محمد بسام جودة
الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور:
القضية الفلسطينية
ستعود قريباً طاولة الشطرنج من جديد تتصدر مكانها وسط وطن غارق بمستنقع الأحداث والأوضاع الداخلية المعقدة والمحبطة لكل فلسطيني يعيش حالة الصمود أمام كل أشكال الضغط والعزل والحصار والعدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف عليه، مربعات سوداء بيضاء في كل مكان، حوارات ستبدأ قريباً و سياسات تفتك بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني و بالحياة الاجتماعية،بطالة، فقر،انفلات أمني ،إلي غيره... الجميع يعتقد أنه يملك الكثير من الوقت لحل مشكلة الخلافات والصراع علي الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة في بلدنا الصغير، الجميع يعتقد أن بمقدوره تحريك الدفة لصالحه، و الأحجار تتصارع، الحكومة الإسرائيلية لن تتوقف حتى تتحقق أمنيتها بالنيل من عزيمة وصمود شعبنا وتركيعه ،و لا يهمها أحد، ربما نخجل من أنفسنا و نقف عند طاولة الحوار نتحسر على الشهداء الذين قدموا أعز وأغلي ما يملكون من أجل حرية واستقلال وكرامة الوطن ، والشعب يشاهد ويتفرج علي كل ما يجري وما سيصدر عن هذا الحوار من نتائج ،علي أمل أن يستطيع المتحاورين فيه أن يتوحدوا ضمن الجسد الواحد ، وأن يخجلوا من ذاتهم فشعبهم أصبح يعيش جحيماً جراء تلك السخافات والمصالح الذاتية التي غلبت لديهم علي المصلحة العليا لشعبهم وكرامته علي هذه الأرض ،لكن للأسف أخشي أن يستمر هذا العراك في مكانه دون الوصول إلى حلول جذرية تكرّم دماء الشهداء الذين ماتوا فداءً لهذا الوطن العزيز فكلما اقترب موعد هذا الحوار يزيد لدي المواطن الفلسطيني الشعور بالأمل والثقة بقيادته الوطنية علها تستطيع جسر الهوة وحالة الانقسام والانفلاش الفصائلي في المواقف والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ...الخ ، لا أدري هل يعتقد المتحاورون أن شهداءنا يتبسمون لهم من السماء بعدما وقعوا في مصيدة الصراعات والخلافات علي السلطة والصلاحيات؟؟
إن منظر عجوز شاهدته يتناول الخبز عن الأرض حتى يأكله لا يفارق مخيلتي... ماذا بعد يا سادة ، يا أصحاب البرامج الانتخابية الجذابة؟؟ أهي سياسة أم مجزرة شعب بأكمله،أين التغيير أين الإصلاح أين أنتم من برامجكم وشعاراتكم الرنانة ؟؟ بعد كل هذا نستطيع القول أن الاجتماع حول طاولة الحوار لحل الأمور العالقة والأزمة الحالية نخشى أن تكون عناوين لديكم لما هو أعظم، و شارب كأس العلقم هو الشعب الفلسطيني ، لماذا تتخبط الأجندة السياسية كل يوم بل كل لحظة لديكم؟؟؟ طاولتنا تضم عمالقة الوطن و لكن سياسة الحكومة الإسرائيلية لن تتوقف أبداً ضد شعبنا ولن نستطيع مواجهتها إذا لم نتوحد كالجسد الواحد في إطار جبهة وطنية فلسطينية عريضة ولتكن منظمة التحرير الفلسطينية بتفعيلها دون مزاودة من أحد ، أليست هي من قادت علي مر هذا التاريخ قضيتنا وأدخلتنا ضمن الخارطة الدولية ....فإلى أين أنتم وبأي اتجاه من هذا الحوار ذاهبين أيها المتحاورين في وطن المقهورين؟؟ علكم تدركون أن هذا الحوار سيكون نقطة نظام تسجل عليكم جميعاً أمام شعبكم وتطلعاته نحوكم إذا ما أحسنتم النتائج ؟؟
#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟