حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور:
الادارة و الاقتصاد
إبتلى العراق وشعبه بالنفط منذ أن تم إكتشافه وإستخراجه الى يومنا هذا ، حيث أصبح الشغل الشاغل للمستعمرين والحكام على حد سواء ، وخاصة في زمن دكتاتورية صدام التي جعلت من النفط سلاحها المهم في إرهابها وقمعها وحروبها وغزواتها الداخلية والخارجية .
حيث حول نظام صدام النفط كسلعة تباع وتشترى وتهرب عبر الحدود من قبل أزلامه وحاشيته ، وكذلك أصبحت مادة دسمة للرشاوي بإسم الكوبونات النفطية الشهيرة ، التي دفعت لشخصيات عربية وأجنبية مقابل تأييدهم للسياسات الحمقاء للنظام الدموي المنهار في ظل الحصار الذي دمر الوطن وأتعب الشعب .
هذا النفط الذي إبتلينا به ، هكذا تعود فوائده دائما للحكام وأعوانهم ، وليس لأبناء الشعب ، وحتى بعد دخول القوات الأمريكية الى بغداد سارعت هذه القوات الى وزارة النفط لحمايتها وحراستها ، قبل أية وزارة إخرى أو أية مؤسسة مهمة كما حصل للمتحف الوطني العراقي الذي نهب ودمر منذ اليوم الأول لإنهيار نظام صدام .
واليوم يعيد التاريخ نفسه من جديد ، حيث تتصارع بعض أحزاب وقوى المعارضة السابقة للنظام المنهار والحاكمة حاليا حول من يحصل على الوزارة الدسمة ، وزارة النفط ! .
وهذا ما يعكسه الصراع والعراك الدائر بين القوائم الفائزة المختلفة ، وحتى بين بعض الأحزاب والقوى المتحالفة داخل الأئتلاف العراقي الموحد ، حيث ينسحب هذا الطرف السياسي أو ذاك من الإشتراك في الحكومة العراقية الجديدة ، بسبب عدم حصوله على وزارة النفط .
وهذا أحد الاسباب الذي أدى لعدم إعلان الحكومة العراقية الجديدة في موعدها ، وكأن الحصول على هذه الوزارة من قبل هذا الحزب أو ذاك ستحل كل مشاكل العراق الثقيلة والمتراكمة منذ زمن النظام المنهار ، ولا زالت دون علاج .
ماذا حصل شعبنا من هذا النفط الذي أصبح مادة تملئ جيوب الحكام وأعوانهم ومرتزقتهم ؟ ، والمواطن العراقي يعاني من الفقر والجوع والأمية والقمع والتشرد ، بإسم الدولة النفطية التي تشكل ثاني إحتياطي نفطي كما يذكر .
أين البلد النفطي وأبناء العراق يقفون طوابيرا طويلة وتأخذ منهم الوقت الطويل للحصول على كمية محدودة من الوقود ، وكأنهم في أفقر البلدان بالعالم ؟ .
كفاكم يا حكام العراق من معارك المكاسب والمناصب والمصالح الذاتية ، عليكم العمل من أجل بناء العراق الديمقراطي الإتحادي الحر، وهذا هو خيار الشعب الحقيقي .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟