فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول المفكر الكبير كارل ماركس : (التاريخ يعبد نفسه مرة على شكل كوميدي مضحك ومرة على شكل تراجيدي مأساوي). والآن يعيد التاريخ نفسه في العراق حسب هذه القاعدة بعد أن تركت وتخلت ورفضت أكثرية شعوب المعمورة أفكار القرون الماضية وأصبحت محاربة من قبل الدول وجدت مكانها ووجودها في العراق الذي عشعشت فيه ... أفكار القاعدة وداعش الإرهابية وجدت في العراق قاعدة لها ... أفكار ميكافيلي الفيلسوف الذي عاش في القرون الوسطى قال (من ليس معي فهو ضدي) ... أفكار المفكر الانكليزي هوبز قال : (الإنسان ذئب لأخيه الإنسان). الذي عاش في بداية النهضة الأوربية ... قال جان جاك روسو المفكر الفرنسي : (ليس السبب يقع على الإنسان في ظلم أخيه الإنسان وإنما السبب المجتمع هو الذي يظلم الإنسان). ثم جاء مونتسكيو المفكر الفرنسي فقال : إن السبب في ظلم الإنسان وحرمانه يعود إلى الدولة فقسمها إلى ثلاث سلطات (السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية) ... ثم جاء الشاعر الكبير الراحل معروف الرصافي قبل حوالي قرن من الزمان وقال :
علم ودستور ومجلس أمة ... كل عن المعنى الصحيح محرف
العلم مطرز عليه اسم الجلالة (ألله أكبر) ورأس الحكمة مخافة الله وهو الآن في العراق مرفوع على دوائر الفساد الإداري الدستور تمت الموافقة عليه وفق القاعدة التوافية (أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) ... ومجلس الأمة (المدافع عن حقوق الشعب العراقي) يشهد الله لم يتفق أعضائه إلا على ثلاثة (الرواتب والسيارات وقطع الأراضي). أما الشعب العراقي فإن أكثريته أصابهم اليأس والإحباط واللامبالاة واتخذوا من قاعدة (حرف الميم) شعار لهم (ما أنتخب ... ما عَليّه ... ما شفت ... ما يخصني ... ما أعرفه ... ما أرغب ... ما أثق به) مما خلق هذا التصرف السلبي تأثير كبير على نتائج الانتخابات ... والحقيقة هي أن موقف هؤلاء لسلبي يؤدي إلى إفراز (دولة) سببت لهم الضجر والجزع واللامبالات ... والمفروض بهم أن يكونوا أكثر إصراراً واندفاعاً من أجل بناء الدولة الصحيحة والمنتجة والمخلصة.
أدعو من أعماق قلبي بالعمر الطويل لأعضاء مجلس الحكم الذي أسسه بريمر الحاكم المدني العام على العراق ... والعمر الطويل أيضاً إلى بريمر (الملعون) ... ليشاهدوا ما فعلوه بالعراق المستباح وشعبه المذبوح.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟