سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 17:23
المحور:
سيرة ذاتية
حديث المطر!
سليم نزال
صحونا اليوم على امطار لا تنقطع . حملت فنجان القهوة و ذهبت الى الحديقة .كان منظر السماء مدلهما ينذر عن مزيد من المطر .اما الشجر فقد اصابه ماء المطر فراحت قطراته تتساقط .و لم يعد يبقى من الورد سوى وردتين اصرتا على الصمود فى الخريف .و يبدو لى ان انها من نوع الورد الذى يملك العزيمة ان يستمر اطول فترة بعد انتهاء الصيف .و فى الشتاء الماضى شاهدت وردة وحيدة ظلت صامدة و كان قد غطاها الثلج .بدا المنظر و كانه يختزل بعض الفرح و بعض الحزن .
مرت جارة مسرعة مع كلبها .و هى تذهب به صباحا و مساء كما كان يفعل والدها الذى توفى قبل بضعة سنوات .و لما كان جنرالا فى الحرب العالمية الثانية كنت ارفع يدى و ادى له التحية العسكرية مزاحا .كان رجلا طيبا و كنت نتبادل احيانا الحديث عن الحياة.
.و عاد الاولاد الى المدارس .و صار المرء يرى عشرات الاولاد و البنات ذاهبون او عائدون الى المدارس.
عدما تبدا المدارس اشعر ان الحياة عادت من جديد قال لى صديق لم اقابله من زمن .و اعتقد انه على حق .مضى الزمن الذى كنا نلتقى فيه الاصدقاء كثيرا كما فى السابق .فالحياة تتغير و
نحن نتغير وفق ايقاع الحياة .
عاد الناس من اجازات الصيف.و صار قسم كبير من الاحاديث يدور حول الاجازة الصيفيه .و الان تدور الاحاديث حول الانتخابات التى ستجرى يوم الاثنين.التقيت فى الباص بامراة اعرف زوجها الناشط فى احد الاحزاب اليسارية .سالتها ان كانت قد انتخبت قالت نعم .قلت مازحا اين حزب؟ قالت هذا امر سرى!
التقيت جارى الايطالى الذى لا بد ان يقول شيئا متى نلتقى على الطريق.اخبرنى عن اجازة الصيف التى قضاها فى قريته فى جنوبى ايطاليا .
كانت حرارة مرعبة و لم اكن اخرج من البيت سوى فى المساء قال الجار.
اعود لاجلس فى الحديقة تحت الشمسية الكبيرة لاتامل المطر و هو ينهمر .المطر يسقط من السماء و يسقط من سطوح البيوت و يسقط من الاشجار !
قلت فى نفسى هذا يوم جميل لكى ارتاح و لا اخرج من البيت .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟