أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ساعة الحسم














المزيد.....


ساعة الحسم


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6351 - 2019 / 9 / 14 - 11:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إلى حسن اختيار المرشّح؟ ويتهامسون: على أيّ أساس سيكون الاختيار بعد أن توارت المعايير القديمة كالأيديولوجيا والدفاع عن الهويّة...: وهي التي قسّمت التونسيين إلى شقّ «اللي يعرفو ربيّ»، وشقّ «الحداثيين»؟ ويحقّ للتونسيين أن يعبّروا عن حيرتهم ومخاوفهم على مستقبل المسار الانتقاليّ ومستقبل الأجيال التي قدّمت الكثير في سبيل أن تبقى تونس شامخة وأبيّة.

وفي ظلّ هذا السياق المعقّد والمناخ الملوّث الذي عاشه التونسيون برز فاعلون يحاولون التأثير في الجموع بالإعلان المسبق عن اختياراتهم وتبريرها، ملغين بذلك رمزيّة ‘الخلوة’ يوم الاقتراع. وما كان بإمكان هذه الشخصيات أن تنهض بدور الشخصيات “المؤثرة” لولا شعور الناخبين بالحيرة. فلا الحوارات أفادت ولا المناظرات سهّلت عليهم الأمر ولذلك سلّم أغلبهم أمره لمن يعتقد أنّه/ها أكثر منه إدراكا للمشهد ومعرفة بالمترشّحين. ومن هنا جاز القول إنّ وضع الناخبين اليوم لا يعكس نضجا سياسيّا حقيقيّا كنّا نأمل بلوغه ،ولا يعبّر عن تحمّل لمسؤولية الاختيار إنّما هي حالة هشاشة تفرز واقعا جديدا يبحث فيه الناخب عن شمّاعة يلقي عليها المسؤولية. وليس اتّباع الناخب ما سيقرّره الآخرون نيابة عنه إلاّ محاولة للتملّص من المسؤولية وتحميل الآخر وزر انتخاب هذا المترشّح أو ذاك. فهل أصبح التونسيون يفضلّون التواكل، وإلقاء كلّ العبء على الدولة ، المؤسسة، العائلة، المسؤول، الشخصيّة المؤثرة ولا يضعون أنفسهم محلّ تساؤل أو محاسبة...؟ فإن حلّت الكوارث فبسبب الحكومة ولا دخل لسلوك التونسيين بما يحلّ بالبنية التحتية من إخلال ولا مسؤولية لهم بما يحلّ بالبيئة من دمار....هذا هو حالنا منذ سنوات ولم نتجرّأ يوما على تغيير المرآة.

لاشكّ عندنا أنّ عجز الأحزاب عن إحداث ديناميكيّة سياسية حقيقية وتغيير مقارباتها للنشاط السياسيّ والفعل في الواقع قد ترتّبت عنه عدّة نتائج لعلّ أهمّها عزوف الشباب عن السياسية واتخاذ عدد من التونسيين قرار مقاطعة هذه الانتخابات بالذات، وترسّخ حالة انعدام الثقة في قدرة الأحزاب على تقديم البدائل. فلا عجب إذن أن أصبح الناخب لا يشعر بأنّه يصطفّ وراء الأحزاب بمرجعياتها المختلفة ومعجمها الدقيق، وتاريخها المتفاوت وبرامجها وتصوّراتها ولا يتفاخر بأنّه شيوعي أو إسلامي أو قومي...بل أضحى حديثه عن المترشّحين أي عن الأشخاص وبذلك اختزل المترشّح كلّ الفعل الانتخابي فشاع على ألسنة الناس: “أنت من أتباع فلان أو فلانة”، وهو تصنيف جديد يتعالى على الأيديولوجيا ولكنّه يوغل في الشخصنة ولذا وجدنا المتناظرين يتحدثون عن أنفسهم : أنا رئيس سأفعل، سأغيّر، سأرمي، سألغي....وبذلك توارت الأفكار، والجدل، وبرز العرض: عرض الشخص لمؤهلاته كالقدرة على الإقناع أو على التلاعب بالعقول.

نعم أيّام قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسيّة ولكن ثمّة إمكانات متاحة لتغيير المشهد شريطة أن يدرك الفاعلون السياسيون واجباتهم، ويقرّر ‘زعماء الأحزاب’ تغيير قواعد اللعبة وتحمّل مسؤوليتهم التاريخيّة فإمّا أن نغادر الحياة السياسية من ‘الباب الكبير’ تاركين وراءنا ما به سندخل التاريخ أو نغادرها من ‘الباب الصغير’ فنلفظ من التاريخ الكبير تاريخ العظماء اللذين فهموا السياق ومتطلباته. ولا حلّ في تقديرنا للخروج من هذا الوضع الفوضويّ إلاّ بممارسة التفاوض والتنازل إذ لا عيب في أن يفسح ‘الكبير’ المجال ‘للصغير’ ليشارك من موقع مختلف وبتصوّر جديد في بناء المستقبل، ولا عيب في أن يتنازل الأقلّ خبرة ومعرفة بخبايا الأمور السياسية لمن حنّكته التجارب فالوضع لا يتحمّل اللعب والتطفّل والتدرّب، ولا ضير في أن تتنازل من هي غير قادرة على مواجهة المصاعب والأزمات لمن هو أكثر دراية بالمشهد.

إنّ الاختبار الحقيقي في تقديرنا ، هو مدى قدرة القيادات المعروفة على اختيار كيفيّة الحسم في مسار الانتخابات وتحديد التموقع الجديد ...ولاشكّ أنّ من دلالات الحسم : القطع، والإبعاد، والانتهاء، وكلّها أفعال تخلّف الألم والمرارة ولكن أليس في تونس ما يستحقّ أن نضحيّ من أجله ؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»
- الجهاد بالوكالة
- حدث ومواقف أو انقسام التونسيين حول موت محمّد مرسي
- الأعمال الخيريّة في الدولة المدنيّة
- التونسيون والمسؤوليّة الاجتماعيّة
- «محتسبون»: في مواجهة الحريّات الفرديّة
- مستقبل تونس في المشاريع لا في الأشخاص
- القطيعة
- الجزائريات: في الصفوف الأماميّة
- الإرهاب وقاعدة الفرز
- ردود الفعل على انتهاك حقوق الولدان والأطفال
- الحركة النسائيّة التونسيّة والنقد الذاتيّ
- حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين
- المواصفات الجديدة للمترشّحين


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ساعة الحسم