|
اليسار الأوروبي يهدد بزوال اسرائيل
أسماء المنصوري
الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أبدت أوساط اسرائيلية خبيرة تكهنات ببدء العد العكسي لزوال اسرائيل، مستشهدين بالتطورات الدولية التي من بينها تغير الفكر الغربي الذي كان داعما لاسرائيل على مدى نصف قرن واتجاهه الى اليسار المثقف، كما ان ضعف الولايات المتحدة الذي بدأ مع غزو العراق سيدفعها الى طلب الوصول الى صفقة مع حركات الجهاد العالمي تسمح بالتعايش لتخفيف خسائرها المترتبة على عداء منظمات متشعبة ومجهولة تسعى »لتحرير العالم« من الامبريالية الاميركية، مما سيقضي بالتدريج على اسرائيل.
ورأى المحلل والخبير الاقتصادي الاسرائيلي سيفر بلوتسكر ان زيارة المفكر اليهودي نعوم تشومسكي الى لبنان ومقر حزب الله هو دليل على الفكر الغربي الجديد، يقول بلوتسكر: يمكن ان نرى في زيارة تشومسكي التضامنية لمقر حزب الله اللبناني في بيروت، و التأييد الذي وزعه البروفيسور اليهودي بين حزب الله وايران، تعبيرا في أعقاب تعبيرات تثير القلق والأخطار، والتي تلقى قبولا واستحسانا بين المثقفين الغربيين، أي، التسليم مع مواقف الاسلاميين المتطرفين والنظر اليها كحركة تحرير مشروعة. ويتساءل »تحرير من ماذا؟ واضح جدا، من ظلم الاستعمار والاضطهاد الاسرائيلي الاميركي«.
واضاف: ان تشومسكي يمثل معسكرا في الغرب وهذا المعسكر يسير من خلفه وفي الاسبوع المقبل ستوضع أمام المؤتمر السنوي للمحاضرين البريطانيين توصية تدعو الى مقاطعة الجامعات الاسرائيلية، وقد وُصفت حركة حماس في هذه التوصية أنها "الممثل المنتخب للشعب الفلسطيني". وفي المقال الافتتاحي الذي نشر في صحيفة المثقفين الاميركية "نيويورك ريفيو أوف بوكس"، بقلم المفكر اليهودي المعروف هنري سايغون الذي يرى في حماس على أنها الامكانية الأخيرة للسلام.
وفي الموضوع الايراني يتفق سايغون مع رؤية اليسار الليبرالي في الولايات المتحدة واوروبا الغربية، والتي تشير صراحة الى "حق ايران في امتلاك القدرة النووية"، بما في ذلك القدرة العسكرية، طالما أن الولايات المتحدة واسرائيل تفعل ذلك.
وتابع الخبير الاسرائيلي: كان يُنظر في البداية للرئيس الايراني احمدي نجاد على أنه شخص ديماغوغي ومعاد للسامية إلا أنه عاد وتطهر وتمت تبرئته من قبل المفكرين اليساريين المتطرفين، وهو يُصنف الآن في مستوى رؤساء »الدول الحمراء« في اميركا اللاتينية. ولا غرابة أن نراه قريبا يسطع كأحد نجوم المؤتمرات الدولية التي تواجه العولمة، وربما يكون ذلك في لندن مع عمدتها المعادي لاسرائيل كين ليفنغستون بعد أن يصل الى هناك مباشرة من اجتماع معادٍ لاسرائيل كان يُعقد في طهران. وهكذا، وبالتدريج، فان الرأي العام العالمي يستعد لليوم - وهذا سيكون أسرع كثيرا مما تعتقده الاجهزة الاستخبارية - الذي سينهض فيه العالم على سماع خبر سوف يُذاع في اذاعة وتلفزيون طهران، وفي الساعات الاولى من النهار، حيث سيعلن الرئيس نجاد أن »الجمهورية الاسلامية في ايران نفذت التجربة الاولى لانتاج الاسلحة الذرية، وأن هذه التجربة قد تمت في موقع صحراوي سري، وأنها قد تمت بنجاح تام، وأن الجمهورية الاسلامية الايرانية اضطرت الى اجراء هذه التجربة لكي تردع العدو الصهيوني. وأننا لن نتردد في الدفاع عن أنفسنا بهذا السلاح الجديد الذي طورناه«.
ويضيف: حبنها فان ردنا سيكون فقط والرد تقدير الآثار السلبية على اسرائيل، وعلى حالة الاقتصاد الاسرائيلي وعلى الاستثمارات الاجنبية فيها، وعلى أسعار العملات الاجنبية في تل ابيب وعن الحالة العامة بين الناس. أما ردود العالم على ذلك فلا حاجة مطلقا للتكهن بها. من الطبيعي أن تكون ضوضائية، متلعثمة وفارغة، وأن السياسيين سيطلقون عبارات شجب فارغة، وجورج بوش، الذي يعاني من استمرار ضعف وتراجع في مكانته، سوف يتراجع أكثر فأكثر، وسيطل على العالم في مؤتمر صحفي غاضب سيكون سببا في ضياع المزيد من شعبيته ومكانته.
وقال المقالات الهامة التي ستطل علينا بها الصحف الغربية المهمة سوف تظهر بعناوين لا تزيد عن "وها هي دولة اخرى"، وأن دولة "أقل ثباتا" انضمت الى "نادي الذرة"، ولكنها جميعا سوف توصي بشدة، الزعماء السياسيين في بلادها أن لا يسارعوا الى جنون الحرب. وأن من يوجهون الرأي العام »اليساريين« مع كل الاشكالات المتعلقة بذلك، فان القنبلة الايرانية ليست إلا اجراءا وثقلا ضروريا لازما إزاء الاحتلال الاميركي للعراق، والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
ويعود المحلل الاسرائيلي الى زيارة تشومسكي مستشهدا: إن زيارة البروفيسور اليهودي لحزب الله، تكشف ما يدور في خلد التفكير الاميركي الغربي الجديد وهو: لا بد من التعود على العيش مع حزب الله، والتعايش التاريخي مع الاسلام الجهادي. ومن هذه الناحية، فان اسرائيل تعيش منذ الآن في وقت النهاية.
#أسماء_المنصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انذار من فلسطين
-
الى نبيل عمرو
-
ضوضاء
-
الجبهة الشعبية...إلى أين
-
أبجديات الفرح
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|