أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - حول المذكرات الشخصية او السير الذاتية!














المزيد.....

حول المذكرات الشخصية او السير الذاتية!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 20:12
المحور: سيرة ذاتية
    




كنت اتحدث الاسبوع الماضى على الهاتف مع صديق و هو كاتب مبدع فى نيويورك حول موضوع المذكرات الشخصيه حيث حثيته ان يبدا بكتابتها بعد ان تعافى من مرض خطير.

منذ ان وعيت على القراءة كانت قراءة المذكرات الشخصية للكتاب او سواهم امر يسحرنى فعلا.السبب ان المرء يطل على الانسان من خلال قلقه الانسانى بعيدا عن ال نحن التى تظهر فى الكتابه.
و انا بالفعل مدين لهؤلاء من قرات سير حياتهم من كتاب عرب و غير عرب لانى تعلمت الكثير منهم .

المذكرات هى عن الانا و الانا بامتياز و هذا ما يميزها عن الكتابات الاخرى. لكنى اعتقد ان الكتاب عادة يبرزون بعض المذكرات الشخصية فى كتاباتهم خاصة الاولى منها و ان بطريقة غير مباشرة.و انا اعتقد انه لو اتيح للكثيرين من الافراد العاديين كتابة مذكراتهم لحصلنا على كنز معرفى ضخم .فالكاتب اولا على الرغم من انه يكتب عن حياته , يظل كم يقول هشام الشرابى يعبر عن عصر و عن جيل .

معظم كتب مارون عبود على سبيل المثال هى نوع من مذكرات تعكس لنا مرحلة الانتقال من عصر المتصرفية فى جبل لبنان الى الحرب الاولى و اهوالها. التى صورها ايضا توفيق يوسف عواد ابلغ تصوير فى قصة الرغيف التى روت عن المجاعة فى جبل لبنان ابان الحرب و عن اعدامات جمال باشا لاحرار البلاد .
طه حسين فى الايام يعتبر انه شخص (اذنى) لانه بسبب فقده للنظر كان يتعرف الى العالم من خلال اذنيه الامر الذى اتاح له الفرصة كما يقول ان يركز على المعرفه و الا ينشغل بامور تافهة ينشغل فيها المبصرون .

كان طه حسين من اواخر الكتاب من عصر التنوير .و كان عليه ان يواجه دواعش عصره ممن وقفوا ضده فى كتابه ( فى الشعر الجاهلى ).و بانتهاء زمنه غاب عصر التنوير ليحل مكانه عصر المارشات العسكرية التى اوصلتنا الى ما وصلنا اليه .

لذا تكمن روعة المذكرات انها تجعل المرء يعيش زمن الكاتب خاصة ان كان هذا الزمن يمثل مرحلة انتقالية فى التاريخ, كما الامر مثلا فى كتاب سبعون لميخائيل نعيمة.يصف نعيمه كيف كات الحياة فى القرية ثم كيف سافر من ميناء بيروت الى ميناء حيفا عام 1902 بهدف الدراسه فى كليه دار المعلمين فى الناصرة فى شمالى فلسطين .ثم الى رحلته الى اوكرانيا حيث درس هناك فى مدرسه السيمينار .

و فى كل هذه الرحلة نرافقه لنتعرف على الحياة و التفكير فى بلادنا و فى روسيا فى مرحلة انتهاء القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين. لفت نظرى مثلا كيف ان الاساتذة الروس فى مدرسة دار المعلمين كانوا يشجعون الطلبة على ارتداء القنباز الزى التقليدى فى بلاد الشام فى المدرسة بدون الداعى لاستبداله بالملابس الغربية .و هو امر يعنى ان الروس لم يتعاملوا مع الظلاب بطريقة تغيير نمط حياتهم كما يفعل الفرنسيون مثلا .كانوا يكتفون ان يعلمونهم بدون ان يفرضوا ثقافتهم على الطلاب .

فى المذكرات الشخصية نتعرف على المكان حيث يواجه المرء ذاته و يبنى جسرا ما بين الماضى و الحاضر و ربما يعطينا خلاصة حياته كما عبر عنها فى رسالته الوصيه الرائعه و المؤثرة غارسيا ماركيز.
فى مذكرات ادوار سعيد نلحظ اشكالية المكان .فهو فلسطينى ولد فى القدس و تربى فى مصر و درس فى امريكا, و كان يتردد على ظهور الشوير فى لبنان حيث قرية زوجته. و قد شطب اسم وطنه من الخارطة. و المرء يلمس الالم العميق الذى يعانيه سعيد فى اشكالية علاقه الفرد بالمكان.
اتذكر ما قاله معارض كينى عاد الى وطنه انه يعود الى مصنع من المشاكل و التحديات فالوطن مكان انتماء وليس فندق خمسة نجوم .
قصة حياة البشر تستحق دوما ان تروى لانها تحتوى حياة انسان باماله و الالامه و احلامه و نجاحه و احباطاته .انها الطريق الاجمل للتعرف على البعد الانسانى الفردى للبشر.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية معرفة الحقيقة فى الزمن الراهن
- من اجل الانتهاء من حالة الجمود
- الاستثمار فى الضعف
- انها مرحلة جديدة يا صديقى!
- من هو الصحافى هذه الايام ؟
- واصل علينا السفر صوت الرواحل شجانى( الجزء الثانى )!
- حديث المطر!
- واصل علينا السفر صوت الرواحل شجانى (الجزء الثالث )
- يا لاحزاننا فى هذه الحياة !
- هالك من ليس له ذاكرة !
- عصر القارىء المتفاعل و اشكالية القراءة.!
- عن التقنيات الحديثة!
- واصل علينا السفر صوت الرواحل شجانى !
- لاتحاد الاسيوى !
- خنازير برية و دببة و قصائد على ضوء القمر !
- عن الناس و عن الامكنة !
- لا يوجد نظم ديكتاتوريه فى المنطقه العربيه, و الاصوليه الاسلا ...
- تراجيديا الانسان فى مسرحية مصرع بائع متجول!
- الانظمة الغير ديموقراطيه ليست مسوؤلة عن ولادة ظاهرة الاصوليه ...
- فى حالة انتظار!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - حول المذكرات الشخصية او السير الذاتية!