أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - قاسيون - كل أيار وأنتم ......















المزيد.....

كل أيار وأنتم ......


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


اعتاد الشيوعيون السوريون عبر تاريخهم الاحتفال بالأعياد الوطنية والأممية في مختلف الظروف .حتى في مراحل هيمنة الدكتاتوريات السياسية التي مرت بالبلاد منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا . وقد أولوا هذه الاحتفالات أهمية خاصة؛ حتى أصبحت تقليدا تاريخيا ًيتفاخر به الشيوعيون .وبرزت كإحدى محطات النضال الوطني الطبقي الذي كانوا يقودونه في طول البلاد وعرضها .وقد اعتادت الجماهير الشعبية القريبة من الحزب أو البعيدة عنه المشاركة في هذه الاحتفالات أو تتبع أخبارها والإشادة بها من قبل الأصدقاء، وقدحها والتهكم عليها من قبل الأعداء.

ولكن العقود الأربع الأخيرة، بما شهدت من انقسامات مأساوية متكررة شرذمت الحزب وشظته، وجعلت منه «شعوباً وقبائل.. لا ليتعارفوا» بل ليتنافروا أدت هذه الانقسامات إلى تراجعات سياسية وتنظيمية بل وفكرية كثيرة. ولا أريد أن أبتعد عن موضوع الاحتفالات فقد أدت أيضاً إلى تغيير نمط هذه الاحتفالات نحو الأضعف والأسوأ فجعلتها: إما أن تكون تحت رعاية ووصاية السلطة وأجهزتها وإما أن تجري في انعزالية تامة لا يلتقي بها فصيل مع آخر.

ويبقى للاحتفال بعيد العمال العالمي في الأول من أيار أهمية خاصة لدى الشيوعيين عموماً ولدى الشيوعيين بالجزيرة بوجه خاص حيث يحتفل الشيوعيون السوريون بالخروج مع أصدقائهم إلى الطبيعة حيث تقام المهرجانات الخطابية والفنية بهذه المناسبة العظيمة.

سأقتصر فقط على هذه العيد لأشهد على تراجع وهج الاحتفال في الجزيرة وبالتالي تراجع القيمة النضالية وهزال الناتج الجماهيري لطريقة الاحتفال. بعد أن جرى انقسام المؤتمر السادس، واغفروا لي هذه التسمية، لأن الانقسامات في الحزب رافقت مؤتمراته للأسف الشديد. وفي أول عيد عالمي ( 1أيار) الذي تلا الانقسام المذكور: يتذكر الرفاق جميعاً أنه جرى احتفال مركزي بالنسبة للجزيرة في (طر طب) قرب القامشلي اجتمع فيه الشيوعيون وهم منقسمون ولكن على منصة واحدة في الاحتفال.

وفي ثلاث كلمات للحزب «فصيل خالد بكداش - فصيل يوسف فيصل - فصيل مراد يوسف». وقتها كان أمراً محزنا ًأن يستمع الشيوعيون إلى ثلاث كلمات باسم الحزب في احتفال واحد .ولكن ما تلا كان أعظم وكما يقال شعبياً «سقا الله تلك الأيام» فقد كانت المرة الأخيرة في حياة الشيوعيين في اجتماعهم على منصة واحدة في احتفال .

إذ بعد ذلك جرف الكبرياء الزائف ووهم امتلاك الحقيقة والخيال المريض بأن الجماهير سوف تلحقنا وتترك الآخرين. وأننا كل شيء وغيرنا لا شيء.

كل ذلك أدى إلى قيام منصات خطابية متعددة في مكان واحد تمثل كل منصة فصيلاً على بعد عشرات الأمتار من بعضهم مستخفين بذلك بعقل الجماهير الشعبية التي كانت تشارك في أعياد أيار .

ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع حادثة جرت في احتفال أيار /2006/ حيث وجدت في مكان الاحتفال خيمتان بمنصتين يبلغ البعد بينهما مئة متر ونيف إحداهما لتيار قاسيون الذي أنا منه والأخرى لفصيل الرفيقة وصال .

من حيث الشكل المنصتان متشابهتان أعلام أممية حمر - أعلام وطنية - لافتات لشعارات من حيث المضمون واحدة، والأهم من ذلك جمهور متواضع (على قد حاله) وإذا واجهنا الحقيقة بشجاعة، الجمهور قليل العدد لا يتناسب مع زعمنا أن جماهير شعبية معنا تحضر الاحتفال مع العلم أن المكان في «سد مز كفت» يعج بالناس صغاراً وكباراً ويكاد الناس أن يصطدم بعضهم ببعض من شدة الازدحام.

مما أدى إلى الحادثة التي نوهت عنها قبلاً وهي ضياع حفيدتي مارسيل وإليكم الحادثة:

حفيدتي مارسيل ذات الربيع العاشر من العمر تذهب معنا في الاحتفالات منذ بضع سنوات وحتى الندوات مؤخراً. وقد فعلت كما العادة في احتفال أيار الذي لم نتخلف عنه يوماً مهما كانت ظروفنا ،وما أتعسها من ظروف - من الناحية الاقتصادية - على الأقل على الدوام، مع توصيات لها ولمن يرافقنا من خالاتها بعدم تركها تذهب لوحدها ولو لعشرة أمتار. ولكنها في غمرة الزحام والاحتفالات جازفت بالذهاب وحدها لشراء بعض الحلوى وفي رحلة الرجوع إلى الخيمة تاهت في الطريق وقادتها مخيلتها المضطربة أن تذهب إلى ماء السد لأنها تذكرت أن الماء قريب من الخيمة ولكنها في الحقيقة أوغلت في الضياع أكثر.

في طريقها وهي تبحث عن الخيمة شاهدت رجلا وزوجته وأولاده فتقدمت منه باكية وقالت له بوضوح: «عمو أنا تهت عن خيمة تيار قاسيون - دلني على تيار قاسيون أنا منهم» من محاسن الصدف أن الرجل هو أحد رفاقنا ويتعرف عليها «عمو أنت مو بنت أبو أيمن» يحضرها فتقص لنا كيف ضاعت ويحكي لنا الرفيق ما دار بينهما ويضحك الرفاق الذين عرفوا القصة وشاركوا في البحث عنها لطريقة التعارف التي اتبعتها. إلى هنا والأمر عادي ولكن بعد رجوعنا إلى البيت من مشوارنا الشاق. وجدت رفيقاً من فصيل الرفيقة وصال في انتظارنا للمعايدة والسؤال عن مجريات الاحتفال وحكينا له قصة ضياع مارسيل وفي نهاية الحديث قالت ابنتي التي كانت معنا في الاحتفال:هناك قصة أخرى مثل قصة مارسيل: قالت ونحن عند المنصة جاءت طفلة أكبر من مارسيل قليلاً تبكي وتقول خالة ما في خيمة أخرى يحتفل فيها الشيوعيون غير هذه الخيمة.

فقلت لها والحديث لابنتي: بلا يا حبيبتي هناك خيمة أخرى وأشرت إلى الخيمة الثانية فقالت الطفلة خاله وصليني إلى الخيمة الثانية فأنا من خيمة وصال (وكانت الطفلة ابنة الرفيق خور شيد أحمد عريف الحفل في الاحتفال). طبعاً أوصلوها إلى الخيمة الثانية.

بعد سماع القصة وجمت وجوماً شديداً وانكسرت نفسي وهُزمت من الداخل بعد أن تخيلت حالة حفيدتي الثانية ابنة الرفيق خورشيد وهي تبكي خائفة ووجلة مثل حفيدتي مارسيل التي أبكتني سراً عند ضياعها ولكن الآن لم أعد احتمل فبكيت على رؤؤس الأشهاد أمام أسرتي ورفيقي الجالس أمامي وقد كنت متأكداً أنه لو أن رفاقنا في الحزب الشيوعي الموحد نصبوا خيمة ثالثة وضاعت حفيدة ثالثة من بنات زيد أو عمر من رفاقنا لقالت كما قالت حفيدتاي الأولى والثانية «أنا من جماعة يوسف، خذوني إلى خيمة يوسف».

في تلك الليلة شعرت بالمهانة وأنا شيوعي على أعتاب العقد السادس من العمر وأحسست بالإحباط يلتهم كل ما تبقى مني .حقاً إن الشيوعيين صاروا مبعث قلق ووجل أولادهم وأحفادهم. أيكونوا حقا سبب ضياع أجيالهم اللاحقة. ألا يمكن أن يحافظوا أو أن يبعثوا الطمأنينة في نفوس أحفادهم وأولادهم ونحن في هذه الحالة تشاء الصدف أن يدخل علينا رفيق أخر من فصيل الرفيق يوسف فيصل وهو من رعيلنا وكان مسافراً إلى دمشق وعندما رآني على هذه الحال ولا أدري ماذا قرأ في وجهي حينها.

بدأ بمواساتي وطلب مني (طولة البال والتجمل بالصبر بعد أن عرف سبب انزعاجي وهو يعرف أنني مريض ضغط وسكري منذ عقد ونيف ويعرف كذلك أن راتبي الدوائي اليومي اثنتي عشر حبة دواء مختلفة في الوجبات الثلاث وقد ألح كثيراً أن أضبط نفسي.

وبعد أن أزفت ساعة سفره وأراد الخروج ألح مجدداً علي بالصبر فقلت له أتخاف علّي يا أبو جون؟ قال بكل جدية: طبعاً يا أبو أيمن، أخاف عليك فنحن رفاق. وأنا أقول أرجوكم أيها الشيوعيون السوريون ثوبوا إلى رشدكم واسعوا جادين إلى وحدة حزبكم لعّل الأجيال القادمة تحتفظ لكم بما يليق بكم من التقدير والاحترام .

وأرجو صادقاً أن لا يكون عنوان رسالتي القادمة في أول أيار القادم إذا أحياني الله حتى ذلك التاريخ :

(كل أيار وأنتم..............)

■ أحمد الذياب - تل تمر



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير هيئة الرئاسة لمؤتمر الشيوعيين السوريين الحادي عشر
- وثيقة المهام البرنامجية التي أقرها المؤتمر
- الخطة العاشرة على الطاولة الاقتصادية
- توضيح من اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في حمص-قاسيون-
- ويتحدث الوزراء عن «الدلال» الذي يعيشه المواطن!!
- الخطة الخمسية...الامتحان العاشر لمجلس الشعب
- في مجلة أبيض وأسود:ما الذي يحدد طبيعة النظام الاقتصادي؟
- د. قدري جميل في حوار حول الخطة الخمسية العاشرة:معدلات النمو ...
- العصر الأمريكي ... شراسة، وصراعات طائفية دموية
- تعويم الليرة مطلب العولمة لتسهيل النهب والسيطرة
- الإصلاح بين الممكن والضروري
- مشروع موضوعات حول وحدة الشيوعيين السوريين المقدمة إلى:الاجتم ...
- الإصلاح الاقتصادي... أو 340 ألف جامعي على قارعة الطريق
- بلاغ :عن اجتماع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- رئيس اتحاد العمال العرب لقاسيون:تطبيقات الليبرالية الجديدة ب ...
- الإصلاح المنشود واستراتيجية المقاومة
- كم ستخسر الخزينة عند الخصخصة؟!!
- لو رفعت الحكومة أسعار المازوت... قد تربح ولكن سيخسر الناس
- أكثر من نصف السكان دون مأوى ..أزمة السكن بين مطرقة الركود ال ...
- عرب «النقب» في مواجهة سياسة الاقتلاع والتهجير الصهيونية


المزيد.....




- وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر ...
- “اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا ...
- اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا ...
- مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - قاسيون - كل أيار وأنتم ......