أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - الأنا والأنت والمشهد الأردني














المزيد.....


الأنا والأنت والمشهد الأردني


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 01:27
المحور: المجتمع المدني
    


تنفس بعمق ربت على صدره بكلتا يديه...
تنفس بعمق، شد صدره، ومد يديه، وقفز من أعلى التلة محلقًا كالطيور، وغاب.
أي والله غاب محلقاً.
ظلت أعين الحاضرين ترمقه ولسان حالها لا بد أن الفتى مخبول أو قد جن أو قد أصابه مس ما...
-لا لا أخذ يحرك يديه بجنون وهو يقفز بين الحاضرين محاولا أن يشرح لكل واحد منهم على حدا ما رآه وهو يعيد تمثيلها ربما أكثر من عشر مرات ولكنه لم يفلح غيروا حديثهم وتجنبوا النظر إليه.
- ما الأمر؟
ربما تكون هذه بداية قصة أو رواية في قادم الأيام لكنها بالفعل ما يحدث في الشارع الأردني اليوم...
من يقود المشهد؟
ومن يدير الملف؟
الحقيقة التي لا بد أن نتفق عليها أن الذي يدير الأحداث أو يوجه بأوامره وتوجيهاته هذه الأحداث بنفس الأسلوب والإحداثيات التي قاد فيها مشاهد أخرى وأثبتت فشلها ويحسب أن ينجح لا بد أنه يعاني من أمر ما...ربما أشبه بباصور في عقله.
لنفكر بالقضية بطريقة عقلانية...القضية التي يمكن اختصارها بأن المعلمين وهم وقطاع الصحة يشكلان الشريحة الأكبر من المجتمع، حيث يبلغ عدد المعلمين أزيد من مئة وخمسين ألف معلم، لهم مطلب واحد وهو ببساطة الموافقة على صرف علاوة الخمسين بالمئة، وهو مطلب تم الاتفاق عليه في عام 2014 ليس اليوم وتم عرض جدولة لإمكانية توفير هذا المبلغ دون إحداث عجز بالموازنة العامة من قبل نقيب المعلمين الذي وافته المنية قبل شهر تقريبا، لأن المعلم مواطن وجزء من المنظومة ويعلم ما تعانيه الدولة الأردنية من معاضل اقتصادية...ويتحمل ويصبر ولكن مع المسلسلات المكسيكية والتركية من الفساد وأبطاله الخارقون وبعد المشاريع بالملايين وبعد المساعدات والمنح وبعد وبعد...والتي بالمناسبة لم ينل منها المواطن الأردني شيئا وأصبحت أنباء الاتفاقيات والمساعدات تصيبنا بفوبيا فرض مزيد للضرائب..
في وضع أشبه بقلعة من ورق الشدة لا تعني بمستقبل مشرق...يخرج المعلم بمطالباته التي تعتبر حقا له...
ما حدث السيناريو الآتي: منع المعلمون من الوصول إلى الدوار الرابع واستخدم مع فض الاعتصام أعلى أساليب فض الشغب وهو الذي شكل بداية الأزمة الحقيقية ...من اعتصام لمدة ساعتين إلى اضراب مفتوح، لم يتوقف المشهد إلى هنا بل عرضت الحكومة كافة أسلحتها عن طريق أبواقها والمأجورين والمندسين والمرتزقة لسيادة المشهد من الرابع هو رابعة بالإشارة إلى مجزرة رابعة في مصر وهي بالمناسبة ليست عيبا على من قتل فيها بل كانت جريمة بحق الإنسانية وانتهاكا صريحا لحقوق المعتصمين، ثم اتهامات من أجندة خارجية ومن ثم اتهامات بانضمام للإخوان والغريب أن المطالبات واضحة لم تحتمل حرقا لأوراق الحكومة دفعة واحدة...ثم تصريحات اتسمت بهزالة الحكومة...الرزاز وزيرا كان أفضل حالا منه رئيسا للوزراء...
وربما فوضى التصريحات ولكل حادث حديث والشكر على الاستجابة دون تقديم أي تطمينات على الأقل من الحكومة تعني أمرين: إما غيابا عن المشهد وإما استهزاء بالمشهد!
وهذا غريب عن شخصية الرزاز! فما الذي حدث؟ ومن الذي يأزم المشهد قاصدا؟ ولمصلحة من؟ ومن الذي سيدفع الثمن؟
أعجبني تعليق أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأن يوقف المعلمون اعتصامهم والالتفات إلى الحجرة الصفية معلنين مناهج جديدة وآلية تدريس جديدة بإعادة للمنهج الإسلامي والقرآني واللغة العربية كما يقول كل على أصوله...وفي ذلك كما يقول حل جذري ليس من الحكومة الأردنية بل من حكومات العالم أجمع!
وكلامه يندرج تحت من يحكم الغرفة الصفية...هل هو من يدير المشهد الآن أم المعلم؟ من تراه أقوى في توجيه العقول ؟ والسيطرة عليها وبقدرته أن يجعل من الأطفال تنظيمات تحت أي تصور كان؟
الحلول التي تضعها الحكومة تحمل الآليات طويلة الأمد والخطط المستقبلية ولكن القضية آنية...فالاتفاق على المسار المهني يعني تطبيقا ضمن خطط مستقبلية ويعني كافة قطاعات الدولة.
وتحسين الأداء لا يعني نتائج حالية والسؤال: هل النتائج حقيقية؟ بمعنى آخر هل تحكمها أسس تقيم أداء عادلة ومعايير منطقية وليست تعجيزية، وهل المقيم موضوعي ومرجعيته تحكمها العدالة والشفافية؟ وسواء هذه أم تلك فهي ليست آنية كما أسلفت.
الغريب في الأمر أن ما قيمته مائتان وخمسون دينارا هي التي سينالها المعلم بعد تسع سنوات...ومن يدري ربما لن ينالها...
برواتب هزيلة لا تفي للوصول لحياة الكفاف بل لا تصل لمستوى الفقر قاعدة الاستهزاء والسخرية في معالجتها واللجوء إلى أسالب تميزت بالعنجهية والتشدق بالأنا الوطن...ونسي أن الأنت أيضا هو وطن.
فالوطن نحن جميعا...وهو أكبر من شخص أو رعونة أداء أو ضيق أفق وقصر نظر.
ما نحتاجه بالفعل إرادة حقيقية للخروج بالوطن من منطق الأنا.



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرة للمرأة الحقوق والواجبات
- ريبير هيبون...لحن الحياة
- #ليبيا/ تركيا/ -الحرب الأميركية المنسية-
- التحول الاقتصادي نظرية القشة التي أنقذت الغريق
- أتوبيس الأحلام
- شيفرة العنف
- السلطة ...الحوار الديني...الحروب....نظرة الروائي أيمن العتوم ...
- الطريق إلى زيرقون
- الريشة وقشرة القمح
- 420
- موعد مع الشيطان رؤية في رواية الروائي الأردني الدكتور وائل ا ...
- نساء تحت المجهر... فاطمة الزهراء
- شيفرة الدوار الرابع
- على الضفة الأخرى حكاية
- الخاشقجي وابن المقفع والجدل السياسي
- ملحمة الرأي الآخر
- من عرس الباقورة إلى فاجعة البحر الميت
- مناورة السبع دقائق...
- بين الاحتيال والاحتيال هناك شرفاء أبطال
- بين المحار والغنتنامو الروسي


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - الأنا والأنت والمشهد الأردني