حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 03:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" أركون و المكون العربي و الثورة التحريرية "
لا يستعمل محمد أركون في كتاباته عبارة عقل عربي و لا سياق عربي و لا عبارة و لفظ و مفردة " عربي" ..الخ كما يفعل الجابري ..
و الجابري لا يريد منها نزعة قومية ضيقة كما فهمها منه البعض بل يريد أن يتكلم عن لسان عربي نزل به القران و غلب على الثقافة الاسلامية المدونة و الحضارة العربية الإسلامية التي ألهمت الإنسان المسلم..
لذلك ترى بعض إخواننا الشيعة و منهم بعض المراجع الذين يرسخ في وجدانهم و ثقافتهم البعد الهوياتي القومي الفارسي و التمايز العرقي و لو ضامرا و خفيا حتى عند بعض العرب منهم يتطلب جهدا حفريا ليبرز فهم يبجلون و يفضلون أركون على الجابري
على خلاف ما فعل المفكر المعتدل المتألق الدكتور محمد يحي الذي لا يعرفه الكثير للاسف و هو قامة فكرية مرموقة ..
قلت تراهم يفضلون أركون رغم علمانيته الصلبة و نزعته التي تقول بالتكوين البشري للإسلام و استخفافه بالتراث و تبعيضه و عدم التجذر فيه و اثار عدميته الخفية..
في حين يجهر الجابري بمقولته الشهيرة الديمقراطية بدل العلمانية و يعتبر العرفان نظاما مستقيلا ما يقلق اخواننا الشيعة فيردون الفعل بعدم انصافه الا من طرف الدكتور محمد يحي الذي قام بنقده فانصفه أيما إنصاف ..
في حين يبدو أن أركون يتوجس و يحذر من استعمال مفردة " عربي " تضامنا مع اللاعربي و تحديدا مع القضية الأمازيغية التي أشار تلميحا في مواقع عديدة بتضامنه معها على نحو يحيلنا على طبعتها عند الأكاديمية البربرية المتواجدة بفرنسا و هو من غير
شك بدافع عرقه و أصله..
أركون يتوجس من المكون العربي محاولا تارة إخفاءه و أخرى يغلبه فيجهر به متذبذبا تشده الرغبة في إعلانه لولا مناخا عاما يخشى ان لا يخدمه فيفضل ذكر ذلك بحذر شديد فينفللت أحيانا و يخفي ما الله مبديه كما يقال ..
و هو يسمي الثورة التحريرية الجزائرية حربا أهلية..
" في مفهوم " إقرأ " في القران و رأي أركون "
أذهب إلى منحى قريب مما ذهب إليه محمد أركون لكن مع بعض التمايز الدقيق ..
من حيث تجاوز ما شاع من فهم و ساد حول مفهوم القراءة للخطاب الموجه لرسول الله " إقرأ "
و هو مفهوم مرتبط بالكتابة و يعني قراءة المكتوب و المدون حتى قال أركون إن ترجمة إقرأ في القران إلى الفرنسية ليست Lis و لا هي تعني فعل lire بل Enonciation
و لذلك أقول تعليقا على كلام محمد اركون سوف أقلب الأمر على مختلف أوجهه حتى أستقر بحثا في السياق و أزمنة الوحي على معنى أقوى دلالة و لعل الإرتباط بالمكتوب له ما يعلله أيضا ومن ثمة وجب الحفر في المعنى و المراد و المحمول الدلالي ..(يتبع)
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟