أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - فلسفة الموت














المزيد.....

فلسفة الموت


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الموت هو نقيض الحياة، ويحدث عندما تفارق الروح البدن وبتعبير الفيلسوف اليوناني ابيقور، إّن الموت ليس موجودا اذا كان الانسان لا يزال حياً، واذا حل الموت، فأن الحياة أو الروح قد غادرت المكان. وعليه، يدعو ابيقور الى عدم الخوف من الموت، لأن الخوف –هذا- هو اشد وطأة على الانسان، من الموت نفسه. كل حي مآله الى الموت، سواء كان انسانا او حيوانا او نباتا. فالموت ليس عقوبة من الطبيعة او من الله، أو من أي قوة اخرى او من شيء آخر مثلما تريد أن تسميه سميه، لا ضير.
بعضهم قال أن الموت هو بداية حياة أخرى، وهذه الحياة الاخرى لا يمكن أن نصل اليها الاعن طريق الموت، ويريدون بذلك انتقالنا من هذه الحياة الى تلك الحياة الاخرى، أي حياة بديلة عن هذه الحياة التي فيها معاناة وشقاء وآلام جسيمة، بل تلك الحياة هي بمنأى عن هذه المنغصات، هذه المحن، هذا العذاب المستديم، كما يتعقد اصحاب هذه النظرية.
الفلاسفة والمتكلمون مختلفون في حقيقة تلك الحياة، قسم منهم يؤكد على وجود تلك الحياة المرتقبة ولهم ادلتهم الخاصة، والقسم الآخر يرفض ذلك جملة وتفصيلا، القسم الاول يبرهن على وجود تلك الحياة من خلال نصوص لاهوتية يعتقد هو بصحتها، والقسم الثاني، يحكّم العقل والمنطق والوجدان، ويقرر بعدم وجود تلك الحياة. يعني أن النزاع مبني على نصوص جاهزة قديمة، يعتقد القائلون بصحتها أنها نصوص حقيقية معتبرة، لا جدال فيها، وبين الذين يقولون بالعقل ويقيسون جُل القضايا على هذا الاساس. فما يقره العقل هو الصحيح وما يرفضه هو ليس بصحيح، والعقلانيون امثال جان جاك روسو وفولتير.
وعلى كل حال، وبغض النظر عن قول هؤلاء، وقول أولئك، فأن الموت حقيقة واضحة لا غبار عليها. فالموت هو رحمة لا نقمة، وهناك احايين كثيرة يتمنى الانسان فيها الموت، خصوصا في القضايا الحرجة والتي شدتها اكثر من شدة الموت، فمثلا أن يقع الانسان بيد اعداءه فيتعرض للتعذيب والاهانة، او انسان تتكالب عليه كثرة الامراض وخصوصا الامراض التي لا يُرجى شفاؤها، او انسان يرى نفسه انه يعيش وحيدا فريدا بعيدا عن اهله وخلانه ووطنه، بحيث تتقطع به كل السُبل، فساعتها يتمنى الموت في كل لحظة، لأنه يرى في الموت خلاصه من الم لا يتحمل قسوته بعد.
حينما يفارقنا عزيز بالموت نبكي عليه ونحزن، لأنه الفراغ الذي تركه لا يمكن أن يسد فجوته أي شيء آخر، لكن بمضي الليالي والايام، والسنوات، نحاول نسيانه، وهو شيء لابد منه، ونتسلى بأمور اخرى لأجل ديمومة الحياة، فالموت فلسفة وجود، وعلى مدى التاريخ فقدنا علماء، عباقرة، مفكرون، اعزاء، وفلاسفة، فحزن عليهم محبوهم وذوهم ايام معدودة، ثم طواهم النسيان، فقط الذي ظل هو ارثهم العلمي والفلسفي والادبي، كشاهد على مشاركتهم في الحياة، وما افادونا به، لكن أن نستمر في الحزن عليهم ثم نجدد هذا الحزن بين الفينة والاخرى، أنّا لا نراه من المنطق في شيء ولا من العقل في شيء، مهما كانت منزلة ذلك الشخص السياسية أو الاجتماعية، أو العلمية.
لما مات ابي نسيته في السنة الاولى لوفاته، وحينما يأتي اجلي واغادر الحياة، ربما ستنساني أسرتي في الاسبوع الاول من مماتي، هذه هي سنة الحياة، وهي – اسرتي- معذورة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنهم يبغضون التفلسف
- الفيلسوف الذي لم تُنفذ وصيته
- ابن التاجر الذي اصبح اعظم فيلسوف
- نهدان
- حينما تكلم البير كامو(2)
- حينما تكلم البير كامو(1)
- أهمية الدين في رواية (الطاعون)
- يتيمة
- النظرية التي غيرت كل المفاهيم حول نشأة الانسان
- وصية للاغبياء
- درس الطب ليس بمحض رغبته فحقق شهرة عالمية واسعة!
- العبقري الذي احتفظوا بمخه من اجل الدراسات المستقبلية
- الغجر مأساة انسانية خالدة
- بالفلسفة نغير العالم: النزعة العقلية: اكتشاف الهندسة التحليل ...
- بالفلسفة نغيّر العالم: ما هو العقل، وهل ممكن نقده؟
- مقالات في التصوف والعرفان(4)
- مقالات في التصوّف والعرفان(3)
- مقالات في التصوّف والعرفان(2)
- مقالات في التصوّف والعرفان(1)
- خدام الفلسفة:(2) إمام عبد الفتاح إمام


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن مساعدات إلى لبنان بقيمة 157 مليون دولار
- ترامب يقول إن على إسرائيل -ضرب- المنشآت النووية الإيرانية
- -حزب الله- يكشف حقيقة صور طلبها نتنياهو وكلفت إسرائيل عشرات ...
- السفير الروسي لدى واشنطن يؤكد عدم جدوى إرسال الأسلحة الغربية ...
- مسيرات في عمّان تضامنا مع فلسطين ولبنان
- -بلومبيرغ-: البنتاغون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأ ...
- اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن نفقات ا ...
- باسيل يحدد -سبيلا- لـ-انتصار- حزب الله ويؤكد أن المشكلة ليس ...
- غارات إسرائيلية عقب إنذارات جديدة لسكان الضاحية الجنوبية في ...
- فيلتمان للحرة: يجب أن يكون اغتيال نصر الله دافعا لتوحيد اللب ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - فلسفة الموت