أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - الجزائر : الحالة التي تستعصى على الدراسة - الجزء الأول - - الفلتان - أو خصي النخب الوطنية















المزيد.....

الجزائر : الحالة التي تستعصى على الدراسة - الجزء الأول - - الفلتان - أو خصي النخب الوطنية


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إعتزلت الكتابة في الصحف الوطنية وبعض الدوريات العربية التي كنت على إتصال وثيق بها منذ على الأقل عشر سنوات..

لكنني بقيت على شبه إتصال بالملتقيات والمنتديات وورشات العمل العلمية النوعية في مجالات محددة على قلتها سواء شاركت فيها أو لم أتمكن تحت الحصار المفتعل الذي يمارس في حقي...

كما بقيت على صلة وثيقة جدا بالإنتاجات المعرفية والعلمية الأكاديمية وغير الأكاديمية بل لم أتوقف يوما عن الإنتاج والكتابة محتفظا بذلك لنفسي ..

رغم إنهماكي و إعطاء جهدي كاملا إلى الإدارة الوظائف العليا التي شغلتها ومحاربة الفساد الإداري والمالي و السياسي والمنافحة على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان و ضد التيار كنت أسبح ...

بل مهما كانت بساطة المسؤولية أو الوظيفة و الإدارة التي أعين على رأسها ..

و مهما بدا للناس ممن عرفوني عن قرب و بدا لي أن هذه الوظائف دون مستواي العلمي والمهني بكثير...

إلا أنني كنت أقبل بها وأغير من حالها حتى أعتبر وأعد مضايقا ومزعجا للكثير فأفصل عنها وقد أعطيتها من الأهمية والمكانة ما لم تكن عليه من قبل...

إنني لم أحس في يوم ما بالخوف و التوجس على وطني و مستقبل الأجيال بل لم ينتابني هذا الشعور بالحدة و الشدة حول أمن و مستقبل البلاد الغامض ..

وراهنها الصعب المقلق بالنسبة لفئة عريضة من المواطنين أو النخبة مثلما أحسست بالحزن العميق والقلق المزمن والمتزايد منذ بضعة سنوات ..

حتى انني أصبحت أعيش يومياتي على أعصابي بل زاد إدراكي ويقيني من أن إصلاح الأوضاع الراهنة يزداد صعوبة وتعقيدا ..

حيث باتت تتداخل فيما بينها العوامل والأسباب وتتشابك إلى حد يجعل فهم الواقع وحتى دراسته أحيانا متعذرا ومكلفا وصعبا للغاية بل مرهقا ومقرفا ومقززا.....

بل لم أحس بالخطر والخوف أكثر مما شعرت به الآن لما أصبحت أشاهد ممارسة النقد الشفوي المجاني قسمة واسعة بين كثير من الناس من أعلى مستويات المسؤولية إلى أدناها ...

حتى أن الإنسان ليتسائل من المسؤول عن الوضع الراهن في الجزائر، والحقيقة أن مثل هذه المشاهد هي دلائل صارخة على عموم بلوى الفساد واللانظام و الفوضى العارمة...

وانتشار هذه الحالة ونيلها حتى من الفئات التي كان يفترض أن تبقى في منأى بعيدة نسبيا عن حالة كهذه...

فانتشر النفاق الإجتماعي وعمت بلواه وسادت الفوضى والنهب وانتشرت الرشوة و انقلبت المعايير وتلاشت هيبة الدولة....

فكأنك وأنت تطالع كتاب "المرآة " لحمدان خوجة بما للرجل و ما عليه وهو يصف حالة السلب والنهب Pillage وتهريب الأموال وتبييضها وغيرها من المشاهد المأسوية في مقاطعة الجزائر Régence d Alger ..

فيخيل لك أنك تعيش الراهن فما أشبه الليلة بالبارحة !

إن ادوات التقصي والبحث والتحقيق l’enquête تعجز عن وصف و رصد هذه " الحالة " التي تفوق وتختلف عن "حالة " " الفوضى" ..

حتى أن إقتطاع " العينات" Échantillons وسحبها على الباقي من خلال " الدراسة" l Etude لا يجدي نفعا ذلك أن مفهوم العينة يتلاشى ..

فالفرد الواحد يعتبرعينة متكاملة قائمة بذاتها تختلف عن غيرها فلا تماثل ولا تشابه ولا تطابق ولا تقاطع في التكوين والنشأة والبيئة والمآل...

ولا معنى للنّسق أو النظام...

بل إن مجتمع " اللادولة " على حد تعبير " بيار كلاستر"... لا يصلح هنا للمماثلة و لا للإستئناس ...

إذ تعجز نظريات البحث والمقاربات العلمية وبدون مبالغة أو تشاؤم أن تصف حالة الإنهيار الكبير والتام والشامل " للإنسان " و " النسق الإجتماعي " و " النظام " و " الحقوق " و "الواجبات " و " القيم "...

وكل خطاب يتململ ويتدثر وراء مفردات مرنة ولينة في توصيف حالتنا الراهنة والخطيرة يعتبر في تقديري خطابا يجانب الحقيقة بل يبحث عن مبتغى أو موقع أو منفعة داخل هذه " الحالة "...

فإما أن يشعر صاحبه بأنه لا جدوى من أن يكتب أو ينشر حتى لا يسجله التاريخ على صاحبه فينخرط في " الحالة " ويقوم بتكريس " اللانظام " أو يصارح علنا بأنه لبنة و ركنا ركينا في إتجاه تمديد عمر هذه " الحالة " واستمراريتها...

إن للأزمة محددات وتعريف ومفهوم وعمر أو مدة زمنية سواء كانت المقاربة إجتماعية أو إقتصادية تنموية أو فلسفية أو ثقافية أو حضارية، وهي لا تنطبق على ما سميناه نحن " حالة " ..

وقد سماها بعض من يتعاطون السياسة والمعارضة بشيء من الصدق ينقصه للأسف كثير من العلم والتأسيس والوعي والإدراك... " الفلتان "...

فلنقل "حالة الفلتان"...

لايوجد أسهل وأقل تكليفا من طأطأة الرأس والتهليل والمدح لنيل أحسن المبتغيات والتبجيل والإمتيازات والحفاظ على" خبز الأولاد" و" الإحتفاظ بالحرية " و " الحقوق الأساسية "..

و" الإستفادة من الريوع المتدفقة والخيرات " في وطن كاد يتحول إلى سجن للنخب تخصيصا و خاصة منها النخب المقتدرة عميقة التكوين مزدوجة اللسان و الثقافة أو متعددة الألسن ..

واسعة الثقافة عميقة المعرفة والإطلاع ضليعة الفصحى مستنيرة العقل راسخة القدم في هويتها الوطنية من غير انغلاق.. .

إن مسالك جمع الريع سهلة على من أراد سواء عبر " التمثيلات النيابية " و" المنتخبة " أو عبر " الإستوزار" (حقائب وزارية) ..

أو عبر " الوَظائف السامية أو المناصب النوعية " التي حولت بعض المتعلمين وحملة الشهادات الجامعية إلى " أدوات "..

يمارسون أسوأ الأدوار تارة باسم العروش والقبائل وتارة أخرى أصحاب الولاء الإداري والسياسي أو باسم المناطق و الجهات و النواحي و الرصيد التاريخي،...

بل يبلغ الإبتذال اليوم حدا جعل من بعض أصحاب الشهادات الجامعية العليا يتحولون (حاشاكم) إلى " قواودة " جمع " قوّاد" اي مخبرين و منبطحين كالعبيد ..

أو " دلال" بجمعية تظهر في المناسبات للتطبيل أو كاتب خربشات حول نقر الدفوف يحسب نفسه " توفيق الحكيم" أو "علي الطنطاوي" أو "طه حسين" أو " أدونيس" أو" القباني" أو " درويش"..

أو صاحب ما يسميها هو مذكرات ودفاتر تلخص تجاربه السياسية الهامة !! يصدرها للناس بالألوان كاملة الطيف ..

ومعهم بعض أساتذة الجامعات الذين تاهوا بملفات ترشحهم في المناسبات الإنتخابية " يدللون" بها من حزب إلى أخر و من قائمة أحرار إلى أخرى ..

وهم يعلمون يقينا بأن وظيفتهم في الجامعة مهما لحقها من تشوه ونالها من تزييف قد أصاب الجــــامعة الجـــزائرية و من إنحطـــــاط (وهذا موضوع أو مبحث آخر يستحق عناية رفيعة المستوى) نال من جسمها الذي بات عليلا، ..

فهي رغم هذا كله أفضل بكثير من ممارسة هذا اللون من " العهر" - مع الإعتذار - من أجل تقاضي رواتب هامة بدون وجه حق ..

لأنهم لم و لن يكونوا أبدا في مستوى الأمانة التي إنتدبوا أنفسهم لها أو منحوا إيّاها حتى يمثلوا شعوبهم ونخبهم المضطهدة البائسة ..

ناهيك عن فئة تتصيد كالقططة مواقع المسؤولية في الجامعة تاركة البحث العلمي و التأليف الجاد وراء ظهورها تمارس خطابين واحد للإستهلاك العام و الثاني للخساسة و التملق و ارضاء غيرها..

مع غياب خطاب ثالث لإرضاء ضميرها و ربها و الإخلاص لوطنها ...

هكذا منذ دخل نظام التعيين بالمرسوم إلى الجامعات وأصبحت مخابر البحث والمجالس العلمية خاوية على عروشها أو هياكل بلاروح .. وتسابق القوم في نزاع على الإمتيازات والمنح و التربصات و الوظائف ...

يئسنا أن يخرج من ظهرانيها عابد الجابريمثلا لا حصرا – جديد - رحمة الله عليه مثل ما حدث بالمغرب ..

أو طه حسين و حسن حنفي و مطاع صفدي و الشيخ الغزالي قديما و حديثا بمصر..

أو أبو يعرب المرزوقي" أو هشام جعيظ "جديد مثلما حدث بتونس..

أو " الصادق النيهوم " مثلما حدث في ليبيا...

رحمة الله على الأموات وأمد الله في أعمار الأحياء عطاءا وبذلا، وجلهم يقطن بلده أويتردد عليها ذهابا وإيابا...

يئسنا أن تنتج الجزائر مرة أخرى من جديد كما حصل حديثا و قديما أمثال ابن باديس و الطيب العقبي و مالك بن نبي و حمودة بن الساعي و الهواري عدي و علي الكنز و الربيع ميمون ...الخ ...

و منهم من هجر و غادر الوطن و منهم من عاش مناخا قاتلا على هامش الحياة..

في حين هاجر بلادنا أفضل النخبة قهرا أو هجروا أمثال " علي الكنز" و" محمد حربي" و " الإبراهيمي" و" عمر أكتوف" و" الطيب حفصي"و" الهواري عدي" ...

و القائمة طويلة، أما المهجورون، الساكتون، المتعففون، المهمشون، المنسيون في هذا البلد في صمت دون ضجيج فهم كثر....

هذه بعض الأسماء فقط أو هي عينات لضرب الأمثال وإلا فالقائمة طويلة جدا في مجالي العلوم الإنسانية أو التجريبية والتطبيقية و الأساسية على حد سواء....

لقد دفعني لكتابة المقال المبسط لغة ومفردات، واحد من أصدقائي مثقف ملتزم عنيد وباحث صال وجال في بلدان وأقطار عربية وأجنبية خاصة ..

وقدم مداخلات أمام برلمانات أوروبية والتقى برؤساء جمهوريات لدول عظمى في وفود علمية و شخصيات علمية و فكرية و دينية عالمية ... ،

وقد منح لوجوده معنى واستقلالية عن الوظيفة في الدولة زادت في روحه المعنوية وعقليته النقدية وأمله في مواصلة النضال الثقافي الملتزم الميداني بشجاعة وصراحة....

ونحن نتبادل أطراف الحديث سألني صديقي عن أحوالي فلخصتها بأنها سيئة باعتبار ما أدفعه من ثمن باهض ضريبة ومقابل مواقفي فأجابني.:

لو تقبلت رأيي لقلت لك أنت تمارس المعارضة الشديدة و النقد البناء من الداخل لعلها كانت تكون أجدى لو أن هذا العمل كان مع لوبي من النخبة يسند بعضها بعضا و تؤثر في موازين القوى و لو نسبيا ..

و هم أي السلطة لا يقبلون منك ذلك ! أنت تشتكي إلى أطراف هم جزء لا يتجزأ من جسد أزموي متكامل إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائرالأعضاء بالشكوى...

أنت تشتكي إلى خصومك، وهل يسمع لك الخصوم؟! لا أعتقد ذلك بل إنهم يعتبرونك رقما مهملا و « لا شيئ » ..

أو الى حد ما مصدر إزعاج و قلق ..

أنت غير موجود بالنسبة إليهم و لذلك فكلما أحسستهم بأنك موجود بمشاكستهم اتجهوا نحو إعدام وجودك !، لا تهمهم لا أنت ولا غيرك !...

كلنا " لا شيء" بالنسبة إليهم و لذلك راجع موقفك صديقي وحاول أن تعطي لحضورك معنى آخر واستقلالية ذاتية متحررة من ممارسات الضغط التي تعيشها من جهتهم و التهديد و المضايقة كما عرفتك....

فالحل لا يأتينا لا من الداخل و لا من الخارج إذا أملته علينا أطراف ذات مصالح ومنافع أو" لوبيات " أي جماعات ضاغطة....

هكذا كان رأي صديقي ربما اختلفنا في قضايا و اتفقنا في أخرى لكنني أحترم رأيه...

قررت العودة إلى الكتابة في شكليها النضالي ( باعتباري لا اؤمن بدور الذي يمارس ثقافة الترف و المتعة و جيمناستيك العقل بل أنا مثقف عضوي ميداني على حد تعبير غرامشي ..مثقف نقدي رسالي ملتزم ...) ..

سواء عن طريق التبليغ الصحفي أو عبر مواقع الأنترنيت أو الصحافة الإلكترونية أو على المنابر الوطنية القليلة أو الدولية سواء في شكلها الأكاديمي أو السجالي ..

حيث سأشرع في طبع سلسلة من المقالات والدراسات تنطبق على الواقع المأزوم والمتردي مع نشرها ولو خارج الوطن إن تعذر على ذلك داخله...

لقد مارست الوظائف وأنا لست راض على هذه " الحالة " - أعني الحالة الجزائرية - ..

فكان نقدي لاذعا ومؤسسا وعلميا لم تستصغه " إدارة " و "سلطة " تلفظ كل من لايستقيم على ذبذبتها أو يريد إعطاءها " معنى آخر " أو يريد تغذيتها بالمعرفة والعلم والكفاءة أو يساهم في اصلاح حالها ...

إدارة تفوض النفوذ لجهلة و أعشار متعلمين ومتطاولين على العلم و أعداء للعلم وحملة شهادات لا يختلفون عن أمثالهم من الخاوين على عروشهم...إلا من رحم ربي...

مارست النقد وأنا داخل " الحالة " وخارجها و اعتقدت بأنني سوف أساهم ما استطعت في إصلاح الحيز الذي كنت أمارس فيه مسؤوليتي ونفوذي السلمي لكن هيهات، ..

وقد إستفدت من تجربتي تلك أنني تعرفت جيّدا على خصائص الحالة الإدارية السلطوية الجزائرية المتأزمة المميتة القاتلة لروح الإبداع والجودة ..

وحاولت توظيف أدوات علمية وبأداء علمي دقيق بل حاولت إفادة الإدارة و المستفيدين منها من عامة المواطنين واستفدت من تلك الجدلية بين النظري العلمي و محاولة تنزيله على الحالة الإدارية لوضع حد للفلتان...

وبسط النظام وعقلنة الأداء واشتغلت على حقول جديدة من المعارف مثل الذكاء الإقتصادي L intelligence Economique ، تسيير المستقبل Manager l Avenir ،الإحتراس الإستراتيجي la veille Stratégique ..

تسيير المخاطر والكوارث gestion des Risques et catastrophes البحث عن الجودة والنوعية والفعالية والفاعلية..... la performance, la qualité, l’efficience, l efficacité

لكنني كنت وا أسفاه كمن يعيش أضغاث أحلام أو كابوسا مزعجا ذلك أن مؤسساتنا الحوكمية و الإدارية جثم عليها متسلطون يكرهون الإبتكار والعلم والتفكير والنقد العلمي و يتوجسون منه..

ويقومون بخصي الرجال والفحول تحت عناوين شتى وأعني بالرجال، الكفاءات والنخب الوطنية la castration des élites et des compétences nationales تحت عناوين شتى، ..

منها واجب التحفظ l obligation de réserve أي التحفظ عن نقد أداء الأسياد في مساراتهم و "مداراتهم الحزينة " " المخفقة " (les cercles tropiques) مدارات الخزي والعار ..

وحوكمتهم الفاسدة، والتحفظ عن نعت المفسدين بفسادهم ولو في هدوء، والتحفظ عن تصويب أدائهم المتعثر، المضطرب الرديء، وكل ذلك تحت عنوان " إحترام التراتبية والسلم الإداري" و "واجب التحفظ" وعدم إفشاء السر للأجانب، منظمات حرة أو دبلوماسية ،..
ثم إننا والله نتسائل من يسعى لبيع خيرات البلاد بسعر بخس و نهبها ؟!! ..

هل هم الذين ينددون بالفساد و التجاوزات فلا يرد على انشغالاتهم بل يتم التضييق عليهم...

فإذا نادوا بصوت عال كل انساني يكره الظلم و الفساد أو يظهر كراهيته له مكرهين لا ابطال و مضطرين بعد أن صمت اذانها المؤسسات الوطنية المخولة بحمايتهم و معاقبة المفسدين و تطهير " الفترينة " بل بعد ان انتشرت اللاعقوبة جهرة ...

أم من لديهم سلطة القرار من أجل أن يبقى " المركز" "مركزا للفساد " وسوء الحوكمة و " الأطراف" لها أن تختار أن تكون أطرافا تدور في فلك المركز الفاسد وحوله و عندئذ لها أن تأخذ نصيبها من ريع الحوكمة الفاسدة حق معلوم!! ...

أو " أطراف " تتجرأ أو تغامر في محاولة مكلفة لتصويب حركة المركز ونقده وعندها تعتبر أطرافا عاقّة عاصيّة إخترقت أبجديات التسيير العقيمة، العتيقة والبالية و على رأسها " إحترام السلم الإداري " و "واجب التحفظ " !!! ...

فمن يكون ذلك الإطار النزيه الشاذ عن نواميسهم حتى يتجرأ ويراسل مباشرة ولو بصفة الباحث والمفكر و المواطن الإيجابي والنخبة القلقة، والمثقف الميداني يراسل " المركز " أي " كبار السادة " أو يعبر" للسادة " عن قلقه ومآخذه ويرسل إليهم بنقده العلمي؟!!! ...

من يكون ذلك الإطار النظيف هو و أمثاله حتى يراسل " الرئيس الأبجل " و " الوزير الأعظم" و " القائد" و "الضابط السامي الأكرم والأفضل" ؟! ...

بأي صفة يراسله ويخاطبه ويناديه و يهتف له و يرسل له بالفاكس و الإيمايل و عبر وسائل الإعلام مباشرة فهذه من المحرمات و الممنوعات و الطابوهات كما يقولون ! ...

من يكون هو و أمثاله حتى ينبهه ويحاسبه ويطلب منه شفافية في الأداء وسيولة في المعلومة و تدقيقا و يقظة في حماية المال العمومي من الفساد و التبديد ؟!!فهذا تدخل في شأن لا يعنيه ...

الفساد له لجنة أو هيئة أو جهة وطنية و كفى بها حسيبة رقيبة !! ...

هكذا يصاب " الأنا " le Moi المتحكم بحالة من الهوس والعظمة و " الجلالولية " و" القدسوية " الزائفة أو بحالة من " الفصامية الكبرى " la grande schizophrénie ...

لتكون هذه الحالة بداية الإنغلاق أو غلق منظومة الفساد على نفسها بنفسها وإن إتسعت رقعة الداعمين والمؤيدين لها، وذلك لهشاشة بنية المنظومة وقواعدها رغم ما يبدو من كثرة وتكاثر الأنصار وهي حالة موهمة إلى حد التعمية...

وهنا يقع هذا " الأنا " أسير مرضه وتضخمه وعوالمه المليئة بالضجيج الذي يوقع أحيانا جيوشا من المتعلمين في " موجة الإنتهازية " بناء على عماءات المعرفة les cécités de la connaissance ..

والتي ينتجها " العقل السائد و المكتسب و العالم و المتعلم" بارتهانه لحالة من اليأس والإنسحاب وفقدان الأمل والإستسلام لنوازعه الدنيوية الضيقة وانكفائه على ذاته، ...

وتنتشر ظاهرة الإستسلام و التساقط وتتسع دائرتها إلى حد يوهم " الأنا " المتحكم بالإنتصار و هنا السر الخلاق بل من هنا تبدأ عملية إنهيار المنظومة المغلقة التي تتآكل ..

من خلال هذا التوسع بالإنغلاق أي التوسع المفرط في إتجاه عموم بلوى الفساد والإنحراف في الحوكمة....

إنها ظاهرة البيڤ بانڤ le Big Bang الداخلي،. القادم لا محالة مهما طال العهد ..

إنه الإنفجار من الداخل لعدم تحمل هذه المنظومة طاقة إستيعاب للفساد أكبر من طاقة تحملها للفساد الحالية ...

أي أن الشروط والعناصر والعوامل المنشأة والمكونة للحالة الموصوفة هي التي تكون السبب الرئيسي في إنفجارها وتشظيها وانقسامها دون سابق إنذار أو توقع أو إستشراف أو ميقات محدد...


حرربالجزائر بمدينة باتنــــــة في:08/11/2012



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة إقرأ المحمدية تخلفها أمة لا تقرأ و تجعل من رعي الغنم قيم ...
- في العلمانية و الإسلامية ..
- ملاحظات حول الحراك الجزائري راهنه و مستقبله (1)
- ضجة البخاري و مسلم ..
- كلمة مبسطة حول جدوى العلمانية ..
- في الأزمة و سبل الخروج منها ..بين ابن رشد و الغزالي ..
- في المدرسة الجزائرية و جلد الذات
- جيل دولوز و الغموض ...
- ما لا يعلمه أدعياء العلمانية الصغار من العرب حول أردوغان..
- الفيلسوف و المفكر لا ينتهيان ..
- نهاية النص الأدبي و الفلسفي و الفكري ..
- نخبة قليلة أجدى من كثرة مفلسة ....ليست النخبة وحدها من تصنع ...
- التفلسف بين المكرمة و الجريمة
- الإلحاد و الإيمان و بينهما العقل من خلق الله لا البشر
- فتحي المسكيني و البحث عن تجاوز هيدغر و مسألة الترجمة..
- في الإصلاح التربوي..
- في القوامة
- معارك الإسلاميين الطاغية و الفاشلة
- ملاحظات في نقد الأصول التي قامت عليها عقيدة الولاء و البراء
- كلمة في الفلسفة الغربية ..


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - الجزائر : الحالة التي تستعصى على الدراسة - الجزء الأول - - الفلتان - أو خصي النخب الوطنية