أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - العثور على الذات ... اغتيال الدونية (19)















المزيد.....

العثور على الذات ... اغتيال الدونية (19)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 15:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجريمة اذن ليس في الدين ولا بالليبرالية ولا بالعلمانية, ليست بالرأسمالية ولا بالاشتراكية ليست بالإسلام ولا بالمسيحية ولا بالبوذية ... ليست بالسنة دون الشيعة ولا بالبروتستانت دون الكاثوليك وهكذا, المشكلة الحقيقية تكمن بالمتحجرين الذين يصنعون رؤى ويشيدون مباني من خيالهم وحسب مصالحهم ثم لا يريدون ترميمها ولا تجديدها وكل من يحاول فعل ذلك برايهم يصبح خارجا عن الجماعة التي يعتقدون انها ملكهم وطوع امرهم وبالتالي فهم يقودون غيرهم من الاتباع دائما الى الوراء والامر يطال الجميع بحيث يصبح لدينا متدينين لا مؤمنين ومتعلمنين لا علمانيين ومتلبرلين لا ليبراليين بما يعني الجمود عند ارادة الكاهن ونظام كهنوته أيا كان هذا النظام ولذا بات لدينا كهنوت ليبرالي وكهنة ليبراليين وكهنوت علماني وكهنة علمانيين وما الى ذلك تماما كما هو الكهنوت الديني الرافض للمعرفة وادواتها وتطورها.
الشيوعيين الذين تجمدوا عند ما كتبه اتباع غير نجباء لماركس ولينين هم نفسهم ليبراليي الرأسمالية الذين لم يستطيعوا فهم ادم سميث ولا شعاره الكبير " دعه يعمل ... دعه يمر " هم انفسهم الذين حولوا بوذا الى نبي ثم صنعوا له معبدا ليجدوا لهم مهنة غير منتجة هي مهنة رجال الدين وكذا اولئك الذين صنعوا طبقة لم يأت على ذكرها الاسلام هم رجال الدين بل وفرضوا لأنفسهم زيا موحدا وشكلا موحدا ولغة موحدة ثم راحوا يجوبون الكتب الصفراء دون ان يتذكروا حتى ان الاسلام هو القرآن وبدلا عن ذلك لجأوا الى الاحاديث يفسرونها كيف شاءوا وبعض اقوال المفسرين يأخذون منها ما يعجبهم بعيدا عن الزمن ومتغيراته وتطورات العلم واكتشافاته بل ان البعض منهم انتهى به الامر لام يجعل من نفسه راويا فيروي احاديث وحكايات لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد وهذا لا ينطبق على الاسلام وحده بل على كل الاديان بلا استثناء كما ينسحب على كل من يجعل من رايه مقدسا لا يجوز المساس به.
العالم العربي غارق ويواصل الغرق بالتخلف والصراعات والاقتتال بما يجعل الوطن العربي يعود الى الوراء في العام الواحد عشرات الاعوام وبدل ان يصحو العربي ويحاول الانتقال الى الامام عبر الاهتمام بالعلم والتعلم تجد سباق محموم مثلا في بناء المساجد وتجاهل شبه تام للمدارس والمستشفيات والمكتبات والمختبرات والبحث العلمي ونموذجا على ذلك يقول احمد عصيد " كاتب مغربي " في مقال منشور بموقع هسبريس " حيث أن معدل بناء المساجد كل عام هو ما بين 160 و 200 مسجد، وهو ما يوازي تقريبا معدل المدارس المغلقة كل سنة " ويتابع " ولعل أهم اكتتاب عرفه المغرب منذ الاستقلال هو الذي أرغمت فيه السلطة جميع المغاربة من ذوي الدخل على الإسهام في بناء مسجد ضخم بالدار البيضاء، قيل إنه أريد له أن يكون "أكبر مسجد بإفريقيا " ويتابع " رأينا لأول مرة مجموعة كبيرة من السكان بعثوا بعريضة إلى الديوان الملكي يطالبون فيها الملك بوقف بناء مسجد بـ 38 مليون درهم، أي ما يقرب من أربعة ملايير، في حي فقير لا يتوفر على مدرسة ولا مستوصف ولا أي من المصالح الضرورية للمواطنين، سوى السكن العشوائي، وهم يقولون: لا نريد مسجدا، سنصلي في بيوتنا، لكننا لا نستطيع العلاج والدراسة إلا في المؤسسات الخاصة بذلك ".
في مصر بلغ عدد المساجد والزوايا 132809 بينما بلغ عدد المدارس الحكومية والخاصة 52646 علما بان الدين الاسلامي يحض على التعلم كما يحض على الصلاة وان تكلفة بناء مسجد واحد قد تكفي لبناء عشرات المدارس ان لم يكن المئات في الضفة الغربية وقطاع غزة هناك 3064 مسجد بينما بلغ عدد المدارس الحكومية والخاصة والتابعة للوكالة 2856 مدرسة وقد بلغت تكلفة بناء مسجد الشيخ زايد الكبير 455 مليون درهم اماراتي بينما تحتوي السعودية على 98800 مسجد وجامع يبلغ معدل الصرف عليها 100 مليار ريال سعودي سنويا بينما عدد المدارس في المملكة 26934 وبالتالي فان ما يصرف المقارنة بين ما يصرف على مباني المساجد ليس في البناء فقط ولكن ايضا في الخدمات وما يصرف على بناء المدارس يبين الفجوة الكبيرة بين الحالتين ويبين سبب التخلف في التعليم وبشكل متواصل دون ان يهتم احد بردم هذه الفجوة علما ان الاسلام لا يمنع مثلا استخدام المساجد للتعليم واستخدامها للصلاة في اوقاتها المحددة وعديد المساجد تجدها مغلقة طيلة ايام الاسبوع ما عدا يوم الجمعة والذي يعتبر عطلة شاملة لدى المسلمين.
المطلوب اذن ليس معاداة التدين ولا التنصل منه بل استعادته ليصبح ساندا رئيسيا للتطور والتحضر والارتقاء بمؤمنيه الى مصاف الدول المتقدمة وكما على الدعاة الدينيين ان يتوقفوا عن صناعة دين على طريقتهم ومصالحهم ومصالح اسيادهم فان على الليبراليين والعلمانيين ايضا ان يدركوا الدور المناط بهم لا بالانشغال بالدين بل الانشغال بالفعل والعمل وتقديم النموذج الافضل للأداء والممارسة على ارض الواقع وعدم الارتهان لمسلماتهم التي لا تتغير فمن حق اتباع الديانات الايمان بالله وعدم قبول نقاش تعاليمه لكن ذلك لا يجوز ابدا للعلمانيين باعتبار ما قاله فيلسوف من فلاسفتهم مقدس لا يطاله غبار فالاكتشافات والبحوث المتواصلة يوميا لا تسمح لأي من الاقوال والافعال والاكتشافات والاختراعات البشرية مسلمات على الاطلاق فهي قابلة يوميا للتغير والتطور مما يجعلها عامل مساعد على الارتقاء بالبشر ان هي قبلت كل جديد ولم تحاربه وهو ما ينطبق على اولئك المتدينين ايضا الذين يعتبرون ما قاله ابن حنبل مثلا هو الاصح مهما تعارض مع أي من اكتشافات العصر وانجازات العلم الحديث.
ان علينا اطلاق العنان لفكرنا النقدي السائل والباحث دون ان يعني ذلك التقليل من ايمان احد فالايمان لا يجوز له ان يتعارض مع المعرفة والعلم بل على العكس من ذلك يسعى علماء الدين الجديين الى الغاء أي تعارض بين الدين والمعرفة الانسانية مؤكدين ان الدين قادر على قبول كل علم واكتشاف يساهم في خدمة البشرية وتطورها وهو يعتبر نور العلم مساويا لنور الايمان على قاعدة رخاء البشرية وسعادتها هي الهدف المنشود وان الاديان جاءت لترتقي بحياة البشر ومداركهم واخلاقهم لا لتتركهم نهبا للتخلف والجهل وهو ما لا يحتاج الى امثلة ومصادر وايراد قول هنا وقول هناك.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (18)
- أنا قاتل اسراء غريب يا سيدي
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (17)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (16)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (15)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (14)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (13)
- بسام الشكعة ... حيث تكون الوطنية
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (12)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (11)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (10)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (9)
- البحث عن الذات ... اغتيال الدونية (8)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (7)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (6)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (5)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (4)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (3)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (2)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - العثور على الذات ... اغتيال الدونية (19)