أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - شاليه الُفقراء...!














المزيد.....


شاليه الُفقراء...!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 17 - 01:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


د .نيرمين ماجد البورنو
الفقر في الوطن غربة, الكثير من أطفال الفقراء والأحياء الشعبية الهشة يعيشون على هامش الحياة فنجدهم يلجئون الى السباحة في البرك والمستنقعات والنوافير العمومية والملوثة ليرموا همومهم ومشاكلهم اليومية فرحين بالانتعاش المجاني الذي يفتقدونه في بيوتهم في ظل الحرارة المرتفعة وانقطاع الكهرباء, الشيء الذي يعرض صحتهم للخطر وحياة العديد من الأطفال الى الهلاك المحقق, وذلك بسبب غياب مسابح ملائمة ورخيصة والتي لا يستطيع أبناء الفقراء الدخول اليها بسبب الفقر المدقع وارتفاع معدلات البطالة وارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي والهدر المدرسي والتفكك الأسري, ويبقي الأمل الوحيد أمام الأطفال للتخفيف من حدة ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس الحارقة التي تجتاح المدن خلال فصل الصيف على وجه الخصوص, فنجدهم يستسلمون رافعي شعار أما الموت من الحرارة وإما الموت من ملوثات البحر والبرك والمستنقعاتّ!
المشهد ذاته يتكرر والأحاديث نفسها على كل شفة ولسان تتداول في كثير من الدول العربية, فهل المثل الشعبي" على قد بساطك مد رجليك" ينطبق على حالهم هذا بكل بساطة وهل وصل إهمال الحكومات لشعبها الى هذا الحد حتى أنهم حرموا من أبسط مقومات الحياة ! ولما كل هذا الاهمال اللاحق بالطبقة الكادحة ؟ ولماذا لا تنشئ الدول مسابح تمتلك المقومات الصحية التي تسمح للمواطن بالسباحة في مياهها؟ وتمكينهم من ممارسة رياضة السباحة وتعلمها! ومتي سترفع الحكومات الراية الحمراء لتمنع من تفاقم تلك الظاهرة للحفاظ على سلامة أجساد هؤلاء الأطفال الأبرياء من الأمراض, والى متى هذا الحيف والتهميش الذي يطال الأطفال والشباب على حد سواء؟
لقد شهدنا حوادث غرق لأطفال وشباب من بين مخلفات السباحة في السدود والمستنقعات، لا سيما في المناطق القروية، أو في ضواحي المدن، والذين لا يجدون القدرة المالية على التنقل إلى شواطئ البحر الكثيرة، ولا حتى الولوج للمسابح الخاصة ، مما يفضي بهم إلى المخاطرة بأنفسهم في تلك السدود والمستنقعات, فلقد ابتلعت السدود والمستنقعات والوديان أزيد من 65 غريقا خلال شهر ونصف معظمهم أطفال ومراهقون, وقد تسببت في الاف حالات الإسهال التي مست الأطفال بشكل كبير وقد نتج عنها حالات خطيرة بالنسبة للأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 10 سنوات بسبب حساسيتهم المفرطة وضعف الجهاز المناعي لديهم, ولقد أكدت الدراسات والبحوث والمختصون ان السباحة في هذه المناطق ولدت إصابات عديدة على مستوي العيون التي أصيبت بالتهابات وتقرحات نتيجة الميكروبات التي تسربت اليها بالإضافة لتقرحات معدية موجعة تؤدي بأصحابها للدخول العاجل الي المستشفى نتيجة تسرب المياه الوسخة الى بطونهم.
يلجأ العديد من الشباب و الأطفال الى الاستحمام تحت مياه النوافير العامة في الشوارع والحدائق لترطيب أجسادهم بمياهها ولتخفيف لسعات حرارة الشمس الحارقة, والغريب بالأمر أن هؤلاء الأطفال يعومون ويلعبون على مرأى أهاليهم وأقاربهم وعامة الناس في الشارع بلا حسيب ولا رقيب, تلك الظاهرة أخذت تنتشر بمجيء الصيف فهل وجدوا الأطفال ضالتهم في النوافير العمومية للتلطيف من حرارة أجسادهم النحيفة ,غير مبالين لا لنظافة مياهه ولا لتلوثها يلعبون بالمياه وكأن المكان الفسيح يضيق بفرحهم فهم يكتفون بمياه باردة وببعض الحلويات والعصائر فجل ما يريدون الضحك واللعب والتسلية لا يفقهون شيئا من التلوث الجرثومي والكيمائي علهم يزيحوا الهم والحزن جانبا ويتناسوا فقرهم وحالهم فهم بلا حول ولا قوة, فهل باتت النوافير والمستنقعات الملوثة هي الملاذ الوحيد للأطفال ليمارسوا هواياتهم في السباحة أم وجدت هذه النوافير لإضفاء جمالية ورونق على مظهر المدينة, فمتي سنتخلص من تلك الظاهرة التي سرعان ما تتحول من متعة الى مأساة يكون ضحاياها هؤلاء الأطفال لينقلب أجواء تلك الأماكن من نعمة الى نقمة, وتتحول الرحلات من استجمام الي مأساة حقيقية!!! لا تكاد ان تمضي سنه دون تسجيل حالات غرق بالعشرات على مستوي الأودية والسدود والابار والبرك والمستنقعات خاصة في فصل الصيف والضحية في الغالب هم شباب وأطفال تستهويهم صفحة الماء الرقراق فينجذبون فرحين اليها لأجل السباحة والمرح ولا تكاد تمضي على بعضهم الا دقائق معدودات حتى يتحول المرح الى كارثة ومصيبة, والغريب بالأمر إن جل هذه البرك مليئة بالأوحال وبعضها يشكل مصبات نهائية لقنوات الصرف الصحي.
حلمنا هو تحقيق عالم خال من الفقر والجهل والمرض, عالم متساو فيه حقوق الانسان لا فرق بين غني وفقير, لان الفقر علّة تتفّشى في جسد العالم, ومرض خبيث يصل حّد القتل يفتك ويشرد ويضرب ويهتك كل كائن بشري فقير على وجه البسيطة وبرغم كل التقديرات والمؤشرات والحلول التي وضعت من خلال الخبراء والمختصين والاستراتيجيين لا يزال الفقر منتشراً رغم ما يتمتع به العالم من خيرات ونعم تنتشر من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه, لذا يجب العمل على حل تلك المشكلة وذلك عن طريق اقامة التوازن بين الطبقات في المجتمع وقتل الفقر فلقد صدق من قال لو كان الفقر رجلا لقتلته, ونشر التعليم , ويجب على الدولة ردم المستنقعات والابار والبرك المهجورة دون تريث والعمل على توعية المجتمع بخطورة السباحة فيها عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية اضافة الى تفعيل دور المدارس في توعية الطلاب وقبل كل ذلك كله رقابة أولياء الأمور فهي مهمة للغاية فان تعاونا أبعدنا الخطر عن أنفسنا وعمن هم في مسؤوليتنا, لأنه من يمتلك الصحة يمتلك الأمل ومن يمتلك الأمل يمتلك كل شيء, ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنَاتُنا لسن أَحْجَارًا على رُقْعَةِ الشطرنج...!
- الاكتناز القهري ...!
- جراثيم التعليم -فنلندية-.. !
- يوتيوباتنا العربية وعطش الشهرة !!!
- عَقْلاَطِفيّة .... !!!
- تَفَاصيلُ الأَلمْ ... !!!
- طُفَيليَّاتُ الواتس اب .... !!!
- صمتُ الوَهْج !!!
- أينما زرعك الله ... أزهر !!!
- الرّمَقُ الأَخيْر !!!
- السلام الذهني !!!
- كن محسناً وإن لم تلقى إحساناً !!!
- السند الوحيد !!!
- أشباهك الأربعون
- شماعة -الدنيا تغيرت- !!!
- كبرت وتعلمت !!!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - شاليه الُفقراء...!