عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 15:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هجمات الطائرات المسيرة على مصافي شركة آرامكو السعودية في منطقة بقيق، والتي شلت نصف إنتاج النفط السعودي، لم تنطلق من وجهة نظري من اليمن فمن غير المرجح أن يكون لدى ميليشيات الحوثي طائرات مسيرة بهذه الكفاءة تستطيع قطع كل هذه المسافة التي هي حوالي ألف و أربعمئة كم ..
هذه الطائرات إنطلقت من إحدى الوجهات الثلاث :
أول إحتمال - من إيران ..وهذا مستبعد لأن إيران ليست بهذا الغباء لتنخرط مباشرة في صراع أحد أهم ما فيه أنه لا يورطها مباشرة مع السعودية و من خلفها من الدول الداعمة .
ثانيا - من البحر .. وهذا إن تم فهو بحاجة لتكتيك إستخباري و عالي و تجهيزات متطورة وهنا يمكن أن تكون إيران قد ساعدت الحوثيين في ذلك وزودتهم بكل ما يلزم من معدات ومعلومات و تغطية إستخباراتية ... وهو ما أرجحه .
ثالث إحتمال- من العراق ..عبر مساعدة الحشد الشعبي للحوثيين وهذا مستبعد أيضا برأيي لأن هذا سيجعل العراق في مواجهة خطرة مع السعودية هو غير مهيأ لها إقتصاديا ولا يريدها حاليا، ناهيك عن أن الحشد الشعبي موجود تحت عين القوات والمخابرات الأمريكية التي تنتشر قواعدها في العراق ومن غير المتوقع أن يقوم بذلك ولا ترصد طائراته الرادارات الأمريكية .
ومهما كانت الطريقة فهي قد غيرت بشكل كبير قواعد اللعبة في المنطقة و أظهرت أن إيران تستطيع أن تفعل الكثير في حال نشوب حرب شاملة أو حتى في حال بقي الوضع على ماهو عليه .. و أظهرت أيضا أن رسائل إيران السياسية يجب أن تؤخذ على محمل الجد فيما يخص رفع الحصار الإقتصادي عنها قبل أن تكبر كرة اللهب التي تقذفها بين الحين والآخر وتحرق كل ما يأتي في طريقها ..
أنا أعتقد أن السعودية ستتوجه بعد ماجرى لأمريكا من أجل التوسط بينها وبين الحوثيين لإيقاف الحرب في الفترة القادمة ، حيث أثبتت عاصفة الحزم أنها مجرد زوبعة في فنجان قهوة عربي لم تحقق شيئا من أهدافها ، ناهيك عن تدمير الإقتصاد والمعنويات السعودية ..
وأما في ما يخص التعامل مع طهران فهناك توجه مستميت من ترامب لتوقيع إتفاق معها معتقدا كما سربت بعض المصادر الصحفية أنه بهذا أو بتوقيع إتفاق مع طالبان قد يحصل على جائزة نوبل للسلام ، أو يظهر نفسه على الأقل كرجل يجيد فن التفاوض قبل الإنتخابات رغم أن أي إتفاق مع طهران لن يكون حتما أفضل من سابقه الذي تم التوقيع عليه من قبل باراك أوباما .. و يؤكد ذلك التوجه إستبعاد ترامب لمستشاره المتشدد للأمن القومي جون بولتون وهو من أشد المعارضين لهكذا خطوة .. فهل تنجح مساعيه أم أن كرة اللهب ستكبر أكثر من ذلك ..
لا أحد يستطيع حقا التنبؤ .
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟