أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ميلاد عمر المزوغي - حرية التعبير....اكذوبة باهظة الثمن.














المزيد.....

حرية التعبير....اكذوبة باهظة الثمن.


ميلاد عمر المزوغي
(Milad Omer Mezoghi)


الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 14:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


حرية التعبير....اكذوبة باهظة الثمن.


في هذا الزمن الرديء,ارادوا ان يقتلوا الكلمات,فشلوا في اسرها,وجعلها حبيسة اصحابها,لم يهنأ لهم بال ,طاردوها بما استطاعوا, امطروا اصحابها بوابل من التهم,رفضوا سماعها,لكنها اخترقت خطوط الدفاع الاولى, اناملي تنتظر اشارة مني,حيث الكم الهائل من الكلمات المتراصة بأعماقي عبر السنين, ليكتب قلمي كلمات من رصاص عجز اللسان عن النطق بها,سعوا بكل ما اوتوا من قوة الى تكميم الافواه,الى بتر الانامل التي تكتب كلمات غير مألوفة لديهم.

يتحدثون عن سجناء الرأي في زمن الحكم الشمولي,يقيمون العالم ولا يقعدونه,تتحرك المنظمات الحقوقية الرسمية والأهلية , تخفف عنهم المحكومية, يخرجون الى الحرية المزعومة ,لا يطيقون البقاء متفرجين دون القاء كلمة ,هم على استعداد لنكث العهد الذي قطعوه على انفسهم بخط يدهم,يعادون مجددا الى غياهب السجون,تلك المكان الوحيد الذي يمكن للسجين ان يعيش بها حرا,غير مبال بما يحدث بالخارج ,لأنه لم يعد منه,يعيش في عالم اخر,يوفر له المأكل والمشرب والمسكن والتلفاز بلا مقابل, قد يسمح له بقلم وقرطاس ليدوّن بعض مما يجول في خاطره.

حرية الرأي والتعبير صارت علكة يتلهّون بها,يريدونك ان تعبر عما يجول في صدورهم, ,لأنهم عاجزون عن الافصاح بلغتهم التي لن يتقبلها الغير ,يطلبون منك ان تكتب ما يريدون,فتزينهم في نظر الاخرين ,فيبدون وكأنهم ملائكة في صورة بشر, تطهير البلاد العربية من كافة مخلفات الحقبه الاستعمارية البغيضة ومن درناتها السرطانية. التي انبتت كائنات حية انتشرت في كل الارجاء,تحاول تشويه الكائنات الاخرى,الوطنية لم تعد معيارا للشهامة والنخوة ,بل صارت تباع وتشترى في سوق النخاسة.

مسكين من يمسك قلمه,ليخط اماله,ليعبر عن غيره من الجماهير المقهورة,مطبوعاته ستفلس لأنها لن تجد من يشتريها ليقرأها ,الكلمات تعتبرها العامة انها مجرد "فشت خلق" لا اكثر ولا اقل,الاعلامي تطاله لعنات وشتائم القراء,يعتبرونه يمثل الرأي الاخر الذي يعادون,في احسن الاحوال يقولون عنه بأنه ينفخ في قربة مثقوبة(مشروكة),لن يجد المساندة المطلوبة للاستمرار في الكتابة,يثبطونه, يدجنونه,يبقى رهبن "المحبسين" باختياره وان كان قسريا,هكذا هو المجتمع المتخلف, يقتل روح الابداع لدى ابنائه,يغيب النقد الذي حتما سيؤدي الى تصحيح المسار لأجل الصالح العام. كلمات الاعلامي الصادق ليست كالكلمات.

انها ولا شك البيئة التي اوجدها الاستعمار ومن زرعهم في المجتمع العربي انطلاقا من مبدأ من يخالفك الرأي فهو عدوك,يريد اسقاطك,ليأخذ مكانك,فأسقطه, تطبيقا للمثل القائل: (تغذّى به قبل ان يتعشّى بك) ليخلوا لهم وجه ابيهم,ليفعلوا ما يريدون.

في كثير من الاحيان يعمد اولئك المتسلطون المهيمنون على عقول العامة, وعندما يعجزون عن إثناء القلة من الكتاب والإعلاميين والانصياع لأوامرهم, يعمدون الى خطف احد افراد العائلة للضغط عليه وقد يصل الامر الى اطلاق زخات من الرصاص(احيانا ذخائر من العيار الثقيل) على الذين يجاهرون بقول الحقيقة, حيث لم تنفع معهم اساليب الترغيب والترهيب,لقد آلى الشرفاء من الاعلاميين على انفسهم ألا يهادنوا بعد اليوم ,لن يعبئوا بتهديداتهم, فالمقاتل في زمن الحرب عندما يشتد اوارها, لا يبحث عن اوسمة او نياشين او انواط ,كما انه لم يعد يفكر في تذاكر مجانية مع الاقامة لتأدية فرائض دينية او جولات سياحية,بل يبحث عن عدوه ليهديه رصاصه.

نخلص الى القول الى ان حرية التعبير هي اكذوبة ابتدعها الغرب وانطلت على الجماهير المغفلة,فإما ان يعبر الاعلامي عما يريده الحاكم وإما ان يكون مصيره السجن.


ميلاد عمر المزوغي



#ميلاد_عمر_المزوغي (هاشتاغ)       Milad_Omer__Mezoghi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئس-الرجال- من استخلفت يا شيخٌ
- طرابلس الغرب حاضنة الليبيين ....قريبا الى حضن الوطن
- ليبيا والمجد خِلاّنٌ واسيادُ
- ضوضاء الطائرات وأثرها البيئي*
- ما بال شعبي بالقذائف يُصفعُ
- المركبات الجوية غير المأهولةDrones
- الامازيغية, موروث ثقافي ام خطوة نحو الانفصال
- عدت يا يوم مقتلي
- أمي - رثاء-
- إدلب,نفاية العالم بها.....هل سيتم اعادة تدويرها ام إحراقها
- ارحل....ما عدت تمثلنا
- افرحوا بربيعكم..الخريف قادم
- اخوان ليبيا وحقيقة المراجعة
- معذرة مظفر النواب
- بنغازي الكرامة
- الاضحى........ والأضاحي
- ما بالُ قلبكَ بالحوراءِ منبهرُ
- دماء ودموع
- الربيع يزهر شوكا
- صلّى عليك الجمع في عليائك


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ميلاد عمر المزوغي - حرية التعبير....اكذوبة باهظة الثمن.