هل غياب العقلانية و غلبة الميتافزيقيا هو السبب الحقيقي لتخلفنا ردا على كمال غبريال

مجدي محروس عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 21:49
المحور: المجتمع المدني
    

اتابع كتابات للكاتب القدير كمال غبريال , ولأنني ارى فيه نموذج للكاتب المستنير الذي لا يحده تابوهات مقدسة ولا يأسره الا العقل - القليل من الكتاب في منطقة الشرق الاوسط كذلك .
لكنهم يتورطون جميعا بل يسقطون جميعا في فخ "العقلانية" فهم يعتقدون ان العقلانية هي السبيل الاوحد لتحقيق اي تقدم او نهضة انسانية لذلك يبشرون بالعلم و المعرفة والعقل معتقدين ان ذلك هو السبيل الوحيد .
لكن يغيب عنهم ان اكثر الجرائم وحشية في عالمنا المعاصر وهي الهولوكست حيث لقى اكثر من 5 ملايين نسمة (او اكثر بحسب مراجع متعددة) حتفهم بسبب عرقهم و عقيديتهم , فهل ادى غياب العلم و العقلانية عن المانيا الى نشوء هذه الحرب المجنونة لتقضي على عشرات الملايين من البشر ؟
ان من يقرأ التاريخ بعناية ,لأكتشف بسهولة ان مسؤلية ما حدث لم يأت من مجرد قائد مخبول او رئيس مجنون بل كان في اطار من الموافقة و بدعم شعبي كبير الى حد ما
ان جريمة الهولوكست الشنعاء والتي هزت ضمير الانسانية والتي دفعت الكثير من الفلاسفة في محاولة تفسير لماذا حدث ولماذا يستمر مثل هذا الشر العظيم , ان السؤال الذي يطرح نفسه كيف استطاعت امة بهذا العلم والمعرفة الانزالاق الى هذا الانحطاط؟
وهل "الميتافيزيقا" والتي يتهمها كمال غبريال و اخرون هي المسؤلة؟
اما كان "نتشه" Nietzsche وفلسفته العدمية هي ما مهدت الطريق لهذا؟
الم تكن نظرية التطور المسئولة عن سطوع افكار مثل "البقاء للاصلح" واستخدام هتلر لها ؟
دعونا بشكلا عمليا اكثر نسأل هذا السؤال-هل المسئول في احدى دول الشرق الاوسط والذي يفترض انه نشأ في بيئة تفتقر للعقلانية والتفكير العلمي وتتبنى تفكيرا ميتافزيقيا ويقوم بالاختلاس والنهب مستخدما سلطته ؟
هل قام بالاختلاس و النهب نظرا لعدم استخدامه المنطق العقلاني و العلمي للتفكير ام افتقاره للحد الادنى من الاخلاقيات الجيدة؟
اننا يمكننا وبشكل أكيد ان نبرز ان الاخلاق الجيدة وحدها هي التي تصون وتحمي العقل من الانزالاق الى الانحطاط , فالمسئول الذي يختلس لا يفتقر الى العقلانية بقدر ما يفتقر الى الاخلاق الحميدة التي تمنعه من مباشرة اعماله بشكل يضر بالمصلحة العامة , وافتقاره للاخلاق الحميدة يعني ببساطة عقلانيته الشريرة اي ان مصلحته الشخصية و مصلحة اسرته هي الاهم و معرفته و علمه لابد ان يتوجه الى هذا الهدف كغيره بل انه يتمادى في ضلاله ليقتنع اقتناعا عقليا انه اذا اضاع الفرصة الذهبية في منصبه لينهب المال العالم لكان احمقا غبيا يسلك مسلكا غير عقلانيا !!!
ان العقلانية وحدها reasoning لا تكفي بدون Moral ان شهداء العدالة والحرية في بلاد العالم ماكانوا ليعملوا ويقدموا انجازتهم الانسانية لو لم يكن لديهم هذا الدافع الاخلاقي النبيل ,بينما اشرار العالم ماكانوا ليقترفوا كل ذنوبهم مالم يكن لديهم اى نزعة اخلاقية شريرة .
هذا بالتأكيد لا يعفي مسئولية الميتازيقيا اذا اقترنت بالانحراف الاخلاقي في خلق مجتمع بائس بالطبع - لكننا بالطبع يجب علينا ان نفكر ليس في "اشكالية" نشأة الحياة -او الشيطان الذي اخذ شكل حية تتكلم و نعتبر هدفنا الاقصى هي اقصاء هذه "الخرافات" لكن يجب ان يتوجه المفكرون والكتاب في اعادة بعث الاخلاق الحميدة الاساسية مثل الامانة في العمل و احترام الجميع وعدم قبول الظلم و الدفاع عن المقهورين .... الخ
وللحديث بقية ....

#مجدي_محروس_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات