل هذا العمل الوطني مفقود ؟ وبالتالي فان البلد بلا رؤية استراتيجية ، وفاقد للإرادة السياسية التي تترجم هذه الروية الاستراتيجية الى افعال وطنية ...
إذا كان الأمر كذلك ، فان النتيجة الطبيعية تكون ، كما هو حاصل الان : شعور أهل البلاد الدائم بالخوف من السكن في بيت بلا سقف يحميهم من الأمطار والزوابع وتيارات الهواء وعواصف الرمل والتراب ...
العالم الذي نعيش فيه لم يخل يوماً من الصراعات الاقليمية والعالمية بل ان زمن الحرب والصراع في التاريخ البشري : يزيد كثيراً على زمن السلم والسلام ، كما تشير الى ذلك الدراسات الجيوسياسة ، وقد ترسب من هذه الخبرة البشرية المبدأ العسكري الذي يقول :
بان المنتصر في هذه الحروب والصراعات هو الذي يرى عدوه ، ويحرم عدوه من ان يراه . ومهمة رجل الدولة -اضافة الى مهامه الكثيرة الأخرى - وضع الخطط والبرامج التي تمكنه من روية العدو والإمساك به متلبساً بجريمة الاعتداء ، لا ان يتيه كالعميان في غابة الشك والتكهن والظن مردداً : قد يكون الذي أغار علينا هذا العدو ، وقد يكون ذاك ...
في الإقليم الذي يضم العراق ودولاً أخرى نشأت أولى الإمبراطوريات ، وما زالت شعوبها تحن الى ذلك العصر الذي خرجت فيه دولها الى ما وراء حدودها الطبيعية وتحكمت بالكثير من الأمم والشعوب والخيرات . ومن الضروري للعراقيين التنبه لهذا الميل الطبيعي للدول المجاورة ، والوعي الحاد بكونهم ينتمون الى دولة : لا الى قبيلة او نحلة دينية او طائفة ، وان يستلوا خططهم في الارتفاع بشأن دولتهم وتعميق مواطنيتهم فيها ، انطلاقاً من الشعور الوطني لا من شعور تضامني اخر . فدول الجوار : إسرائيل وإيران وتركيا والعربية السعودية وحتى قطر والإمارات ، تعمل الان خارج حدودها ، تجذبها المناطق الهشة الرخوة كالعراق ، فلابد لابناء العراق من بناء القوة الرادعة التي تلجم طموحات هذه الدول بامتلاك تكنولوجيا رؤيتهم وهم يدبون في الظلام ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟